يواجه قطاع السياحة في السعودية تحديات عديدة رغم تقدمه علما أنه يمثل أمرًا محوريًا في خطط رؤية المملكة 2030 لتحويل وتنويع اقتصادها بعيدا عن النفط.
وأبرزت دراسة صادرة عن “معهد دول الخليج العربية في واشنطن”، عزم السعودية جذب السياح الترفيهيين الدوليين وزيادة عدد السياح المحليين الذين يسافرون في جميع أنحاء البلاد بشكل كبير وتوسيع السياحة الدينية بشكل كبير.
وصرح مسئولون سعوديون بأن المملكة تخطط لاستثمار أكثر من تريليون دولار في هذا القطاع على مدى السنوات العشر المقبلة بحسب الدراسة.
وتهدف السعودية إلى زيادة مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي من 3% في عام 2018 إلى أكثر من 10% بحلول عام 2030 وخلق مليون وظيفة جديدة في قطاع السياحة، وهو أمر ضروري لتزايد عدد الشباب في المملكة الباحثين عن عمل.
وتضع خطة المملكة هدفا بالوصول بحلول عام 2030، إلى أن تكون حوالي 50% من الزيارات إلى المملكة للترفيه، تليها 32% للسياحة الدينية، و10% لزيارة الأصدقاء والأقارب، و9% لسياحة الأعمال.
وحددت السعودية هدفًا لاستضافة 30 مليون حاج بحلول عام 2030، وهو مدرج ضمن هدفها الشامل المتمثل في 100 مليون زيارة سنوية.
وبحسب وزير السياحة، فقد سجلت الدولة 93.5 مليون زيارة سياحية في عام 2022، بما في ذلك 77 مليون زيارة محلية و16.5 مليون زيارة دولية، وكان القادمون من دول مثل الكويت والبحرين وباكستان ومصر وإندونيسيا والهند.
ومع قيام الصين مؤخرًا بتخفيف قيود فيروس كورونا على السفر الدولي، يمكن للسائحين الصينيين في نهاية المطاف أن يشكلوا حصة كبيرة من الزيارات الدولية للمملكة.
ومن المرجح أن تتم مراجعة العديد من أهداف السياحة الرسمية للبلاد، والتي تم الإعلان عنها بعد إطلاق رؤية 2030 في عام 2016 ، صعودًا نظرًا للنجاحات الأخيرة.
كما أثيرت تساؤلات حول ما إذا كان بإمكان الدولة تقديم مشاريعها السياحية الطموحة. ومع ذلك، يتم إحراز تقدم ملموس والتطورات جارية على قدم وساق للاستعداد لتدفق كبير من السياح.
وفي واحدة من أولى العلامات الرئيسية للتقدم ، تم إصدار لقطات بطائرة بدون طيار في أكتوبر 2022 تظهر أعمال حفر كبيرة جارية للتحضير للبناء في نيوم، وهي منطقة مستقبلية قيد التطوير في شمال غرب السعودية.
كان هذا بمثابة تحديث مرحب به من بلد حيث تبدو التطورات في كثير من الأحيان غامضة للمراقبين الخارجيين.
وبحسب الدراسة هناك العديد من الأمثلة على التقدم الملموس في المشاريع في جميع أنحاء البلاد، وبدأت بعض الوجهات بالفعل في الترحيب بالسياح.
ويعتقد الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة في السنوات القليلة الماضية في السعودية ساعدت على تحسين وضع قطاع السياحة وجعل السفر أسهل للزوار المحليين والدوليين.
ومع ذلك، فإنه لا يزال قطاع السياحة في السعودية ناشئًا؛ وستكون هناك حاجة إلى قدرة تدريب وبنية تحتية أكبر لتوفير جميع الخدمات والنقل والإقامة اللازمة لأعداد كبيرة من السياح.
كما أن شكل المنافسة مع الوجهات الإقليمية الأخرى، مثل دبي، سيظل سؤالًا رئيسيًا. هنا، يمكن السعودية التركيز على مزاياها التنافسية. ومن الأشياء التي تجعل الوجهات السعودية متميزة هو التركيز القوي على الطبيعة والتراث.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=62399