“ووتش”: تحذير الإمارات للمشاركين بمؤتمر من انتقادها تذكير صارخ بسياساتها

أبوظبي – خليج 24| دانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية نصح منظمي “القمة العالمية للتنبؤ بمستقبل صحي 2023” بأبو ظبي المتحدثين في المؤتمر بعدم “انتقاد الإسلام أو الحكومة أو الشركات أو الأفراد” أو الاحتجاج أثناء تواجدهم في الإمارات.

وعدت المنظمة في بيان لها ذلك بمثابة رسالة تخويف نظرا إلى أن الإمارات تستعد لاستضافة “مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ” (كوب 28) نهاية 2023.

وقالت إن تحذير المتحدثين هو تذكير صارخ بسياسة عدم التسامح المطلق التي تنتهجها حكومة الإمارات تجاه الانتقاد.

ووفق المنظمة فإنه ومنذ 2011، نفذت السلطات الإماراتية هجوما متواصلا على حرية التعبير وتكوين الجمعيات.

وأشارت إلى أنه اعتقلت وحاكمت عشرات المحامين، والقضاة، والأساتذة، والطلاب، والنشطاء المستقلين، منهم المدافع الحقوقي الإماراتي البارز أحمد منصور.

وذكرت أنها أغلقت الحكومة جمعيات مجتمع مدني رئيسية، ويحظر القانون فعليا الاحتجاجات.

كما في أواخر 2021، أُدخلت تغييرات قانونية واسعة زادت القمع.

وعند سؤاله عما إذا سيكون انتقاد سياسات الحكومة أو أعمالها التجارية، بما يشمل عبر الاحتجاج، مسموحا خلال كوب 28، قال متحدث باسم الإمارات إن المنظمين سيضمنون “وجود مساحات آمنة تُسمَع فيها جميع الأصوات”.

وقالت: “من الصعب تصوّر شعور أي مشارك بالاطمئنان من البيان نظرا لتفشي استخدام المراقبة الرقمية وتوسّع عدم تسامح الإمارات المُطلق مع الانتقادات ليصل لسَجن الأجانب المقيمين أو الزائرين للإمارات”.

وبينت أنه وبخلاف المخاطر التي تهدد المشاركين في كوب 28، قد تكون هناك تداعيات أوسع لمن يأملون في الدعوة إلى اتخاذ إجراءات مناخية عاجلة وطموحة.

ونبهت “ووتش” إلى نشر تقارير عن أضرار الوقود الأحفوري على الصحة والمناخ في الإمارات، إحدى أكبر منتجي النفط في العالم والتي تُوسع عملياتها.

وأشارت إلى قد يكون أمرا خطيرا بالنسبة للراغبين بإجراء البحوث أو الذين يجرؤون على التحدث.

ونوهت إلى أن ذلك يخلق ذلك مناخا يُنذِر بالسوء لمنظمات المجتمع المدني التي تضطلع بدور حاسم في دعوة الحكومات والشركات التي تتطلع إلى تقويض جهود معالجة أزمة المناخ من خلال تمييع نتائج كوب 28.

وردا على هذه المخاوف، أكدت “أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ”، التي تساعد في تنظيم كوب 28 تحت رعاية “الأمم المتحدة”، على أهمية المشاركة العامة لنجاح المؤتمرات المناخية.

وذكرت أن ذلك ما لم تجعل الأمم المتحدة والحكومات هذا أولوية وتُطالب الإمارات بتخفيف قبضتها على الحيّز المدني ودعم الحقوق.

وأشارت إلى أن هناك خطر حقيقي بأن يلتزم العديد من المشاركين الصمت في كوب 28 بشأن القضايا الحاسمة.

وختمت المنظمة الدولية بأنه قد يكون أثر ذلك كارثيا على نجاح القمة وهدفها المعلن المتمثل في تقديم حلول لأزمة مناخية ملحة بازدياد.

وكانت صحيفة “فايننشيال تايمز” البريطانية كشفت عن أن الإمارات مارست الترهيب ضد المشاركين في مؤتمر دولي استضافته أبوظبي مؤخرا لمنع توجيه أي انتقادات لها.

وذكرت الصحيفة أن قيود الإمارات على حرية التعبير أشعلت تساؤلات عدة عن مدى ملاءمة الدولة لاستضافة قمة المناخ السنوية للأمم المتحدة نهاية العام الجاري.

وبينت أن منظمي “قمة التنبؤ بمستقبل صحي” بأبوظبي نصحوا المتحدثين بتجنب توجيه أي انتقادات للدولة المستضيفة أو حكومتها أو حتى الشركات أو الأفراد أو القيام بأي احتجاجات.

وأوضحت الصحيفة نصت التوجيهات المكتوبة من قبل المنظمين “نتفهم أن تغير المناخ يمكن أن يكون موضوعًا مثيرًا للجدل.

ورحبت بجميع وجهات النظر والآراء في الخطاب المدني في جميع أنحاء جدول أعمال البرنامج.

وذكرت أن الاحتجاج غير قانوني في الإمارات، وستتولى السلطات المحلية التعامل مع أي حالات احتجاج تخريبي”

 

للمزيد| الإمارات تمول حملات دعائية لتبييض صورتها قبل مؤتمر المناخ “كوب 28”

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.