الرياض – خليج 24| قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن السلطات السعودية تواصل اعتقال الأشخاص في حملة قمع مستمرة على الحريات السياسية.
وذكرت الصحيفة أن آخرهم مالك الدويش، الذي اعتقل قبل اسبوعين من زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية.
وأشارت إلى أن ذلك لأنه تحدث لها عن ظروف اعتقال والده سليمان الدويش رجل الدين المقرب من محمد بن نايف.
ونقلت عن نواب وجماعات حقوقية أميركية قولهم إنه يجب أن تكون رحلة بايدن للمملكة لحظة محورية للضغط على ابن سلمان بشأن حقوق الإنسان.
وكتب أربعة من كبار الديمقراطيين في مجلس الشيوخ رسالة لبايدن، يجادلون فيها بأن أي تفاعل مع ابن سلمان سيكون “مزعجًا للغاية”.
وذكرت أنه قد يكون الإعلان الأكبر برحلة بايدن إلى السعودية هو نقل جزيرتي تيران وصنافير من مصر إلى المملكة، في صفقة طال انتظارها.
وأشارت إلى أنها قد تشمل خطوات نحو الرياض لإقامة علاقات رسمية مع “إسرائيل”.
وقال مسؤولون أميركيون إن أهداف بايدن تشمل الآن إبقاء السعودية في المدار الغربي والتحقق من ميلها نحو روسيا والصين.
وأوضحوا أن بايدن سيناقش سجل حقوق الإنسان بالسعودية، بينما يقول المسؤولون السعوديون أنه من غير المرجح تقديم أي تنازلات فيه.
وأشاروا إلى أنه ليسوا مستعدين للتخلي عن تحالف إنتاج النفط مع موسكو.
وأكدت الصحيفة أن ابن سلمان يريد من بايدن تبديد الجدل بشأن مقتل جمال خاشقجي.
وذكرت أنه الجدل الذي توصل إليه مجتمع المخابرات الأمريكية، والذي أشار بأن ابن سلمان هو من أمر بعملية الاغتيال الوحشية.
وبينت أن إدارة بايدن تركز على اجتماع قمة الدول العربية.
وسيختلط بايدن مع العديد من رؤساء الدول، وليس على اجتماع وجهاً لوجه مع ابن سلمان.
وقال مسؤولون أمريكيون إن مسار رحلة الرئيس كان لا يزال متقلباً.
وأشاروا إلى أنه سافر كبير مستشاريه للشرق الأوسط للمملكة لوضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل، مما يؤكد الصعوبات التي تطرحها الرحلة.
وطالب 44 فنانًا وروائيًا أمريكيًا الرئيس “جو بايدن” بطرح انتهاكات السعودية لحقوق الإنسان في اجتماعه مع ابن سلمان خلال زيارته المرتقبة لها.
وقالت صحيفة “ذا آرت” إن الرسالة أعدتها منظمة “بي إي إن أميركا” لحقوق الإنسان لإدراج ملف السعودية القاتم على أجندة بايدن.
وأشارت إلى أن الرسالة تطالب بضغط من بايدن على ابن سلمان بشأن سجل السعودية القاتم في مجال حقوق الإنسان.
وبين الموقعين الروائي الأميركي “خالد حسيني”، صاحب رواية “عداء الطائرة الورقية، والإيراني الأميركي، “رضا أصلان”، الذي اشتهر بكتاباته عن المسيحية.
وكذلك الروائي المصري “أحمد ناجي”، الذي سبق سجنه بسبب كتاباته التي عدتها القاهرة خادشة للحياء.
وتضمنت الرسالة: “نطلب منك ألا تنخدع بالجهود السعودية لإخفاء خنق حرية التعبير، وإطلاق سراح عدد من الكتاب والمدونين والناشطين عام 2021”.
وقالت: “أفرج عن الغالبية العظمى منهم بظل ظروف صارمة تستمر في انتهاك حقوقهم في حرية التعبير”.
وشملت: “يجب أن تتضمن مناقشاتك مع ولي العهد والمسؤولين الآخرين نقاشًا قويًا حول حقوق الإنسان وحرية التعبير وسيادة القانون.
ويزور بايدن السعودية منتصف يوليو الجاري يلتقي خلالها العاهل السعودي الملك “سلمان بن عبد العزيز” وولي عهده محمد.
وقالت منظمة “Freedom Initiative” الحقوقية الدولية إن ظهور عدد من معتقلي الرأي على التلفزيون التابع للدولة السعودية، عبارة عن جهد متعمد من السلطات لتبييض أوضاع السجون المتردية.
وذكرت المنظمة في بيان أن السلطات السعودية لا تسجن وتعذب النساء فقط، بل تجبرهن أيضًا على التستر على انتهاكات الدولة.
وأشارت إلى أنه وبعد أكثر من عام من الاختفاء القسري، ظهرت الناشطة أسماء السبيعي ببرنامج إخباري تديره الدولة بشأن أوضاع السجون السعودية.
وذكرت أنه وللمفارقة فإن سجن الحائر الذي تحاول السعودية تلميع سمعتها منه، ذاته الذي توفي فيه رمز حقوق الإنسان عبد الله الحامد إثر إهمال طبي متعمد.
وبينت المنظمة أن السلطات السعودية أظهرت الناشط راكان العسيري لأول مرة بعد سنتين من اعتقاله التعسفي.
ونبهت إلى أنها أجبرت أسماء السبيعي ونور الشمري على الظهور في أحد برامج MBC، لتلميع صورة الحياة داخل سجن الحائر.
وكشف حساب “معتقلي الرأي” في المملكة العربية السعودية سر اختفاء ناشطات اعتقلن في سجون ولي العهد محمد بن سلمان بعد الإفراج عنهن.
وكتب الحساب المختص بمعتقلي الرأي في السعودية إنه “رغم إطلاق السلطات سراح بعض المعتقلات المدافعات عن حق التعبير عن الرأي”.
إلا أنهن- وفق حساب معتقلي الرأي- لا يزلن ممنوعات من العمل العام، واختفين من ساحة النشاط.
لأنهن يواجهن احتمال التعرض للحكم عليهنّ بالسجن بموجب قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية؛ بسبب عملهنّ في مجال حقوق الإنسان، بحسب “معتقلي الرأي”.
ويلاحظ اختفاء الناشطات السعوديات اللواتي أفرج عنهن من سجون ابن سلمان مؤخرا بشكل تام.
ويمنع ابن سلمان المعتقلين والمعتقلات اللواتي يفرج عنهن من مغادرة أراضي المملكة.
وقبل شهرين، نشر حساب “سعوديات معتقلات” قائمة محدثة بأسماء السعوديات المعتقلات في سجون ولي عهد السعودية.
وتضم قائمة المعتقلات في سجون ابن سلمان كل من المعتقلات “حليمة الحويطي، وفاطمة آل نصيف، ونسيمة السادة، وزانة الشهري.
كما يعتقل ابن سلمان في سجونه إسراء الغمغام، ونوف عبد العزيز وعايدة الغامدي وبسمة آل سعود ونعيمة المطرود ومياء الزهراني.
ويعتقل أيضا آمنة الجعيد، وسهود الشريف، وسماح النفيعي، ولجين الهذلول وخديجة الحربي، وأماني الزين، ودلال الخليل وسمر بدوي ومها الرفيدي.
وتشمل قائمة المعتقلات سيدات في الستينات من العمر، إضافة إلى فتيات صغار في السجن.
ومن بين المعتقلات المسنة الستينية الغامدي المعتقلة من ابن سلمان بهدف ابتزاز نجلها.
وتعرضت الغامدي للتعذيب فقط لابتزاز ابنها للعودة إلى السعودية وتسليم نفسه للسلطات.
وفي آذار/ مارس 2018، أعلن الناشط السعودي المعارض المقيم في بريطانيا عبد الله الغامدي أن أجهزة الأمن اعتقلت والدته المريضة.
كما اعتقل ابن سلمان اثنين من أشقائه وهما سلطان وعادل، غير أنها أفرجت عن سلطان بعد شهر من الاعتقال.
فيما لا تزال السلطات السعودية تعتقل شقيقه عادل حتى الآن.
وبعد الإفراج عن سلطان بيومين نشر مقطع فيديو مصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي يهاجم فيه شقيقه عبد الله بسبب نشاطه السياسي.
وأكد سلطان في حينه المعلومات حول ذريعة الاعتقال، مشيرًا إلى أن والدته تلقت مبلغ مالي بسيط من ابنها الناشط المقيم في الخارج.
وتؤكد مصادر في عائلة الغامدي أن سلطان يخضع للإقامة الجبرية في محافظة الدمام وممنوع من مغادرتها من دون إذن رسمي.
وقامت السلطات السعودية بتركيب سوار تعقب في رجله، على الرغم من عدم توجيه أي تهم له في سجون السعودية .
ومنذ تولى سلمان بن عبد العزيز، الحكم في المملكة وولي عهده نجله محمد تشن أجهزة الأمن حملات اعتقال للناشطين.
وتؤكد مؤسسات حقوقية مختلفة أن المسنة الغامضة تعتقل في سجون آل سعود وسط ظروف غامضة حول أوضاعها الصحية والمعيشية.
وتعرضت للتحقيق والتعذيب أمام نجلها المعتقل معها عادل والذى تعرض للتعذيب أمامها أيضًا.
وتؤكد التقارير الحقوقية أن سلطات آل سعود تعمدت إهانتها وتعذيبها وزجها في ظروف اعتقالية سيئة للغاية دون مراعاة كبر سنها.
وكانت المنظمة الأوروبية السعودية وصفت اعتقال عائدة ونجلها عادل بـالبلطجة السعودية”.
وتعبر هذه المؤسسات عن خشيتها من فقدان المسنة الغامدي حياتها داخل أسوار سجون ابن سلمان .
وفي أكتوبر 2016، توفيت المعتقلة حنان الذبياني داخل سجن “ذهبان” السعودي.
وقوبل بتنديد حقوقي دولي واسع ومطالبات لابن سلمان بالإفراج عن معتقلات الرأي.
وفي نوفمبر 2020، قدمت محامية حقوق الإنسان هيلينا كيندي تقريرا من 40 صفحة كشفت فيه عن تعرض المعتقلات لممارسة أعمال جنسية.
وكشف التقرير على إجبار المعتقلات في السعودية على مشاهدة أفلام إباحية، وهددن بالاغتصاب، وعلقن من السقف وضربن.
وأضاف ” عانين من الصعقات الكهربائية، في معاملة تصل إلى حد التعذيب“.
ولفت التقرير إلى أن الناشطات طلب منهن القيام بأعمال جنسية للمحققين وأشكال أخرى تصل إلى حد التحرش الجنسي.
وذكر مصدر واحد على الأقل أن الناشطة عائدة الغامدي أجبرت على مشاهدة الأفلام الإباحية.
وسابقا، قالت مديرة البحوث للشرق الأوسط بمنظمة العفو الدولية “من المحزن أن عامين قد مرا الآن وهؤلاء النساء الشجاعات خلف القضبان“.
وأكدت لين معلوف أنه حان الوقت لأن تتوقف السعودية عن استخدام القضاء كسيف مسلط على رقاب الناشطات.
ودعت المنظمة الدولية آل سعود إلى الإفراج فورًا ودون قيد أو شرط، عن جميع سجناء الرأي والمدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان.
والذين تحتجزهم السلطات لمجرد ممارستهم السلمية لحريتهم في التعبير، وتكوين الجمعيات أو الانضمام إليها، والتجمع.
إقرأ أيضا| كشف سر اختفاء معتقلات بعد الإفراج عنهن من سجون السعودية
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=48557
التعليقات مغلقة.