لوموند: الإمارات اصطفت مع روسيا ضد أوكرانيا

أبوظبي – خليج 24| نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية مقالًا مهمًا بعنوان: “الإمارات في المعسكر الروسي ضد أوكرانيا” يتحدث عن وقوف أبوظبي في معسكر موسكو.

وقال الأستاذ الجامعي الفرنسي جان بيير فيليو إن أبوظبي وفرت صفقات ضرورية للهجوم الروسي على أوكرانيا وباتت دبي ملاذاً للأوليغارشيين الروس.

وأشار إلى امتناع الإمارات عن التصويت في 25 فبراير 2022، على مشروع قرار غربي يدعو لـ”الانسحاب الفوري” للقوات الروسية من أوكرانيا.

وصوّت عليه مجلس الأمن الدولي بعد يوم من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

لكن الإمارات عادت بعد 5 أيام لتصوّت بالجمعية العامة للأمم المتحدة، على قرار “يطالب روسيا بالوقف الفوري لاستخدام القوة ضد أوكرانيا.

جاء ذلك تحت الضغوط الأمريكية. لكن محمد بن زايد، رئيس الإمارات، لم يغير “حياده” المزعوم حيال الأزمة الأوكرانية، وفق الكاتب.

واعتبر الأستاذ الفرنسي أنه تم تبديد أي شكوك باقية حول “حياد” الإمارات بفبراير بمعرض الأسلحة الدولي “آيدكس”، الذي أقيم في أبوظبي بالذكرى الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا.

وعرض الكرملين فيه عربات مدرعة وطائرات هليكوبتر قتالية وصواريخ مضادة للطائرات، اختبرت في أوكرانيا ومخصصة للتصدير.

كما مصرف أبوظبي المركزي ترخيصا للبنك الروسي MTS على أساس أنه “يساعد في دعم التجارة المشروعة بين البلدين ويخدم الجالية الروسية في الإمارات” كما يقول الكاتب.

وبين أن هذه “الجالية الروسية” كانت نشطة للغاية بالفعل في دبي قبل غزو أوكرانيا، ولا سيما حول الشبكات المرتبطة برمضان قاديروف، المستبد الذي وضعه فلاديمير بوتين على رأس الشيشان.

لكن الأوليغارشيين الروس لجأوا بشكل كبير إلى الإمارات هربا من العقوبات التي فرضت عليهم في أوروبا والولايات المتحدة.

ووفق إحصاءات فإن مليوني مسافر روسي استخدموا مطار دبي في عام 2022، أي أكثر من الضعف مقارنة بالعام السابق له.

أما بالنسبة لرحلات الطائرات الخاصة المغادرة من روسيا، فقد كانت دبي وجهتها أكثر بخمس مرات في غضون ثلاثة أشهر من غزو أوكرانيا.

واختار مالكو مئات الطائرات الخاصة الروسية أن يتخذوا مقرا لهم في دبي هربا من العقوبات الغربية.

وعزز التدفق للثروات الروسية سوق العقارات المزدهرة بالفعل في دبي، والتي شهدت زيادة في معاملاتها بنسبة 80 في المئة عام 2022.

مضى جان بيير فيليو إلى القول إن الولايات المتحدة مقتنعة بأن الإمارات تسهّل غسل الأموال من الكيانات والأفراد الروس المرتبطين بغزو أوكرانيا.

وبين أنه بعد استهداف الشركات الإماراتية العاملة في روسيا، أدرج البيت الأبيض صراحة بنك MTS وفرعه في أبو ظبي في قائمة العقوبات الأخيرة.

وأضافت مجموعة العمل المالي (FATF) التي تضم خبراء من 36 دولة لمكافحة غسيل الأموال الإمارات للقائمة الرمادية للبلدان التي وُضعت تحت “المراقبة المعززة” بسبب “إخفاقاتها الاستراتيجية” في غسيل أموال.

وذكر أن الطفرة في التجارة الثنائية بين الإمارات وروسيا، ترجع لإعادة تصدير أبو ظبي للبضائع التي لم تعد موسكو قادرة على الحصول عليها مباشرة في السوق الدولية.

وبين الكاتب أن هذا التحايل على العقوبات واضح بشكل خاص فيما يتعلق بالمعدات الإلكترونية، التي تضاعف بيعها من قبل الإمارات لروسيا، بمقدار 15 ضعفا في عام 2022.

وبنفس الروح، باعت أبو ظبي أكثر من 150 طائرة بدون طيار إلى موسكو في عام 2022، يوضح الكاتب.

واعتبر فيليو أن “التواطؤ” الإماراتي بات مشكلة كلما طال أمد الحرب في أوكرانيا”.

وقال إن “حياد محمد بن زايد” حول دبي لمركز رئيسي للتجارة والتمويل لنظام بوتين، مما خفف بشكل كبير من تأثير العقوبات الغربية عليه.

ومع ذلك، فإن وسائل الضغط كبيرة على دولة الإمارات، التي تشكل صورتها الدولية بعداً أساسياً من أبعاد جاذبيتها.

وانتهى الأمر بالسلطات الإماراتية، بعد أن أنكرت لسنوات عديدة وجود مهربي مخدرات سيئي السمعة على أراضيها.

جاء ذلك بإبرام اتفاقيات تسليم مع دول المنشأ لهؤلاء المجرمين وترحيلهم في هذا الإطار.

وذكر أنه سيكون لنهاية المنفى الذهبي للحكام الروس في دبي تأثير كبير على الكرملين ودوائر ولائه المختلفة.

 

إقرأ أيضا| فضيحة.. الإمارات تروج نفط روسيا في أسواق العالم للتملص من عقوبات الغرب

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.