“ف. بوليسي”: السعودية والإمارات أكثر حكومات العالم استبدادًا وجرائمهما واسعة النطاق

 

الرياض–خليج 24| قال موقع “فورين بوليسي” الأمريكي إن السعودية والإمارات تعدان من أكثر الحكومات استبداداً في العالم، إذ ترتكب الرياض وأبو ظبي انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان.

وذكر الموقع في تقرير له أن البلدين الخليجين يدعمان مجموعة واسعة من الفاعلين المستبدين المتورطين في انتهاكات مماثلة.

وأكد أن الأنظمة الاستبدادية وأبرزها السعودية والإمارات بطبيعتها غير مستقرة بسبب عدم شرعية حكمها، والدول الاستبدادية تبني تحالفات أقل موثوقية واستدامة.

وأشار الموقع إلى أن القواعد والمعاهدات والقوانين لا تعني الكثير عندما تكون سلطة الحكام مطلقة.

وبين أن الحكومات الاستبدادية في الشرق الأوسط كما في السعودية مسؤولة عن التخلف السياسي والاقتصادي والاجتماعي في المنطقة.

وعزا الموقع ذلك إلى حقيقة أنها تتلاعب بالموارد والمؤسسات لتعزيز مصالح النخبة الضيقة.

وشدد على أن المساعدة الأمنية الأمريكية لكل من الإمارات والسعودية تناقض عددًا من القوانين الأمريكية.

ونبه إلى أنه يُحظر تقديم المساعدة الأمنية أو الضمانات للفاعلين المتورطين بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وفقاً لـ 502B من القانون الأمريكي.

ونشر موقع “أوراسيا ريفيو” التحليلي تقريرًا يتناول من خلاله كيفية تعريف كل من السعودية والإمارات لمفهوم الإسلام.

وأكد الموقع أن جهود التعريف به تنحصر في الخضوع لحاكم استبدادي، لضمان بقاء النظام في سدة الحكم.

وشدد على أن السعودية والإمارات تشتركان في حشد القوة الدينية الناعمة كثيرًا لتأييد سياساتهم الداخلية والخارجية.

كما قال باحث مختص في التاريخ الفكري الإسلامي في جامعة أكسفورد البريطانية أندرو هاموند إن ولي عهد السعودية محمد ابن سلمان لم يكن يريد إصلاح المجال الديني كما يدعي.

وأكد الباحث الشهير أن ولي العهد أراد في المقابل قمع التيار الإصلاحي الإسلامي الذي يدعو إلى الحريات والمجتمع المدني في السعودية.

وأشار إلى حملة الاعتقالات والتغييب الذي نفذتها  على  رأسهم الشيخ سلمان العودة، وأراد تقريب علماء السلطان لدعم سياساته

وتوقعت وكالة أمريكية أن تولد سلسلة القرارات والتغييرات في الشأن الديني التي أقرها ولي عهد السعودية محمد ابن سلمان رد فعل عنيف داخل المجتمع.

وذكرت وكالة “بلومبيرغ” الشهيرة أنه يعتقد ابن سلمان أن الدين والتنمية لا يجتمعان، مما جعل السعوديون منقسمون حول هذه التغييرات.

يتوافق ذلك مع ما ذكره مركز كارنيغي للشرق الأوسط بأن سنوات حكم الملك سلمان ونجله  محمد ابن سلمان شهدت سلسة تغييرات واسعة النطاق بالمؤسسة الدينية في السعودية.

وقالت دراسة أعدها كل من ياسمين فاروق ووناثان جي براون إن ذلك بذريعة تعزيز رؤية الرياض 2030 للانقلاب على دور الدين.

وذكرت أن التغيرات الدينية بدأت متدرجة لكنها تمثل مجتمعة إعادة هيكلة منهجية لدور الدين في السعودية.

وبينت الدراسة أن ذلك يعود لدور المؤسسة الدينية منذ تأسيس المملكة منذ قرن من الزمان.

ولفتت إلى أنها تطورت عقائد وهياكل المؤسسات الدينية في البلاد بطرق غير عادية ومميزة.

وقالت الدراسة: “أعطت التفسيرات الوهابية للنصوص والتعاليم الإسلامية التي تتبعها وتنفذها هيئات”.

وأشارت إلى أنها منها مثل الشرطة الدينية ووزارة التربية والتعليم والقضاء المدرّب في الشريعة.

وذكرت الدراسة أن الدولة السعودية طابعًا دينيًا لا مثيل له في المنطقة.

لكن هذه الخصائص ليست خالدة أو ثابتة وربما تتغير.

وحاليا يتم تغيير مركزية الهياكل الحاكمة في البلاد وإعادة تشكيلها وكبح جماحها.

وأكد الباحثان أن نظام الحكم السعودي يخضع لعملية إعادة هيكلة سريعة وجذرية.

وقالا: “ربما كانت أكثر التغييرات بعيدة المدى منذ تشكيله قبل قرن من الزمان”.

أكدت صحيفة “اندبندنت” البريطانية أن ولي عهد المملكة العربية السعودية ينفذ خطة متدرجة لتقليص دول الدين في الحياة العامة بالمملكة.

وأشارت الصحيفة إلى قرار السلطات السعودية تقييد صوت مكبرات أذان الصلاة في المساجد.

وقالت إنه يأتي “ضمن إطار تنفيذ خطة ابن سلمان بتقليص دور الدين في الحياة العامة تدريجيًا”.

من جانبها، سلطت شبكة BBC البريطانية الضوء على الرود الشعبية الرافضة بالسعودية لقرار ابن سلمان بإغلاق مكبرات صوت المساجد.

ولفتت إلى أن القرار أثار ردود فعل عنيفة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأشارت إلى انتشار هاشتاغ يدعو لحظر الموسيقى الصاخبة بمطاعم ومقاهي السعودية.

وهذا لم يكن القرار الأول، فبداية مايو الماضي، أزالت السلطات السعودية بأوامر ابن سلمان عبارة “للمسلمين فقط” عن اللوحات المرورية المؤدية إلى المدينة المنورة.

واستبدلت السلطات بإيعاز من ابن سلمان عبارة “للمسلمين فقط” ب”حدود الحرم”.

وذكرت “اندبندنت العربية” في تقرير لها أن “ما هو معتاد في الطريق إلى المدينة المنورة (غرب السعودية) هو أن تستقبلك لوحات إرشادية ضخمة”.

وأضافت “هذه اللوحات تذكرك بأن أمامك طريقين يعتمدان على أي الأديان تتبع”.

فالأول-بحسب “اندبندنت العربية” – متاح للمسلمين، والآخر لغيرهم.

إلا أن الجهات المعنية في السعودية بدّلت تلك اللوحات الإرشادية التي تستقبل زوار المدينة المنورة.

وأردفت “المدينة تُعدّ في المرتبة الثانية بين البقاع المقدسة في الإسلام، بالعبارة الشهيرة للمسلمين فقط وسط لون تحذيري أحمر”.

وأوضحت “اندبندنت العربية” أن الديانة شرط لدخول المنطقة المقدسة على غرار مكة المكرمة إلى عبارة تبدو أكثر تلطفاً وترحيبا إلى حد الحرم”.

وحاول وزير الشؤون الإسلامية في السعودية عبد اللطيف آل الشيخ تبرر أسباب اتخاذ القرار المتعلق بمكبرات الصوت بالمساجد.

وجاء تصريح آل الشيخ بعد ضجة كبيرة وواسعة شهدتها السعودية تجاه قرار ابن سلمان.

ووجهت انتقادات واسعة وكبيرة من قبل فئات مختلفة في المجتمع بالسعودية تجاه القرار الذي وصفوه ب”صدمة”.

وادعى آل الشيخ المقرب من ولي العهد محمد بن سلمان أن عائلات تشتكي من أن تزاحم أصوات المكبرات يبقي أطفالها مستيقظين.

وقال آل الشيخ إن “التغييرات رد على شكاوى الأهالي العامة من الصوت شديد الارتفاع”.

وزعم أن “منهم كبار في السن وآباء لم يستطع أطفالهم النوم بشكل متواصل”، بحسب ادعائه.

وأردف “الذي عنده الرغبة في الصلاة لا ينتظر إلى أن يدخل الإمام ويكبّر ويسمع صوته، المفروض انه يسبقه إلى المسجد”.

 

للمزيد| مركز دراسات: ابن سلمان ينفذ “انقلاب ناعم” على دور الدين في السعودية

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.