باريس- خليج ٢٤| وسع محتجون فرنسيون اليوم السبت، من رقعة فعالياتهم الغاضبة ضد بلدية العاصمة الفرنسية باريس تنديدًا بمنعها عرض مباريات مونديال كأس العالم قطر ٢٠٢٢ المقررة خلال الشهر الجاري.
وتظاهر عشرات أمام المقر الرئيسي لبلدية باريس رافعين لافتات تستهجن قرار مجلس إدارة البلدية ضد بث مباريات كأس العالم في الشوارع العامة في المدينة.
واتهم هؤلاء المجلس بتبني معايير مزدوجة وتعمد التوظيف السياسي للتعامل مع مونديال كأس العالم.
ورددوا هتافات تطالب بتراجع فوري عن قرار عدم عرض مباريات المونديال، كونه حدث عالمي وفرصة مهمة لا تتكرر إلا مرة كل أربع سنوات.
ورفض المحتجون في أحاديث للصحفيين موقف بلدية باريس وتوظيف السياسة في الرياضة.
وأكدوا أن متابعة كرة القدم وحدث كبير مثل كأس العالم لا يجب أن يخضع للحسابات السياسية والتغطية على الفشل.
وأكدوا أن نفس بلدية باريس ترعى نادي باريس سان جيرمان المملوك قطريا بما يكشف عن ازدواجية معايير التعامل مع حدث كأس العالم.
وكشفوا عن أن مجلس إدارة بلدية باريس يسعى للتغطية على فشله في تقديم الخدمات خاصة من بعد أزمة أوكرانيا عبر بوابة الحدث العالمي.
يذكر أن بلدية باريس قررت عدم تخصيص أماكن عامة للمشجعين لمشاهدة فعاليات بطولة كأس العالم.
وانضمت بذلك لقائمة تضم مدنا فرنسية اتخذت ذات الإجراء.
وتعرض القرار لانتقادات لاذعة في فرنسا التي يترقب مواطنوها بشغف متابعة نهائيات كأس العالم ٢٠٢٢.
يأتي ذلك بوقت خاصة أن منتخبهم الوطني مشارك وسيدافع عن لقبه الذي حصده قبل 4 سنوات يمونديال روسيا.
وزعمت بلدية باريس وغيرها أن الذريعة هو سجل قطر الحقوفي والتكاليف البيئية لإقامة المونديال لتبرير قرار عدم عرض مباريات كأس العالم.
لكن ذلك جوبه بانتقادات تتهم سلطات باريس بالنفاق والتوظيف السياسي.
وقبل أيام، هاجم نشطاء حقوق الإنسان معايير بلدية باريس المزدوجة تجاه مونديال كأس العالم في قطر 2022.
وخط هؤلاء شعارات مكتوبة في أبرز مناطق العاصمة الفرنسية باريس الحيوية ومنها مقر البلدية الرئيس، تنديدًا بمعاييرها المزدوجة من كأس العالم.
وتضمنت الكتابات: “من أجل حقوق العمال قاطعوا شركة توتال وليس كأس العالم”.
وتشير بذلك إلى سجل الشركة الحافل بالإضرار بالبيئة وانتهاكها معايير الصحة العامة.
وكذلك “قاطعوا شركة لافارج لتمويلها (تنظيم الدولة الإسلامية) داعش وليس كأس العالم”.
ووجهت أوساط حقوقية ونقابية انتقادات لاذعة إلى فرنسا، واتهمتها بسياسة تمييز والكيل بمكيالين بمعاملة مونديال كأس العالم قطر 2020.
يذكر أنه حملة فرنسية دشنت للتحريض على استضافة قطر مونديال كأس العالم، بقيادة بلديات مدن فرنسية وطبقات سياسية وإعلامية.
وقررت بلديات كباريس ومرسيليا وليل وبوردو عدم بث مباريات كأس العالم على شاشاتها العملاقة في المناطق العامة.
وعزت ذلك إلى حجج واهية ودون أدلة تتعلق بملف حقوق الإنسان في قطر.
وربطت أوسط حقوقية القرار بفشلها بإيجاد حلول لأزمة الطاقة بموسم الشتاء.
جاء ذلك على إثر أزمة حروب روسيا على أوكرانيا المستمرة منذ فبراير الماضي.
وتصاعد الغضب الشعبي في فرنسا ضد الحكومة والبلديات إثر تفاقم أزمة الغاز وارتفاع أسعاره قبيل موسم الشتاء مع انعدام بدائل الطاقة المناسبة.
وربطت الحملة بموقف قطر الرافض للمثلية الجنسية خلال مونديال كأس العالم، وفق موقع “أوروبا بالعربي”.
يذكر أن فرنسا صمتت فرنسا على بطولات دولية أقيمت ببلدان تنتهك حقوق الإنسان، بحيث لم تهاجم الألعاب الأولمبية في بكين عام 2008.
ولم تأت أيضا على انتقاد مونديال كأس العالم في روسيا 2018 رغم تورط البلدان بانتهاكات مروعة لحقوق الإنسان.
ولدى فرنسا سجل حافل بانتهاكات حقوق الإنسان، يشمل قمع احتجاجات شعبية مرتبطة بقضايا معيشية.\
بالإضافة إلى مع سياسة تمييزية ضد طالبي اللجوء والمهاجرين إليها.
وتورطت بسجل دموي له علاقة بانتهاكات وجرائم حرب ببلدان إفريقية.
وذلك إبان الاستعمار بالقرن الماضي أو ما تلاه من فرض وصاية عليها لنهب مقدراتها وثرواتها.
وتعرضت فرنسا لانتقادات دولية شديدة عقب تحولها لواحة آمنة لمرتكبي الانتهاكات في سوريا ودول أخرى في العالم.
وهاجمت الأمم المتحدة باريس لفشلها بإعادة الأطفال الفرنسيين المحتجزين بسوريا.
جاء ذلك رغم معاناتهم من ظروف إنسانية تنتهك حقوقهم والتحرر من المعاملة اللاإنسانية والمهينة.
وتزود باريس عبر عقود التحالف والصفقات العسكرية مع دول ذات سجل حقوقي أسود ومتورطة بانتهاكات صارخة في مقدمتها الإمارات.
وقال مراقبون أنه لم يسبق لدولة استضافت كأس العالم واجهت هكذا حملة تحريض شرسة.
ونبه هؤلاء إلى أن هناك دول تحاول تلميع صورتها عبر مهاجمة الدوحة.
وأشاروا إلى أن ذلك جاء من بوابة ملف العمال وحقوق الإنسان دون تقديم مسوغات مقنعة لذلك.
إقرأ أيضًا| خليج 24 يكشف: رشاوى وراء تقارير كيدية في “الغارديان” ضد مونديال قطر 2022
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=54873
التعليقات مغلقة.