الإمارات تُغلق “فم” رجل العصابات التركي سادات بيكر.. هل تحرق ورقته؟

 

أبوظبي–خليج24| كشفت مصادر مطلعة عن طلب الإمارات من رجل العصابات التركي سادات بيكر المقيم في دبي التوقف عن النشر بشكل كامل من حساب بديل دشنه بموقع تويتر لمهاجمة نظام بلاده.

وقالت المصادر لموقع “خليج 24” إن المخابرات الإماراتية اكتشفت تدشين بيكر لحساب جديد باسم Deli Cavus [الرقيب المجنون] للدعوة للنزول للشارع ضد حكومة بلاده.

وذكرت أن الإمارات طلبت من بيكر الذي أدين بقيادة منظمة الجريمة المنظمة، بالتوقف كليا عن النشر كي لا يتسبب ذلك باعتقاله والزج به في السجون.

سادات بيكر تويتر

وـأشارت المصادر إلى أن رجل العصابات التركي يسبب احراجا كبيرا لأبوظبي وتسعى بكل السبل لطي ورقته كي وقف الإزعاج الذي يتسبب به.

وتوقف بيكر عن البث بموقع يوتيوب بيونيو 2021 عقب استجواب إماراتي له مع إجراء أنقرة وأبو ظبي لمحادثات مصالحة.

لكن رجل العصابات دشن الحساب البديل لمواصلة انتقاداته ومزاعم الفساد في المستويات العليا للحكومة.

وكشفت وزارة العدل التركية عن طلب أنقرة من الإمارات بتسليم رجل الأعمال والمافيا التركي سادات بيكر، المقيم بأبوظبي، إثر استصدار نشرة حمراء بحقه، تمهيداً لإعادته لتركيا.

وقالت العدل في بيان إن خطابها شمل معلومات تخص بيكر، الذي صدرت بحقه مذكرة اعتقال من الإنتربول، لارتكابه جرائم منظمة، للمطالبة باعتقاله.

وفي 1 فبراير 2022، صدرت مذكرة توقيف دولية بحق بيكر في 194 دولة عقب قرار اعتقال عن محكمتين تركيتين.

وكانت المحكمة الجنائية الخامسة في ولاية بورصة، ومحكمة إسطنبول الجنائية التي تحمل الرقم 16، قررتا جلب بيكر.

وشملت المذكرة أوامر عن المحاكم التركية بالقبض على رجل المافيا، مطالبة باعتقال بيكر تمهيداً لإعادته إلى تركيا وتنفيذ الأحكام بحقه.

وكشفت مصادر أمنية تركية عن أن الرئيس رجب طيب أردوغان طلب من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد تسليم بيكر لأنقرة خلال موعد أقصاه أسبوع.

وقالت المصادر لموقع “خليج 24” إن أردوغان بحث مع بن زايد خلال زيارته إلى أبو ظبي عدة قضايا أبرزها التفاوض على تسليم بكر.

وأشارت إلى أن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أصر خلال الاجتماعات المكوكية على سرعة تسليم الهارب من العدالة.

وذكرت المصادر أن صويلو أن أنقرة اعتبرت سادات بكر من ضمن سيادتها وشأنها الداخلي، وأنه طلب ترحيله “لإسكاته بشكل تام”.

وصفعت الإمارات زعيم المافيا التركي سادات بكر الذي استخدمته ضد تركيا، بمنعه من النشر نهائيًا.

زعيم المافيا التركية في الإمارات

وأبلغت أبوظبي بيكر، أنه “إذا نشر مجددا على وسائل التواصل سواء من حساباته أو من حسابات أخرى، سيبعد عن الاتصالات الإلكترونية”.

يذكر أن بكر هدد صويلو بـ”تقديم هدية” له في 1 أكتوبر، لكن الحظر الإماراتي منه من إيفاء وعده.

وقال إن مفاجأة صويلو لا تتعلق بالمخدرات أو جرائم القتل إنما قضية تسببت بانتحار وإفلاس عديد الأتراك.

فيما ذكرت صحيفة “يني تشاغ” التركية أن السلطات أعدت ملفا شاملا عن بكر، مشيرة إلى أن الملف حاليا موجود أمام الشرطة الدولية (الانتربول).

ونقل الصحفي التركي محمد فاراتش عن مسؤول لم يكشف هويته أن الإنتربول أصدر نشرة حمراء بحق رجل الأعمال المحتال سيزجين باران كوركماز.

كما أعد (الانتربول) ملفا شاملا بخصوص سادات بكر وجرائمه، وبالتالي يمكن في أي لحظة إصدار قرار اعتقاله.

وكشف أن حجم العمليات العملاقة التي تنفذ في تركيا من المخدرات إلى المافيا، ومن الإرهاب إلى التهريب مخيفة.

وأضاف “هي أكثر بكثير مما يصفها بكر بما يهدد سلامة المجتمع التركي”.

ونجحت تركيا بإفشال مخطط انقلاب إماراتي جديد عليها باستخدام بكر الهارب بأبو ظبي حاليًا وبمساعدة المعارضة في البلاد.

وقال مراقبون إن ليلتها كانت حاسمة بتاريخ الصراع في تركيا، إذ إن ملايين الأتراك تسمروا أمام شاشات التليفزيون.

وأشاروا إلى أن هؤلاء رأوا محاكمة صويلو في بث حي بالغ الإثارة، وعلى الهواء مباشرة.

هروب بيكر إلى أبوظبي

وكان بكر بث سلسلة فيديوهات خطيرة يتهم فيها قيادات سياسية تركية منهم صويلو بالتورط معه بسلوكيات خارجة على القانون.

وبحسب مراقبين، فإن زعيم المافيا ألصق هذه التهم عقب حملة لوزارة الداخلية على عصابته واعتقال العشرات من عناصره واقتحام منزله.

ونشر بكر الفيديوهات بطريقة مثيرة جدًا بدعم من القيادي الهارب إلى الإمارات محمد دحلان ما أثارت ضجة.

وكان في حينه حديث تركيا عن فيديوهات بكر ، إذ استغلت المعارضة التركية الفرصة للتشهير بالنظام.

ووجهت المعارضة التركية سهامها إلى أردوغان وأسرته وحكومته وحزبه ووجهت اتهامات من العيار الثقيل للجميع.

وطالبت المعارضة بعزل وزير الداخلية حتى يتم محاكمته.

سادات بكر ويكبيديا

وكان الوزير قد نفى في تصريحات سابقة ما قاله سادات بكر جملة وتفصيلا.

لكنه أخيرا وتحت ضغط الرأي العام قبل التحدي الذي طرحته المعارضة بأن يواجه محاكمة صحفية على الهواء مباشرة.

وتم اختيار 4 من أكبر وأشهر صحفيي المعارضة المعروفين بالشراسة والدهاء الشديد.

انقلاب تركيا

وجلس الوزير أمام الصحفيين كما يجلس متهم أمام النيابة، وحاصروه بالأسئلة الخطيرة والسامة جدا، واستفزوه مرارا.

وبحسب وسائل الإعلام في تركيا فقد نجح الوزير في “الامتحان”.

وفي نهاية المقابلة، قال صويلو: “أرجو أن تسامحوني إذا صدرت مني ألفاظ خاطئة، فالشرف والضمير هما أهم ثروة للإنسان”.

وأضاف “لقد شهد جيلنا الكثير من الخراب، الفائدة وصلت لـ 8 آلاف في المائة وكانت أمريكا تعبث بنا وأصابعها تتلاعب بالأحزاب.

وأردف وزير الداخلية في تركيا “الفوضى الداخلية سيدة الموقف، الآن الوضع مختلف تماما”.

وشدد أنه علينا أن نورث تركيا للأجيال القادمة دولة ديمقراطية قوية ومستقلة.

وتابع “الطريق أن نكون واضحين ولا نخاف من شيء وأقولها لمرة واحدة نحن مسلمون ولا نسلم أمرنا إلا لله”.

ونجح الوزير في تفنيد اتهامات زعيم المافيا الهارب إلى الإمارات واقعة واقعة.

سادات بكر وصويلو

كما أحرج المعارضة بعدة تساؤلات منطقية، خاصة أن إحدى زعيمات المعارضة وهي ميرال اكشنار كانت وزيرة للداخلية من قبل.

وتحداها أن تخرج ما يثبت تورطه في أي سلوك خارج على القانون قديما أو الآن، متحديا “أنا مستعد للإعدام إذا حدث”.

ويعد صويلو الشخصية السياسية الأكثر شعبية في الحزب الحاكم في تركيا بعد  أردوغان.

ويرى مراقبون أنه لذلك يتم التركيز عليه عادة من قبل المعارضة وصحفها لتدمير مستقبله السياسي.

سادات بيكر ومحمد دحلان

وكشف موقع استخباري عن أن القيادي الفلسطيني المفصول عن حركة “فتح” محمد دحلان والذي يقيم في الإمارات يستغل سيدات بكر.

وقال موقع إنتلجنس أونلاين إن دحلان كلفه بمهاجمة أردوغان ورجاله وأعضاء الحكومة.

وذكر أن طلب دحلان من سيدات بكر جاء بعد أن ساعده في رحلة الهروب من بلاده.

وبين الموقع أن بكر ينشر منذ أسابيع مقاطع له عبر موقع “يوتيوب” ووسائل التواصل ومواقع إخبارية خليجية، يهاجم فيها “أردوغان” ورجاله.

وبين أن رجل العصابات التركي هرب إلى دبي قبل بضعة أسابيع.

بينما كان يخضع للتحقيق بتهم الابتزاز والنصب والجريمة المنظمة.

من هو سادات بكر

وقال “إنتلجنس أونلاين” أن بكر هرب من أنقرة ومحاكمها بالتسلل إلى الجبل الأسود، ثم مر عبر مقدونيا وكوسوفو والمغرب، قبل أن يصل دبي.

وذكر أن “دحلان” كمستشار لابن زايد والمتهم بـ”التجسس”، سهل جزءًا من رحلة هروبه.

ولفت الموقع إلى أنه يحاول تقريب أبو ظبي من دول البلقان، إذ يتمتع بشبكة اتصالات قوية.

وكانت تركيا اتهمت دحلان بالتجسس وإقامة علاقات مع منظمة “كولن” التي تصنفها أنقرة “إرهابية”.

واتهمت المنظمة بتنفيذ محاولة انقلاب فاشلة ضد أردوغان منتصف 2016.

سيدات بكر ويكبيديا

ونشر “بكر” مقاطع فيديو يهاجم فيها أعضاء بالحكومة ومسؤولين في حزب العدالة والتنمية الحاكم.

وقبضت الشرطة التركية على “بكر” عدة مرات في التسعينيات بتهمة إنشاء منظمة إجرامية.

وفي عام 2005، حكم عليه بالسجن لمدة 14 سنة و5 أشهر و10 أيام.

وأدرج اسمه بينما كان سجينا بقضية “أرجينيكون”، وهي تحقيق بمحاولة انقلابية تورط فيها ضباط متقاعدين وأكاديميين وموظفين.

 

 

إقرأ أيضا| تركيا تؤكد ما كشفته “خليج24”: طلبنا من الإمارات تسليم زعيم المافيا سادات بيكر

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.