السعودية تتجهز معركة “كسر عظم” و”سيطرة” ضد الإمارات

 

الرياض – خليج 24| تتصاعد وتيرة التوتر بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات في مدينة عدن، مع وصول آليات عسكرية جديدة لها، مع سيطرة التحالف جنوب اليمن.

وقال رئيس مركز الدراسات السياسية المقيم في الإمارات خالد الشميري إن شحنة الأسلحة السعودية وصلت إلى عدن قادمة من منفذ الوديعة.

وكبت الشميري عبر “تويتر”، أن الأسلحة المنقولة بمقر قيادة ما يسمى “قوات درع الوطن” التي أنشاتها السعودية مطلع العام 2022.

وبين أن الأسلحة استكملت “خيوط المؤامرة”، والترتيب لأجندات وتسويات قادمة، بعيدًا عن تطلعات “أبناء الجنوب”.

وجاءت شحنة الأسلحة السعودية إلى عدن، عقب سيطرة مسلحي قبائل الصبيحة على مواقع ونقاط مليشيا “الانتقالي الجنوبي” برأس العارة والمضاربة غرب لحج.

وتشهد جنوب اليمن سباق إرسال تعزيزات عسكرية بين السعودية والإمارات.

وجاء ذلك بإطار معركة فرض سيادة قررت الرياض تنفيذها بمناطق اليمن لوقف نفوذ أبو ظبي.

وتتجه الأنظار إلى جزيرة سقطرى اليمنية عقب تحولها إلى بؤرة صراع جديدة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن.

فقد ذكرت مصادر محلية أن أبوظبي أمرت قائد ميليشياتها لمضايقة وطرد “قوات الواجب 808 السعودية” من الجزيرة المحتلة.

وبينت أن الإمارات استدعت محافظ سقطرى التابع لها رأفت الثقلي لأبوظبي ووجهه مسؤولين لعدم التعامل مع القوات السعودية المتواجدة في سقطرى.

وكشفت المصادر عن أنه طلب من الثقلي تضييق الخناق على القوات السعودية بمختلف الوسائل.

وبينت أن أبوظبي استدعت وكيل سقطرى لشؤون الجزر رائد الجريبي أبرمت معه عقد استئجار جزيرة عبدالكوري لعدة عقود قادمة.

ونبهت إلى أن ذلك جاء عقب تدشين مراكز مراقبة إسرائيلية خلال العامين الماضيين.

طالبت الإمارات من الثقلي تجهيز 50 فتاة للعمل في مصنع لنهب الثروة البحرية اليمنية بالجزيرة، مشترطة ألا تزيد اعمارهن عن 20 عاما.

وعاد الثقلي الثلاثاء الماضي إلى حديبو، بعد 7 أيام قضاها في أبو ظبي.

وأعلن فور وصوله أن “سقطرى قادمة على تحول تنموي بدعم إماراتي سيشمل عدة قطاعات مختلفة”.

وقالت وسائل إعلام عبرية إن وكالة سياحية إسرائيلية استحوذت على السياحة في جزيرة سقطرى الاستراتيجية في اليمن، بتسهيل من الإمارات.

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الوكالة ومقرها العاصمة الإماراتية أبوظبي جلبت يخوتًا سياحية إلى ميناء حولاف.

وبينت أن تدشين عمل الوكالة حظى بحضور من “مؤسسة خليفة” ذارع المخابرات الإماراتية بالجزيرة.

وأفادت أن الوكالة سيطرت على سياحة الشواطئ البحرية والغوص مع وكالات أخرى انشأتها الإمارات.

وأشارت إلى أن أبوظبي منحتها حق الامتياز بإدخال السياح الأجانب لسقطرى عبر مكاتبها في أبوظبي و”تل أبيب”.

وكشفت مصادر مطلعة عن أن الجيش الإسرائيلي يوسع منذ أيام من انتشاره العسكري في جزيرة سقطرى الاستراتيجية شرقيَ اليمن، بأيد إماراتية.

وقالت المصادر لموقع “خليج 24” إن قوات إماراتية يرافقها عسكريون إسرائيليون سيطروا على طرق الملاحة البحرية التي تشرف عليها الجزيرة.

وذكرت أنه جرى نشر مروحيات عسكرية بجزيرتي سمحه وعبد الكوري مع استحداث مواقع عسكرية وتكثيف التعزيزات العسكرية بأرخبيل سقطرى.

وأشارت إلى أنه تضمن نشر رادارات وأجهزة استخباراتية وإنشاء مرافق عسكرية ما يكشف عن طبيعة الأهداف والنوايا لما يحدث.

وأكدت المصادر أن المخطط للسيطرة على طرق الملاحة البحرية بالمحيط الهندي والبحر العربي التي تشرف عليها الجزيرة الغنية بثرواتها وبموقعها الاستراتيجي.

وتتصارع منذ سنوات كل من السعودية والإمارات على جزيرة سقطرى، في سباق راح ضحيته آلاف الأبرياء اليمنيين مع تواصل حربها على صنعاء.

وتعمل أبوظبي على تهجير الأسر من سكان الجزيرة قسرًا لعسكرتها وتحويلها إلى قاعدة عسكرية خاضعة لمشروعه وتوسع النفوذ الإسرائيلي فيها.

ومؤخرا، كشفت وسائل إعلام عن تفريغ باخرة إماراتية لشحنة أسلحة متنوعة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في ميناء جزيرة سقطرى اليمنية الاستراتيجية، والتي تسيطر عليها منذ سنوات.

ونقلت عن مصادر قولها إن الباخرة أفرغت شحنة تضم حاويات أجهزة اتصالات وطائرات درونز بميناء حولاف، مع غياب لقوات 808 السعودية من الميناء.

وذكرت أن القوات الإماراتية وميلشياتها فرضت طوقا وحراسة مشددة أثناء تفريغ شحنة الأسلحة.

وأشارت المصادر إلى أن مؤسسة خليفة التي تتهم بأنها ذراع المخابرات الإماراتية وزعت مليون درهم على قيادات بمليشيا الانتقالي الجنوبي.

أطماع الإمارات في سقطرى

ونشرت قناة “الجزيرة” القطرية وثائق وصور خاصة تكشف مخططات وخطوات الإمارات للتدخل والسيطرة على القطاعات الحيوية في جزيرة سقطرى اليمنية الاستراتيجية.

وكشفت حلقة من البرنامج الاستقصائي “المتحري” تحمل اسم “الأطماع المبكرة”، وثائق خاصة بالسفارة الإماراتية بصنعاء.

ويتضح من الوثائق أن الإمارات لديها اهتمام مبكر بجزيرة سقطرى منذ عام 1997.

وبينت “الجزيرة” أن اهتمام أبو ظبي بالجزيرة المطلة على بحر العرب وأهم ممرات الشحن البحرية الدولية قديم.

واستدلت بتقرير سري للخارجية الإماراتية بصنعاء بـ 12 مارس عام 1997، يركز على ثروات الجزيرة وأهميتها الاستراتيجية للملاحة.

وقال محافظ تعز السابق علي المعمري ضمن الحلقة إن الإمارات ركزت على الجزيرة منتصف التسعينات.

وبينت أنها بدأت بتدخلاتها في الجزيرة عن طريق الهلال الأحمر الإماراتي بالتنسيق مع الحكومة.

وأكد “المعمري” أنه كان هناك رجل أعمال إماراتي قبل 15 سنة بسقطرى يدعى “محمود”.

وذكر أنه جاء للجزيرة وشيد وحدات سكنية، وصرف أموالا طائلة على شخصيات اجتماعية وقبيلة هو والد السفير الإماراتي الحالي بإسرائيل.

بينما قال شيخ مشايخ سقطرى عيسى بن ياقوت إن الإمارات أنشأت فيها “الحزام الأمني”، يتراوح عدد جنوده ما بين سبعمائة إلى أكثر من ألف شخص.

وأشار إلى أنهم يتبعون المجلس الانتقالي الذي هو أداة من أدوات الإمارات.

أدوات الإمارات في اليمن

وشارك البرنامج تسريبات لاجتماعات خاصة بالمجلس بشأن نقل مجندين من سقطرى إلى الإمارات.

وأكد محافظ سقطرى رمزي محروس أن ضابطا إماراتيا يدعى “أبو سيف” طلب منه تسليم مطار وميناء الجزيرة للإماراتيين.

وأوضح محمد جميح سفير اليمن لدى اليونسكو أن هناك رحلات جوية تتم لأرخبيل سقطرى تنظمها جهات إماراتية.

ومنعت السعودية طائرة إماراتية من الهبوط في مطار الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي قبالة سواحل اليمن الجنوبية.

وكتب الصحفي عبدالله بدأهن بأن السعودية اعترضت طائرة إماراتية كانت ستقلع من أبوظبي إلى سقطرى، وبها يمنيون من جنسيات مختلفة.

وبين أن الطائرة التي منعتها السعودية تحمل مسافرون من أبناء جزيرة سقطرى المغتربين بأبوظبي، وعشرات السياح الأجانب.

وذكر أن الإمارات غضبت من الإجراء السعودي، الذي ظهر جليًا بكتابات ناشطين موالين لها في سقطرى.

وأكد بدأهن أن “ثمة خلافات ما مؤجلة ومفترضة بين السعودية والإمارات تطفو من حين بآخر وتظهر جلية في سقطرى”.

وقال: “بينما على النقيض يرى متابعون ومهتمون أن مواقف تبادل الأدوار أكثر مما يظهر من تناقضات بينهما”.

ورأى الصحفي اليمني أن “الوقت كفيل بكشف الحقيقة والمستور وإن حاولتا إخفاء معالمه ودلالاته إلا أنه متجذر”.

وأشار إلى أن المعطيات والشواهد كثيرة وكافية لتأكيد ذلك رغم أن السعودية والإمارات تتحاشيا البوح بذلك.

ويحتل المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا سقطرى منذ يونيو 2020، عقب مواجهات واقتتال مع القوات الحكومية

وتتهم الحكومة اليمنية أبوظبي بدعم “الانتقالي” للسيطرة على الجنوب للتحكم بثرواته وجزره، وبسط نفوذها.

وتشارك الإمارات بصورة رئيسية في التحالف العربي بقيادة السعودية، الذي يواجه الحوثيين، دعمًا للقوات الحكومية، منذ آذار/ مارس 2015.

وتوسعت رقعة الاحتجاجات ضد دولة الإمارات العربية المتحدة ومليشياتها في اليمن، حيث خرج المئات ضدها في جزيرة سقطرى الاستراتيجية.

للمزيد| توسع رقعة الاحتجاجات ضد الإمارات ومليشياتها باليمن.. المئات يخرجون ضدها في سقطرى

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.