حميدتي.. مشروع الإمارات للفوضى في السودان

ارتبط محمد حمدان دقلو المعروف باسم (حميدتي) قائد قوات “الدعم السريع” السودانية بشكل وثيق بدولة الإمارات حتى تحول إلى مشروع أبوظبي للفوضى في السودان.

وقدمت الإمارات دعماً عسكريا واقتصادياً طوال السنوات الماضية إلى حميدتي وارتبطت معه بتحالفات تتعلق بتجنيد المرتزقة وتهريب ذهب السودان إلى إمارة دبي.

وبينما لم ينحز الإماراتيون بشكل علني إلى أي طرف في صراعات السلطة في السودان في ظل الاقتتال الداخلي الحاصل منذ نحو ثلاثة أسابيع، فإن الاتهامات تتوالى لأبوظبي بالانحياز لحليفها حميدتي في مواجهة الجيش السوداني.

وعلى عكس باقي الدول، فإن الإمارات عمدت منذ سنوات إلى منح مشروعية لسلطة حميدتي (على الرغم من كونه قائد ميليشيا مسلحة).

ويعتبر الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان واحدا من ثلاثة رؤساء دول فقط التقوا علنا بحميدتي في عدة مناسبات، كان آخرها في شباط/فبراير الماضي وسط حالة الاحتقان في السودان.

كما يمتلك حميدتي علاقة مقربة للغاية في أبوظبي مع منصور بن زايد آل نهيان النائب الثاني لرئيس الدولة وشقيقه.

فضل عن ذلك تم رصد إمداد الإمارات قوات الدعم السريع بعتاد عسكري متعدد الأشكال منذ سنوات، من بي ذلك بنادق M05، وعربات مدرعة من طراز Nimr Ajbans.

ونشرت صحيفة تليغراف البريطانية منتصف الشهر الماضي، مقطع فيديو لقذائف حرارية قدمتها أبوظبي إلى قوات الدعم السريع.

وأظهر الفيديو صناديق قذائف دفاع جوي، عيار 120 ملم مع علامات تشير إلى أنها صنعت في صربيا في عام 2020 وتم توريدها لاحقا إلى الإمارات.

كما كشفت نتائج تحقيق أجرته شبكة “جلوبال ويتنس” البريطانية، أن قوات الدعم السريع اشترت أكثر من 1000 مركبة خلال النصف الأول من عام 2019، من تجار في الإمارات.

تضمن ذلك أكثر من 900 من طرازات تويوتا هيلوكس ولاند كروزر، وهي طرازات تحولها قوات الدعم السريع في كثير من الأحيان إلى مركبات عسكرية رباعية الدفع مزودة بمدافع رشاشة.

وأظهر التحقيق تلقي قوات الدعم السريع أكثر من 150 مليون درهم (40 مليون دولار أمريكي) “للدعم الفني” من مصدر غير معروف، واستخدمت أكثر من 111 مليون درهم (30 مليون دولار أمريكي) من ذلك لشراء مركبات ومعدات اتصالات عسكرية.

وفي الاقتصاد، تفيد المعلومات المتوفرة أن ثروة حميدتي تشمل الماشية والعقارات وشركات الأمن الخاصة، ومعظم هذه الأموال التي يحتفظ بالكثير منها في دبي، ساعدت على بناء قواته شبه العسكرية، التي أصبحت الآن أفضل تجهيزا من الجيش السوداني النظامي، وفق ما أفادت صحيفة نيويورك تايمز.

وتشير وثائق نشرها تحقيق “جلوبال ويتنس” إلى أن قوات الدعم السريع تمتلك حساباً بنكياً باسمها في بنك أبوظبي الوطني، (وهو حالياً جزء من بنك أبوظبي الأول الذي يرأسه طحون بن زايد مستشار الأمن الوطني)، وتستخدمه القوات لتسيير عملياتها خارج السودان.

كما كشف التحقيق أن شركة تدعى “تراديف للتجارة العالمية”، وهي مسجلة في الإمارات، ثبت أنها تستخدم كواجهة لتعاملات قوات الدعم السريع المالية.

وأشارت الوثائق إلى أن “القوني دقلو”، الشقيق الأصغر لحميدتي، هو المدير والمالك المسجل في الإمارات لهذه الشركة.

وأوضحت عمليات التحويل أن شركة “تراديف” تلقت في حسابها ببنك النيلين السوداني، 50 مليون درهم إماراتي (نحو 13 مليون دولار) من حساب الدعم السريع ببنك أبوظبي، على عدة دفعات.

كما قامت “تراديف” في المقابل بتحويل 48 مليون درهم إلى حساب الدعم السريع، وقد وصفت إحدى الوثائق غرض تحويل الأموال بأنه “تحويل من شركة شقيقة”.

وكثيراً ما يفسر حميدتي ثروته ووصوله إلى قيادة قوات الدعم السريع بسيطرته على مناجم ذهب عامر في دارفور، وشركته لتجارة الذهب عادة ما يُشار إليها باسم الجنيد، والتي تملك مقراً في الإمارات وحسابات بنكية، وهي مملوكة لشقيقه عبدالرحيم دقلو الذي يعتقد أنه نائب قائد قوات الدعم السريع، وتقوم بنقل الذهب إلى الإمارات بعيداً عن البنك المركزي السوادني.

وتظهر وثائق أن حميدتي جزء من مجلس الإدارة إلى جانب عبدالرحيم وثلاثة آخرين من العائلة. وتفيد بيانات غير رسمية من الإمارات أن أكثر من 1.7 مليار دولار من الذهب السوداني وصل إلى دبي عام2021، أي أقل بقليل من نصف قيمة جميع صادرات السودان.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.