تشير تقارير إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن رفض تقديم دعمه لشن ضربة عسكرية تستهدف المواقع النووية الإيرانية، في الوقت الذي تبحث فيه إسرائيل عن كيفية الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف قاعدة عسكرية إسرائيلية في العراق.
هذا القرار الأمريكي قد يكون له تأثير كبير على ديناميكيات الصراع في المنطقة وعلى العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
بدأت التوترات الحالية عندما شنت إيران هجومًا صاروخيًا على قاعدة عسكرية إسرائيلية في العراق، وهي خطوة تصعيدية في الصراع المستمر بين الطرفين، وتأتي هذه الهجمات في إطار الصراع الإقليمي الأوسع بين إيران وإسرائيل، حيث تسعى إيران لتعزيز نفوذها في العراق وسوريا بينما تحاول إسرائيل منع أي تهديد لأمنها القومي، خاصة من برنامج إيران النووي.
الرئيس بايدن اتخذ موقفًا حذرًا في التعامل مع الأوضاع الحالية، مفضلًا تجنب دعم هجوم على المنشآت النووية الإيرانية لعدة أسباب أهمها تجنب التصعيد حيث أن بايدن يخشى أن يؤدي شن ضربة على المواقع النووية الإيرانية إلى تصعيد خطير في المنطقة، قد يشعل مواجهة عسكرية شاملة تشمل عدة دول.
أيضا الحفاظ على التوازن الإقليمي فيعتبر بايدن أن التصعيد العسكري قد يزعزع التوازن الحساس في الشرق الأوسط ويؤدي إلى اضطرابات أوسع نطاقًا في المنطقة، وهو أمر تحاول واشنطن تفاديه.
كذلك الالتزام بأمن إسرائيل فعلى الرغم من رفض الضربة، يؤكد بايدن على التزامه بأمن إسرائيل، لكنه يفضل استخدام الطرق الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية على إيران بدلاً من اللجوء إلى الحلول العسكرية.
في الوقت نفسه، تعكف إسرائيل على دراسة الخيارات المتاحة للرد على الهجوم الإيراني، وقد تضمنت الردود الإسرائيلية المحتملة عدة عناصر تتمثل بالتهديد بالرد العسكري فلقد هددت اسرائيل بأنها سترد على الهجوم الإيراني إذا لم يتم اتخاذ إجراءات رادعة ضد طهران.
ويأتي هذا التهديد في إطار سعيها لضمان عدم تكرار مثل هذه الهجمات.
اضافة إلى التحضير لضربة وقائية في ظل القلق المتزايد بشأن البرنامج النووي الإيراني، تستعد إسرائيل لخيار شن ضربة على مواقع إيران النووية إذا شعرت بأن خطرًا مباشرًا يهدد أمنها القومي.
كذلك التشاور مع الولايات المتحدة فعلى الرغم من رفض بايدن دعم الضربة العسكرية، فإن إسرائيل تستمر في التنسيق مع واشنطن، حيث تعتمد على الولايات المتحدة كحليف رئيسي في المنطقة، ليس فقط على الصعيد العسكري، بل أيضًا الدبلوماسي.
من جهة أخرى قرار بايدن بعدم دعم الضربة العسكرية على إيران قد يعزز الاستقرار النسبي في المنطقة على المدى القصير، ولكنه في الوقت نفسه يضع إسرائيل أمام معضلة التعامل مع تهديد إيران النووي والصاروخي بمفردها، هذا الرفض قد يدفع إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات فردية أكثر حدة إذا شعرت بتزايد التهديدات، مما قد يؤدي إلى تصعيد الأوضاع في الشرق الأوسط.
النتائج المحتملة
يمكن أن يؤدي رفض بايدن دعم الضربة العسكرية لعدة نتائج فمن المحتمل أن يبقى التوتر قائماً بين الطرفين، وقد يزيد إذا قررت إيران مواصلة تطوير برنامجها النووي وتصعيد هجماتها في المنطقة.
وعلى الرغم من رفض الضربة، قد تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز الجهود الدبلوماسية لاحتواء إيران من خلال المفاوضات وإعادة إحياء الاتفاق النووي فإذا لم تنجح الجهود الدبلوماسية أو شعر الإسرائيليون بتراجع الدعم الأمريكي، فقد تلجأ إسرائيل إلى تنفيذ ضربات وقائية على المنشآت النووية الإيرانية.
ويُعتبر رفض بايدن دعم الضربة على المواقع النووية الإيرانية خطوة دبلوماسية تهدف إلى تجنب تصعيد الصراع في الشرق الأوسط، في الوقت نفسه، يبقى الوضع معقدًا، حيث تستمر إسرائيل في البحث عن كيفية الرد على التهديدات الإيرانية بالتشاور مع الولايات المتحدة، مما يضع المنطقة أمام مستقبل غير مستقر، قد تتحدد ملامحه بناءً على التطورات الدبلوماسية والعسكرية القادمة.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=68012