تعيش قرية عيتو في لبنان حالة من الذعر بعد غارة اسرائيلية أسفرت عن مصرع 23 شخصاً بينهم نساء وأطفال.
الغارة، التي وقعت، كانت الأولى من نوعها التي تستهدف هذه القرية ذات الأغلبية المسيحية منذ بداية الحرب بين إسرائيل ولبنان قبل أكثر من عام.
وتدفع آثار الغارة الجوية سكان القرية إلى حالة من الحزن العميق، حيث لا تزال رائحة الموت تعم الأجواء، عمال الإنقاذ يبحثون بين الأنقاض، ويجمعون أشلاء الشهداء، بينما تتناثر الملابس والأغراض الشخصية وسط الحطام.
كانت الشهادات من سكان القرية مؤلمة، حيث وصف أحدهم كيف شهد على الفوضى التي تلت الانفجار.
قال (إلي العوين)، مالك المبنى المدمر، إن عائلتين من عائلة حجازي، التي هربت من قريتهم الجنوبية، كانت تسكنان في المبنى، وقد فقدوا كل شيء في غارة واحدة.
وأضاف: “حتى لو كان هناك شخص من حزب الله هنا، فإن الهجوم على أماكن تأوي النساء والأطفال غير مقبول”.
أثارت الغارة ردود فعل غاضبة من قبل السكان المحليين، حيث اعتبر البعض أن إسرائيل تسعى لزرع الخلاف بين اللبنانيين، وتحدث بعض القادة المحليين عن مخاوف من أن تستهدف الغارات المزيد من القرى التي تأوي النازحين.
كما دعت الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق مستقل في الهجوم، مشيرة إلى أن هناك خرقًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني.
وقال (جيريمي لورانس)، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن الهجوم يثير قلقًا بشأن قوانين الحرب والمبادئ الأساسية التي تحكمها.
وعبرت (جيهان الطرابلسي)، إحدى سكان القرية، عن مشاعرها بالصدمة والحزن، وقالت: “كنا نظن أن هذه القرية آمنة، ولكن مع إسرائيل، لا أحد في أمان” وتحدثت عن اللحظات التي تلت الانفجار، وكيف تم نقل الجرحى، وكانت لا تزال في حالة من الذهول من الرعب الذي عايشته.
في الوقت نفسه، أشار البعض إلى أن الغارة قد تعكس محاولة إسرائيل لتعزيز الانقسام الداخلي في لبنان، واعتبر (سليمان فرنجية)، زعيم حزب المردة المسيحي، أن ما حدث في عيتو هو جزء من استراتيجية أكبر تستهدف خلق أجواء سلبية وزعزعة الاستقرار.
وتوجهت الانتقادات أيضًا نحو الولايات المتحدة، التي يُنظر إليها على أنها داعم رئيسي لإسرائيل، وقال (مروان)، أحد سكان القرية: “يجب على الشعب الأمريكي أن يستيقظ ويحاسب مسؤوليهم، لديهم القوة والموارد التي يمكن أن تساهم في السلام.”
وتُظهر الغارة الجوية الإسرائيلية على قرية عيتو بوضوح التوترات المستمرة في لبنان وتأثيرها على المدنيين، فمع تزايد المخاوف من تصاعد العنف، يبقى السؤال: كيف يمكن للبنانيين العيش في ظل هذا التوتر الدائم؟ إن أحداث مثل هذه تذكير مؤلم بأن الصراع لا يفرق بين الناس، وأن المدنيين هم من يدفعون الثمن الأكبر.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=68437