حملة ضغط واسعة تجبر السعودية على الإفراج عن اثنين من أبناء الدويش

 

الرياض – خليج 24| أفرجت السلطات السعودية عن اثنين من أبناء الداعية المعتقل سليمان الدويش، عقب أسابيع من اعتقالهما على خلفية أثارتهما قضية والدهما.

وذكرت منظمة “داون” الحقوقية أن الرياض أطلقت سراح عبد الوهاب نجل الدويش، قبل أن تفرج عن شقيقه مالك.

يذكر أن السعودية اعتقلت أبناء الدويش عقب ظهورهما بفيديوهات، وهما يتحدثان للإعلام الغربي عن والدهما.

ودشن حقوقيون ومعارضون سعوديون وسم #أطلقوا_أبناء_الدويش” للدعوة للإفراج عن الدويش الذي اعتقل قبل 6 سنوات.

يذكر أن السعودية أخفت الدويش قسريا، واعتقلت أحد أبنائه (عبد الوهاب) بعد نحو عام من اعتقاله.

وجاء ذلك إثر جداله مع مسؤول في وزارة الداخلية، عقب مراجعته للمسؤول لإطلاق سراح والده.

 

ونشرت منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي (DAWN) رسالة من مالك الدويش نجل الداعية السعودي سليمان الدويش المحتجز في سجون الرياض منذ سنوات، قبيل اعتقاله.

وكتب مالك في رسالة قبل أن يعتقله نظام ابن سلمان، “أنا أتحدث من منزلنا في الرياض، هنا في السعودية، وأخاطر برد فعل وحشي من الحكومة”.

وقال: “لكنني على استعداد لفعل أي شيء لتأمين الإفراج عن والدي وأخي.. بقيتُ صامتًا لفترة طويلة أملا بانتهاء محنة والدي سليمان الدويش”.

لكن -والحديث لمالك- مع استمرار الحكومة السعودية بمضايقة أفراد عائلتي واعتقالهم، لم يعد بإمكاني السكوت.

وذكر أنه وبعد مرور 6 أعوام على الاختفاء القسري لوالدي؛ في كل ليلة أخلد إلى الفراش آمل أن أسمع أخبارًا جيدة في الصباح.

وأشار الدويش الابن أنه “لا أعرف كيف أعبّر عن ألمي وإحباطي من محنتا، وبات التوسل حتى لأبسط معلومة عبارة عن روتين قاتم”.

وقبل أن تعتقله السعودية؛ كشف مالك عن وثيقة تُثبت أن والده محتجز لدى رئاسة أمن الدولة، وعرض عليهم نسخة مطبوعة من موقعهم تؤكد ذلك.

وذكر أنه أخبره رئيس أمن الدولة السعودي عبد العزيز الهويريني، أن ذلك كان خطأ، ثم حذف سجل احتجاز والده من نظامهم.

وقال الدويش إنه ربما يكون والدي الضحية الأولى للميليشيا الخاصة بابن سلمان التي تسمى بفرقة النمر، المعروفة باسم قوة التدخل السريع.

وأوضح أنها نفس المجموعة التي قتلت فيما بعد جمال خاشقجي

وأكمل: “أخبرني معتقلون سابقون أنهم رأوا والدي بقصر ابن سلمان بعد اختطافه”.

وأشار مالك إلى أن “ماهر المطرب ومشعل البستاني، متورطان في تعذيب والدي، وهما عضوان رئيسيان في فرقة النمر”.

وأكد أن السعودية اختطفت وعذبت وأخفت والدي قسرا، ولم تسمع عائلتي عنه شيئاً منذ 2016″.

ونبه إلى أن المسؤولون السعوديون بانوا يستهدفنا الآن؛ لأننا تجرأنا على السؤال عما إذا كان والدنا لا يزال على قيد الحياة”.

وذكرت منظمة DAWN أن مالك الدويش صور مقطع فيديو قبل اعتقاله قال فيه؛ “يجب على المنظمات أن تنشر كتاباته ومناصرته حتى لو تم القبض عليه”.

وأشارت إلى أنه كان يعمل منذ سنوات على إطلاق سراح والده الذي اعتُقل واختفى قسريًا منذ 2016.

فيما قالت قناة PBS الأمريكية إن الدويش الذي انتقد عاهل السعودية الملك سلمان عبد العزيز لإعطاء ابنه المزيد من السلطة والنفوذ، معتقل منذ 2016.

وذكرت القناة أن السعودية اعتقلت أيضًا ابنه مالك الدويش قبل شهر لأنه تحدث لصحيفة أمريكية عن قضية والده وإخوانه.

ونشرت مقطع الفيديو الذي نشره قبل أيام من اعتقال الرياض له.

 

وأشرف ولي عهد السعودية محمد بن سلمان على تعذيب الدويش بنفسه، عقب جلبه مباشرة إليه إثر اعتقاله والاعتداء عليه.

وكشفت منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي عن تفاصيل جديدة ومروّعة حول الاختفاء القسري والتعذيب بحق الدويش.

وأشارت إلى أنه جرى إحضاره مباشرة إلى ابن سلمان عقب اعتقاله وتعرضه للضرب منه شخصيًا.

وذكرت المنظمة أن الدويش شخصية دينية محافظة ومثيرة للجدل في السعودية واعتقل في 22 أبريل 2016، بينما كان برحلة إلى مكة.

وبينت أنه وبعد يوم واحد فقط من نشر سلسلة تغريدات انتقدت ضمنيًا ابن سلمان، المعروف باسم “مبس”.

وبحسب المنظمة لم يُرَ الدويش في العلن ولم يسمع عنه شيء منذ ذلك الحين.

وقالت إن القمع السياسي ليس بالأمر الغريب في السعودية لكن بسنوات صعود ابن سلمان إلى السلطة.

وأضافت: “وصل الثمن الذي يجب أن تدفعه الأصوات الناقدة في المملكة إلى مستويات مشؤومة للغاية”.

ومؤخرا، أكد حساب “معتقلي الرأي” السعودي قيام السلطات بعرض الشاب عبد الرحمن الدويش نجل الداعية الشيخ سليمان على محاكمة سرية دون علم أهله أو حضور محاميه.

وأوضح الحساب في تغريده له أن الدويش الابن (20 عاما) اعتقلته السلطات السعودية في شهر أكتوبر المنصرم.

وبينت أنه جرى اعتقاله بسبب اتصال هاتفي للنيابة العامة، سأل فيه عن والده المختفي قسريًّا منذ 2016.

 

يشار إلى أن عبد الرحمن ليس النجل الوحيد للداعية الدويش الذي تعتقله السلطات السعودية، حيث تعتق شقيقه عبد الوهاب.

وفي أغسطس الماضي، كشفت منظمة “القسط” لحقوق الإنسان عن تجديد السلطات السعودية اعتقال عبد الوهاب الدويش بيوم 14 أغسطس الجاري نجل الداعية سليمان الدويش المختفي قسريًّا منذ 2016.

ولفتت إلى أن عبد الوهاب الذي اعتقل سابقًا في يونيو 2017، قد تلقى اتصالًا من السلطات السعودية تطلب منه الذهاب لكلية نايف للأمن الوطني في الرياض.

وأوضحت الطلب كان بحجة نزع السوار الأمني الموضوع في رجله.

لكن ما إن وصل الكلية-بحسب “القسط”- حتى أُخبر بأنه يتعين عليه قضاء ما تبقى من فترة حكمه في السجن.

وأوضح المنظمة الحقوقية أن هذه المدة تصل إلى ثمانية أشهر سيقضيها داخل سجون السعودية.

وكان عبد الوهاب اعتقل ابتداءً في 2017 بعد جدال له مع أحد المسؤولين في وزارة الداخلية.

وتم اعتقاله إثر مراجعته للمسؤول من أجل إطلاق سراح والده.

وفي خضم الجدال قال عبد الوهاب للمسؤول: “والدنا عزيز علينا، إما أن تطلقوا سراحه أو تسجنونا معه”.

وبينت “القسط” أنه في اليوم التالي حاصرت عدد من السيارات المدنية منزل عائلة سليمان الدويش حيث يعيش جميع أبناءه.

ومن ثم اعتقلت عبد الوهاب وأخفته قسريا لمدة ثلاثة أشهر، وتمكنت عائلته بعد تلك المدة من زيارته في السجن.

وأكدت “القسط” أن آثار التعذيب كانت واضحة عليه داخل سجون السعودية.

وأفاد مصدر للقسط أن عبد الوهاب تم تعذيبه لمدة ثلاثة أشهر وانتزعت منه اعترافات تحت التعذيب.

ولفتت إلى أنه بعد سوء حالته الصحية، تم تحويله إلى مستشفى السجن لتلقي العلاج قبل أن يتم إعادته مجددا للسجن.

في حين وُجهت عددٌ من التهم إلى عبد الوهاب لاحقًا وتم تحويله إلى المحكمة.

وكان من بين هذه التهم: تأييد تنظيم داعش وحمل أفكار متطرفة، بالرغم من عدم تقديم الادعاء العام ما يثبت ذلك.

فيما أطلقت السلطات السعودية سراحه قبل بدء محاكمته في مارس 2018.

ثم حكمت عليه المحكمة الجزائية السعودية المتخصصة في سبتمبر 2020، بالسجن لمدة ثلاث سنوات وستة أشهر.

لكن مع وقف تنفيذ سنة وستة أشهر، يتلوها منعه من السفر لمدة مماثلة.

وأكدت “القسط” أنها لا تزال لا تعلم مكان اعتقال عبد الوهاب الأخير، وما إذا كان الاعتقال مرتبطًا بالقضية السابقة.

أم أنه انتقامًا من تقرير نشر في صحيفة “وول ستريت جورنال” في مايو الماضي وتصريح.

ودعت القسط السلطات السعودية إلى إطلاق سراح عبد الوهاب فورًا ودون شروط وإسقاط كافة التهم عنه.

وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن رفض عائلتي الناشطة السعودية “لجين الهذلول” والعامل بمجال الإغاثة “عبدالرحمن السدحان” شجع عائلة الدويش على عدم الارتكان إلى الصمت والاستسلام.

وقالت الصحيفة الشهيرة إن تلك التجربتين شجعتهما على انتقاد السلطات في الرياض علنًا من خارج البلاد والسير على دربهم، لكن هذه المرة من داخلها.

وذكرت أنه وبعد انتقادات علنية لسنوات من عائلتها لانتهاكات السعودية تم إطلاق لجين وتأمين مكالمة للاطمئنان على عبد الرحمن دفع الدويش للتحرك.

وتطرق مالك الدويش نجل الداعية سليمان الدويش للصحيفة عن قصة اعتقال والده وتعرضه لانتهاكات حقوقية.

وقال مالك رغم ما يتوقع من انتقام السلطات: “أرى نتيجة الصمت ونتيجة الكلام.. عندما يحظى شخص ما بالاهتمام، فإنه يخيفهم (السلطات السعودية).

وذكرت أنه كان لديه علاقات مع ولي العهد السابق محمد بن نايف الذي أطيح به من منصبه عام 2017.

وأشارت إلى أنه اعتقل العام الماضي بدعوى التخطيط لانقلاب ضد الملك “سلمان بن عبدالعزيز” وولي عهده الشاب الأمير “محمد بن سلمان”.

وبين مالك أن والده نُقل من أحد فنادق مكة عام 2016.

جاء ذلك بعد أن غرد بخطبة يبدو أنها تهين “بن سلمان” بقصة رمزية لطفل وقح أفسده والده.

وذكر أنه تابع القضية باتصالات أمنية رفيعة المستوى والأسرة المالكة لكن دون جدوى.

وأشار الدويش إلى أن السلطات أخبرته أن والده ذهب إلى سوريا للانضمام إلى الدولة الإسلامية.

وعقب الابن قائلًا إنه “غير مقتنع لأن جواز سفر والده لا يزال بحوزته”.

وبين أنه بعد أن شاهد كيف تقدمت قضيتي “الهذلول” و”السدحان” بعد التغطية الإعلامية، قرر كسر صمته.

وأشار مالك أنه علم من خلال عائلات معتقلين آخرين إن والده تعرض للضرب بأوامر من الأمير.

وعام 2018 أشيع عن وفاة الدويش في محبسه تحت التعذيب.

كما كشف حساب المغرد السعودي الشهير “مجتهد” أن ابن سلمان أشرف شخصيًا على تعذيب “الدويش”.

 

إقرأ أيضا| السلطات السعودية تعرض نجل الداعية الدويش (20 عاما) على محاكمة سرية دون علم أهله

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.