نفوذ الإمارات في فرنسا.. استراتيجيات متعددة الأوجه لمهاجمة صورة قطر

أبوظبي – خليج 24| كشف موقع Mein Bezirk النمساوي عن تفاصيل مثيرة تتعلق بعمل الشركة السويسرية ALP Services لصالح الإمارات العربية المتحدة في فرنسا وأوروبا لتعزيز أجنداتها السياسية.

وذكر الموقع في تحقيق أن الصحفي الفرني جورج مالبرونو وصديقه كريستيان شينو تلقوا رشاوي مالية من الإمارات مقابل الانخراط في شبكة النفوذ التابعة لأبوظبي واستخدامها بيدقا للتحريض والتضليل.

وأفاد بتنسيق أنشطة الشبكة الإماراتية في فرنسا من شركة استخبارات اقتصادية مقرها سويسرا اسمها (Alp Services).

وذكر التحقيق أنها نفذت بشكل خاص مهام استخباراتية خاصة نيابة عن عملائها.

وبشأن الباحثين، الذين يدعي أحدهم الوصول المباشر إلى إيمانويل ماكرون، تم نقل المعلومات بشكل ملحوظ إلى عميل استخبارات إماراتي.

وتمكن التحقيق من تحديده واتضح أنه نشر معلومات – بهويات مزيفة على الإنترنت – بهدف إيذاء خصوم الإمارات.

وهو نفسه يظهر أيضًا خلف النسخة الإنجليزية والعربية من كتاب أوراق قطر من قبل الصحفيين كريستيان شينو (راديو فرنسا) وجورج مالبرونو ( Le Figaro).

واتهم الدوحة بتمويل جمعيات إسلامية في أوروبا.

وكشف أنه من خلال ممارسة الضغط ونشر مقالات صحفية كاذبة وحتى القرصنة، أنشأت الإمارات عملية Raven لاختراق القطريين بمساعدة جواسيس إلكترونيين أمريكيين سابقين.

وبين الموقع أن إحدى العمليات الإماراتية Alp يجب أن تنص على إجراء تحقيقات متعمقة في الشبكات القطرية للنفوذ وجماعات الضغط والمؤثرين والصحفيين في الاتحاد الأوروبي.

وفي الوقت نفسه، زودت شركة أفيسا بارتنرز وجماعة الضغط سيهم سويد ميديبارت بالوثائق والصور التي تشير إلى العميل السري الإماراتي.

وسهام سويد هي شرطية سابقة ومستشارة وزارية اشتراكية باتت فيما بعد عضوا في مجموعة ضغط قطرية في فرنسا وكانت أيضا هدفا لشبكة النفوذ الإماراتية.

كما اقترحت شركة ألب سيرفيسز التي سعى إليها العميل الإماراتي للعثور على معلومات سلبية عنها وعن زوجها.

ووفق التحقيق، خططت Alp Services أيضا للتحقيق في Avisa Partners، وهي وكالة استشارية للتسويق والشؤون العامة على مستوى الاتحاد الأوروبي تعمل لصالح قطر.

وفي نفس السياق واستنادا لوثائق عرضت على الموقع الفرنسي، تعتزم Alp Services نشر 100 مقالة أو التأثير عليها سنويا نيابة عن دولة الإمارات.

ونشر بعضها بالفعل عبر حسابات مزيفة، ولا سيما من قبل Club de Mediapart تحت الاسم المستعار Tanja Klein.

ومؤخرا، نشر مقال استقصائي لديفيد دي في صحيفة نيويوركر.

وتحدث دمر كيركباتريك عن حملة تشويه ضد حازم ندى، وهو رجل أعمال أمريكي يعيش في إيطاليا، أصبح هدفا للتشهير الذي استأجرته شركة ألب سيرفيسز له ولعمله.

وقال: “لقد أبلغنا بالفعل بالتفصيل عن كيفية تنفيذ هذه الحملة وما تعنيه بالنسبة لهازيم وشركته ولماذا نظمت الإمارات هذه الحملة”.

وبحسب التحقيق، فإن المقالة تسلط الضوء على تفاصيل العقل المدبر ماريو بريرو، الذي كان وراء حملته الترابية.

“البابا” للمحققين السويسريين

وماريو بريرو هو مؤسس ALP، وهي خدمة إخبارية خاصة مقرها في سويسرا تصدرت عناوين الصحف بسبب أنشطتها المثيرة للجدل.

ولد بريرو عام 1946، وأطلق عليه اسم “بابا” المحققين السويسريين من قبل صحيفة لو تمبس، وهي صحيفة باللغة الفرنسية مقرها في سويسرا.

ونبه التحقيق إلى أنه يعمل من الطابق الثالث فوق مخبز في شارع دي مونتتشويسي، على بعد بضعة مباني فقط من بحيرة جنيف.

ووفق التحقيق، اتهمت ALP بالتورط في أنشطة غير قانونية مثل القرصنة والتجسس نيابة عن عملائها.

ويشمل عملاء الشركة الحكومات والشركات والأفراد الأثرياء الذين يرغبون في حماية مصالحهم أو الحصول على ميزة على منافسيهم.

وتتراوح خدمات ALP من إدارة السمعة عبر الإنترنت إلى التجسس الإلكتروني.

العلاقة بين ماريو بريرو ومحمد بن زايد

وأظهر التحقيق أن أحد أبرز عملاء ALP هو محمد بن زايد (M.B.Z.)، ولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وكشف بريرو ولائه لـM.B.Z عبر تزويده بخدمات الاستخبارات والتعبير علنا عن إعجابه به.

وفي مايو 2017، كتب بيرو رسالة إلى V.A.E. الحكومة التي تفاخر فيها بقدرة ALP على “تحسين أو تفاقم السمعة على الإنترنت”.

كما ذكر أن “عديد رؤساء الدول” وغيرهم من “الأفراد الخاصين” استخدموا خدمات ALP.

وقال الموقع إن الإمارات لم يكن من المقرر أن تكون الحكومة مقتنعة بقيمة الحرب عبر الإنترنت لأنها شاركت في حملة ضد قطر والإسلاميين الفرنسيين.

وبين أن ولاء بريرو ل M.B.Z واضح في مراسلاته مع المسؤولين الإماراتيين في تبادل الرسائل القصيرة، أرسل “تحيات صادقة” إلى “صاحب السمو” – M.B.Z.

وذكر عن رغبته في مقابلته مجددًا قريبا.

وفي رسالة أخرى، وصف مسؤولا إماراتيا بأنه “متطار” وشكره على حسن ضيافته.

ووفق الموقع، تتطابق الصور التي التقطها موظفو ALP في الاجتماعات في أبو ظبي مع صور مطر حميدال نيادي، وهو مسؤول إماراتي.

والتقى بريرو لاحقا بمطر في فندق باور أو لاك في زيورخ مع رؤسائه مطر – المشار إليهم في الملفات باسم “سعادته” أو “علي”.

كما التقط شخص ما في ALP صورا للرئيس في هذا الاجتماع، وهم يتفقون مع صور علي سعيد النيادي، المستشار على المستوى الوزاري للشيخ طحنون بن زايد – مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات وشقيق محمد بن زايد.

وبحسب التحقيق، لم تمر أنشطة ALP دون ملاحظة من السلطات.

وفي عام 2018، ألقي القبض على بيرو في الولايات المتحدة الأمريكية لانتهاكه قوانين مراقبة الصادرات.

واتهم بتصدير برامج التشفير إلى ليبيا دون الحصول على التراخيص اللازمة من حكومة الولايات المتحدة.

ويزعم أن أجهزة الاستخبارات الليبية استخدمت البرنامج للتجسس على المنشقين والمعارضين السياسيين.

ورفض بريرو الاتهامات وحارب تسليمه إلى الولايات المتحدة. جادل بأنه لم ينتهك أي قوانين وعمل لصالح الدولة العربية المتحدة. ثم الحكومة.

ومع ذلك، حكمت محكمة سويسرية لصالح تسليمه وتم نقله إلى الولايات المتحدة في عام 2019.

ولا تزال الإجراءات ضد بريرو جارية، ولكنها ألقت الضوء على أنشطة ALP وصلاتها ب M.B.Z. الإمارات لم تعلق الحكومة على القضية أو علاقتها مع حزب العمال الأسترالي.

باختصار، ماريو بريرو هو شخصية مثيرة للجدل صنع لنفسه اسما كمؤسس لشركة ALP، وهي شركة استخبارات خاصة تقدم خدمات للحكومات والشركات والأفراد الأثرياء.

وأكد الموقع أنه ينعكس ولاؤه لمحمد بن زايد في مراسلاته مع المسؤولين الإماراتيين واستعداده لتزويده بخدمات الاستخبارات.

ومع ذلك، يقول الموقع إن أنشطته وضعته بورطة قانونية، وهو متهم حاليا بواشنطن بانتهاك قوانين مراقبة الصادرات.

 

إقرأ أيضا| الإمارات تُشغل شركة تحقيقات سويسرية للتجسس على قطر  

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.