الخرطوم – خليج 24| كشفت صحيفة سودانية عن عودة رئيس مجلس الوزراء السابق عبد الله حمدوك مجددًا إلى رئاسة الحكومة السودانية، بتدخل من دولة الإمارات.
وقالت صحيفة “اليوم التالي” المحلية نقلا عن وصفتها “مصادر موثوقة” تأكديها صحة عودة حمدوك مجددًا إلى رئاسة الحكومة السودانية.
وذكرت أن “حمدوك وافق على العودة لمنصبه برعاية من الإمارات”، مرجحة أن “يواجه رفضًا حادًا من الشارع والقوى السياسية”.
واستبعدت “استباق تشكيل الحكومة في 25 أكتوبر التاريخ الموافق لانقلاب البرهان”، فيما لم تستبعد أن يكون التجاني السيسي مشاركا بمنصب بمجلس الوزراء.
ومؤخرا، نشر موقع “أفريقا إنتلجنس” الفرنسي تفاصيل لقاء سري عقد في أبوظبي بين حمدوك، ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان.
وقال الموقع إن مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد اجتمع بحمدوك بـ11 مارس الجاري والبرهان قبل إجماع الطرفين باجتماع لـ3 ساعات.
عبد الله حمد لله
وذكر أن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد يسعى لإعادة “حمدوك” إلى موقعه، وفق تفاهمات جديدة مع البرهان.
وبين الموقع أن أبو ظبي تستغل توترات العلاقة بين رئيس مجلس السيادة ونائبه “محمد حمدان دقلو” (حميدتي).
ونبه إلى أنها ستفيدها بإقناع “البرهان” بقبول عودة “حمدوك” لمنصبه مقابل وعود بدعم مالي كبير.
وينص المخطط على إنشاء 3 هيئات بدلا من المجلس السيادي، وهي: مجلس سيادي يرأسه مدني (حمدوك)، ومجلس أمني يرأسه “البرهان”.
يد الإمارات
كما يتضمن مجلس تشريعي سيضم أعضاء سابقين في ائتلاف “قوى إعلان الحرية والتغيير”.
ويقيم حمدوك في الإمارات منذ انسحابه من السلطة بيناير 2022، بعد أن كان رئيساً للوزراء مرتين، وسط أزمة سياسية واقتصادية خانقة تضرب البلاد.
ولم يقض فترته الثانية بعد الانقلاب سوى 6 أسابيع أو أقل، فقد قبل العودة للمنصب مترددًا وعقب الإفراج عنه من الإقامة الجبرية للجيش عليه عقب أحداث 25 أكتوبر.
وكشف موقع “جالف ستاتس نيوز ليتر” عن تفاصيل مثيرة وسرية دارت بلقاء نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو – حميدتي بولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان.
وقال الموقع إن اللقاء الذي وصف بأنه “مهم”، جرى في الثامن من الشهر الجاري جاء لبحث مواجهة صعوبات دفع رواتب العسكريين والقطاع العام.
ورجح أن زيارة حميدتي إلى الإمارات ربما كانت بمثابة محاولة لإيجاد حل مالي لها.
وذكر الموقع أنها تزامن مع وصول مبعوث رئاسي سوداني إلى إسرائيل لإجراء مباحثات هناك.
انقلاب السودان
ورجح أن تكون مجموعة المبعوثين مؤلفة من جزأين؛ الأول ذهب مع “حميدتي” للإمارات ثم لإسرائيل، فيما انضم آخرون إليهم قادمون من مصر.
وتوجه اتهامات للقيادة العسكرية السودانية بأنها تعتمد على تل أبيب لتقليل الضغط الأمريكي على الخرطوم، وترى بأبوظبي نقطة التقاء جيدة.
يذكر أن الخرطوم وقعت مع أبوظبي اتفاقية تطبيع للعلاقات مع إسرائيل.
وكشفت شبكة الصحفيين السودانيين عن دور خبيث تقوده الإمارات لإجهاض الاحتجاجات في السودان عبر “المال المسيس”.
وقالت الشبكة في تدوينة إن قادة بارزين بقوى إعلان الحرية والتغيير وتنظيمات أخرى وصلوا سرًا لأبو ظبي.
وأشارت إلى أنها ستنشر التفاصيل الأوفى قريبًا عن دور الإمارات في احتجاجات السودان.
يد الإمارات في السودان
وذكرت أن المجموعة انخرطت باجتماعات مكثفة لهندسة “هبوط ناعم” جديد، لقطع الطريق أمام قوى التغيير الجذري.
وتقود منذ أيام لجان المقاومة وتجمع المهنيين وبقية الأجسام والقوى الثورية احتجاجات في السودان.
وكان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيرتس أطلق مشاورات “أولية” لعملية سياسية شاملة لحل أزمة السودان.
ورفض تجمع المهنيين السودانيين” (قائد الحراك الاحتجاجي) المبادرة الأممية للخروج بالبلاد من أزمتها السياسية الراهنة.
ولم تكتفي دولة الإمارات العربية المتحدة بتوقيع اتفاق التطبيع مع إسرائيل، بل سعت وتسعى لتقديم المزيد من الدول العربية قرابين لتل أبيب لتكون عرابا ووكيلا لها.
ومن أبرز الدول التي عملت الإمارات على دفع قادتها الذين تتمتع بعلاقات معهم إلى التطبيع هي السودان.
وتتحكم الإمارات بنظام الحكم في السودان عقب الإطاحة بنظام عمر حسن البشير وتولي قيادات الجيش مسؤولية البلاد.
وانتقل السودان في عهد قائد الانقلاب عبد الفتاح البرهان من حاضنة للقضية الفلسطينية، إلى دولة مطبعة مع إسرائيل.
كم عدد مرتزقة الإمارات في السودان
وأعلنت الخرطوم التطبيع مع إسرائيل عقب محادثات رعتها أبو ظبي حول آفاق التطبيع بين الجانبين.
وحينها أشرف على إدارة جلساتها مستشار الأمن القومي الإماراتي ومدير شؤون الخليج في مجلس الأمن القومي الأمريكي.
في حين تألف الجانب السوداني من خليط عسكري ومدني معاً تمثل في رئيس مجلس السيادة الانتقالي ووزير العدل ومدير مكتب رئيس الوزراء.
كما لم يغب رجال الأمن عن الاجتماعات فحضر مدير المخابرات السوداني السابق وزميله مدير المخابرات المصرية الحالي.
وأقنع ولي عهد أبو ظبي الحاكم الفعلي للإمارات محمد بن زايد الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع البرهان الخرطوم بتوقيع اتفاق التطبيع.
وقدم ابن زايد للبرهان حينها بالتوافق مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الكثير من الإغراءات.
ومنذ توقيع اتفاق التطبيع عززت إسرائيل علاقاتها مع الخرطوم، حيث زارها مسؤولون أمنيون وعسكريون كبار.
ونفذ البرهان انقلابا على السلطة المدنية التي تدعمها واشنطن في السودان.
من وراء انقلاب السودان؟
لذلك عملت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على التصدي لما وصفته ب”الانقلاب”.
وكان لافتا، ما كشفته وسائل إعلام إسرائيلية عن زيارة غير معتادة للمبعوث الأمريكي إلى السودان جيفري فيلتمان لتل أبيب.
وأشارت قناة “كان” العبرية الرسمية أن زيارة فيلتمان تأتي بعد أيام قليلة من زيارة وفد من (الموساد) الإسرائيلي إلى السودان.
وزار وفد (الموساد) الإسرائيلي السودان والتقى كبار المسؤولين هناك عقب أيام من الانقلاب العسكري.
وأطاح رجال السعودية والإمارات في السودان بالحكومة.
ومؤخرا، وجه فيلتمان صفعة مدوية لقادة الانقلاب العسكري في السودان وداعميهم في السعودية والإمارات.
وأكد فيلتمان أن ما حدث في السودان الأسبوع قبل الماضي انقلاب عسكري واختطاف للديمقراطية.
الأكثر أهمية أنه شدد على أن الولايات المتحدة الأمريكية “لن تقبل بالقضاء على الأسس الديمقراطية في السودان”.
كما أكد على ضرورة وجود “شراكة بين المكون المدني والعسكري للوصول إلى الانتخابات”.
ولفت إلى أن “الشعب السوداني فقد الأمل في الانتقال إلى الديمقراطية”.
يشار إلى أن مسؤولين أمريكيين بارزين أجروا سلسلة اتصالات مع السعودية والإمارات لإجبار رجالها في السودان للتراجع عن الانقلاب.
لكن من الواضح أن إسرائيل هي التي باتت المتحكم الفعلي برجال السودان الذين قدمتهم الإمارات لها.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=53392
التعليقات مغلقة.