ما الذي بدد نشوة تطبيع “إسرائيل” الهزيل مع السعودية؟.. “هآرتس” تجيب

 

الرياض – خليج 24| قالت صحيفة “هآرتس” العبرية إن نشوة تطبيع “إسرائيل” مع السعودية تبددت مع إطلاق صواريخ من قطاع غزة صوب مستوطنات إسرائيلية، ما أحدث حالة رعب وذعر كبيرين.

وذكرت “هآرتس” في تقرير أن “صواريخ غزة وقصف الطيران الإسرائيلي لمواقع حماس حطم دفعة واحدة نشوة التطبيع الهزيل مع السعودية”.

وعلقت على تحليق الطائرات الإسرائيلية فوق السعودية، وتواجد صحافيين إسرائيليين بجدة، وبيان مشترك عن منع السلاح النووي عن إيران.

صواريخ غزة وتطبيع السعودية

وأوضحت أنها كلها إشارات للتطبيع لا يمكنها أن تحل محل التهديد الملموس، الفوري والأخطر الذي يحدق بإسرائيل شرقًا وجنوبًا.

وأبدت هآرتس انزعاجها من الرئيس الأمريكي جو بايدن لتبنيه الفكرة الإسرائيلية القائلة: حاليا لا احتمال سياسي لتقدم المسيرة السياسية وتنفيذ حل الدولتين”.

وقالت وكالة “أسوسيتدبرس” الأمريكية إن فتح السعودية مجالها الجوي لجميع شركات النقل الجوي يعني انتهاء حظرها على الرحلات الجوية الإسرائيلية التي تحلق فوق أراضيها.

وذكرت الوكالة في تقرير لها أن هذه الخطوة تعد “رئيسية نحو التطبيع بين الجانبين”.

وأشارت إلى أن بايدن هبط في مطار جدة قادمًا من مطار بن غوريون، ليصبح أول رئيس أميركي يسافر مباشرة من إسرائيل الى السعودية.

وكشفت مصادر مطلعة لموقع “خليج 24” عن أن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان هو من أمر بفتح مجالها الجوي أمام الطائرات الإسرائيلية وإعلان ذلك صباح اليوم.

وقالت المصادر إن ولي العهد وجه من القصر مستشاريه بالإيعاز للهيئة العامة للطيران المدني السعودي بإصدار الإعلان.

فتح المجال الجوي

وذكرت أن قرار ابن سلمان بشأن فتح المجال الجوي اتخذ من عدة أسابيع لكنه أجله إلى قبيل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية.

يذكر أن الهيئة أعلنت مرور الناقلات الجوية “التي تلبي متطلبات الهيئة لعبور الأجواء”، ما يعني انتهاء حظرها لطيران الاحتلال الإسرائيلي.

وذكرت الهيئة عبر “تويتر” أن الخطوة بـ“إطار حرص السعودية على الوفاء بالتزاماتها المقررة بموجب اتفاقية شيكاجو 1944″.

وسمحت السعودية لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق فوق أراضيها عبر ممر جوي خاص للرحلات الجوية من وإلى الإمارات والبحرين.

جاء ذلك بعد توقيع “اتفاقيات إبراهيم” التي أدت لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والبلدين الخليجيين.

وتحاول إدارة بايدن تنفيذ الإجراء تمهيدًا لعملية تطبيع بين السعودية وإسرائيل، في إطار تحالف إقليمي عربي إسرائيلي.

وقبل أيام، كشفت وكالة أمريكية شهيرة عن مناقشات جارية لإتمام صفقة فتح المجال الجوي السعودي أمام جميع الرحلات الجوية من وإلى تل أبيب.

وقالت وكالة “بلومبرغ” الامريكية إن المناقشات تجرى على قدم وساق في إطار إحراز تقدم بين الجانبين في ملف التطبيع.

ونقلت عن أشخاص وصفتهم بأنهم مطلعين على الأمر، فإن الجهود ستتم قبل رحلة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق.

فيما قالت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية إن الأجواء السعودية باتت مفتوحة بدون قيود على مرور الرحلات الجوية الإسرائيلية.

وأشارت الصحيفة في تقرير لها إلى أن هذه الخطوة -غير المسبوقة- قصرّت كثيراً من أوقات وأسعار الرحلات إلى دول شرق آسيا.

وبينت أن الدافع الرئيسي لخطوة التطبيع داخل السعودية هو بيد ولي عهدها محمد بن سلمان.

واستدركت: “لكنه حاليًا لا يستطيع المضي قدمًا وإقامة علاقات كاملة مع إسرائيل، لأنه يواجه معارضة من والده الملك سلمان”.

وذكرت الصحيفة أت خطط التطبيع يجري بصورة تدريجية بين السعودية وإسرائيل.

ونبهت إلى أن المملكة على وشك فتح مجالها الجوي أمام الخطوط الجوية الإسرائيلية، والتي تخدم آلاف الإسرائيليين.

وقال معهد FDD الأمريكي للدراسات إنه يجب أن تقدم السعودية التزامات حقيقية ومباشرة لإسرائيل حول تيران وصنافير، كخطوة مهمة نحو اعترافها بها.

وذكر المعهد في تقرير أنه “يجب دفع الرياض لتقديم المزيد من الدعم لإسرائيل، ومنها إعلان أن موقفها تجاهها قد تغير بالفعل وبشكل دائمي”.

وأشار إلى أنه يجب تشجيعهم بقوة على الاقتراب قدر الإمكان من تطبيع السعودية و”إسرائيل”.

تطبيع السعودية و”إسرائيل”

وذكر المعهد أن تجنب السعودية إعلان التطبيع مرحلة أعلى من التطبيع نفسه، لأنها وفّرت غطاء للدول التي تفكر في اتخاذ خطوات نحو التطبيع.

وبين أن الحكومة السعودية كانت تتقرب من أجل التطبيع، بما بذلك التعاون الاستخباراتي السري.

وأشار إلى أنها منحت “إعطاء الضوء الأخضر لاتفاقات ابراهيم، والسماح لرجال الأعمال الإسرائيليين بزيارة المملكة”.

وأوضح أن الخطوة الوحيدة التي وافقت عليها السعودية مقابل نقل جزيرتي تيران وصنافير هي السماح للطائرات الإسرائيلية بعبور مجالها الجوي.

ونبهت إلى أنها “منحت إسرائيل مفاتيح النفاذ إلى المحيط الهندي ومعظم آسيا”.

فيما كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية عن شرط السعودية للتطبيع مع “إسرائيل”، والتي زادت فرص حدوثه وإعلانه رسميا عقب مفاوضات وتدخلات أمريكية كبيرة.

وقالت الصحيفة إن الرياض تشترط إعادة العلاقات مع أمريكا مقابل التطبيع مع إسرائيل.

وأشارت إلى أن الرئيس جو بايدن سيتجمع مع قادة الدول الذين يحاولون إثبات أنهم لا يتخذون دائمًا نفس الموقف مع أمريكا.

واستدركت: “ومع ذلك فإن التطبيع السعودي الإسرائيلي ممكن”.

فيما قالت مؤسسة “سما وال” الإسرائيلية التي تنسق عمليات التطبيع إن السعودية هي الشريك غير الرسمي والحتمي في “اتفاقيات أبراهام” مع “إسرائيل”.

وذكرت المؤسسة على ما أورده موقع “أكسيوس” الأمريكي بشأن مباحثات لإبرام التطبيع: أنه “لن يكون الدافع وراء إضفاء الطابع على التطبيع هو المخاوف الأمنية من إيران”.

واستدركت بالقول: “لكن النفوذ الاقتصادي لمدينة نيوم، الذي يتطلب سيطرة السعودية على مضيق تيران”.

وقبل أيام، قال موقع أكسيوس إن هناك صفقة مفاوضات أمريكية بين السعودية و”إسرائيل” ومصر يبحث إنهاء نقل جزيرتي تيران وصنافير من مصر إلى السعودية.

وذكر الموقع أن إدارة الرئيس جو بايدن ترى بوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، يمكن أن يبني الثقة ويخلق انفتاحاً على العلاقات الدافئة بين إسرائيل والسعودية.

وأشار إلى أنه يعتقد أن المفاوضات الناجحة بوسعها أن تخفض التوترات بين إدارة بايدن والرياض.

وذكر أن Brett McGurk هو الشخص الرئيسي بإدارة بايدن الذي ينسق جهود الوساطة الحالية بين السعودية وإسرائيل ومصر.

وبين الموقع أن الاتفاق ليس كاملًا والمفاوضات الحساسة جارية، إذ يريد البيت الأبيض التوصل لاتفاق قبيل زيارة بايدن للشرق الأوسط، تشمل توقفًا في السعودية.

ونقل عن مصادر قولها إن الرياض وافقت على إبقاء الجزر بالبحر الأحمر منزوعة السلاح، والالتزام بحرية الملاحة للسفن الاسرائيلية.

وذلك مقابل إنهاء وجود قوات حفظ السلام متعددة الجنسية.

وذكر أنه خلال المفاوضات بين الرياض و”تل أبيب” حول جزر تيران وصنافير، فإن تل أبيب طالبت الرياض باتخاذ خطوات إضافية.

وأشار إلى أن منها السماح للطائرات الإسرائيلية بالتحليق بحرية أكبر في الأجواء السعودية.

ونبه إلى أنها تشمل السماح برحلات مباشرة من إسرائيل إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وكشف وزير الدولة السعودي للشؤون الأفريقية أحمد قطان أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أقنع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بجلسة أن تيران وصنافير للمملكة.

وتحدث قطان في حوار مع قناة “روتانا خليجية” بتفاصيل جديدة حول قضية نقل ملكية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.

وقال “سيسجل التاريخ ما قما به الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز في عودة هاتين الجزيرتين للمملكة العربية السعودية”.

واعتبر أن ابن سلمان قام بإعادة هاتين الجزيرتين للسعودية “بحزم وبقوة”.

كما “قام بأشياء غير طبيعية”، على حد وصف الوزير السعودي.

وأضاف “الموضوع لم يكن سهلا”.

لكن الذي سهل الموضوع هو الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأوضح قطان أن السيسي اجتمع مع كبار المسؤولين المصريين في قصر رئاسة الجمهورية وتحدث معهم بكل إسهاب عن حقيقة هذا الأمر”.

واعتبر أن “الأمر لا يحتاج إلى سؤال هل هي سعودية أو مصرية”.

وقال “نحن لو كنا على علاقات غير طيبة مع مصر وتقدمنا بشكوى للأمم المتحدة سوف نحصل على هذين الجزيرتين”.

وكشف أن هذا كان اقتراحًا من الدكتور مصطفى الفقي.

وأضاف “فقلت له: كيف يا دكتور مصطفى سوف تقبل المملكة ومصر أن تشتكيا بعضهما في الأمم المتحدة؟ مستحيل”.

ووفق القطان فإن “ما قام به سيدي الأمير محمد بن سلمان سوف يذكره التاريخ”.

لأن هذا الموضوع عمره سنوات طويلة منذ أيام الملك فهد والملك عبد الله بن عبد العزيز، بحسب الوزير السعودي.

وأردف “كان الرئيس محمد حسني مبارك يتهرب من هذا الأمر، فكلما فٌتح معه يقول حاضر بكرا بعده”.

وتابع “حتى جاء الأمير محمد بن سلمان وتحدث مع فخامة الرئيس المصري في هذا الأمر بكل شفافية”.

وبحسب قطان فإن ضابطا مصريا يبلغ من العمر 91 عاما قال إن الملك فاروق أمره بأن يذهب إلى السعودية لمقابلة الملك عبد العزيز ويطلب هاتين الجزيرتين.

يشار إلى أن السيسي سلم جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية بذروة الدعم المادي الكبير الذي قدمه ابن سلمان له في بداية عهده.

 

إقرأ أيضا| قام بأشياء غير طبيعية.. القطان: ابن سلمان أقنع السيسي بجلسة أن تيران وصنافير للسعودية

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.