“بلومبيرغ”: قادة السعودية مستاؤون من اهتمام إدارة بايدن البالغ بقطر

 

الرياض – خليج 24| كشفت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية عن أن قادة السعودية يشعرون بالاستياء جراء “الاهتمام البالغ الذي تحظى به قطر” من قبل إدارة الرئيس جو بايدن.

ونقلت الوكالة الشهيرة عن مسؤولين سعوديين قولهم إن “الولايات المتحدة تتصل بالرياض حينما تريد منها شيئا فقط”.

في ذات السياق، أكدت أن واشنطن تبحث مدى جدية تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، التي أدلى بها مؤخرا لمجلة “ذي أتلانتيك”.

السعودية غاضبة من أمريكا

وذكرت الوكالة أن المسؤولين الأمريكيين يناقشون تصريحات بن سلمان التي قال فيها إنه “لا يهتم بمواقف بايدن”.

وأشارت إلى أن هناك مسعى للتأكد من كونها “مجرد كلام أم تحولًا حقيقيًا في السياسة السعودية”.

وقالت الوكالة إن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا غيرت بدورها الطريقة التي تنظر بها واشنطن إلى ​السعودية.

وأكدت أن هذا التحول اعتراف جزئي بأن بايدن​ “حشر نفسه بزاوية غير مريحة”.

ونبهت إلى أن ذلك بعدما كان تعهد بحملته الانتخابية بأن تكون “دولة منبوذة” خلال عهده.

بايدن حشر نفسه بزاوية

وبينت “بلومبيرغ” أن “أهم المعارضين لتخفيف التوتر مع السعودية في الإدارة الأميركية هما الرئيس بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن”.

وأوضحت أن بايدن قلق من رد فعل سلبي من الديمقراطيين في الكونغرس وصحيفة “واشنطن بوست”، التي نشرت أعمدة الصحفي الراحل جمال خاشقجي.

بينما بلينكن “فيشعر بالقلق من أن ابن سلمان لا يزال يقوم بقضايا تستدعي الإدانة.

وذكر أن منها إعدام 81 شخصا وتصاعد عدد الضحايا المدنيين في اليمن”.

فيما قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الشهيرة إن الولايات المتحدة تدفع مثالية بايدن الزائدة في تعامل إدارته مع السعودية.

وأكدت الصحيفة الأمريكية في تقرير أن واشنطن باتت تدفع ثمن “مثالية بايدن” وإدارته في التعامل مع السعودية.

وبينت أن ذلك ارتفعت وتيرته عقب إنهاء الدعم الأمريكي لحرب السعودية ضد الحوثيين المدعومة إيرانيًا في اليمن.

وأوضحت الصحيفة أن إزالة البيت الأبيض تصنيف الحوثيين ضمن قائمة الإرهاب ثم تأجيله صفقة مقررة لبيع الأسلحة إلى الرياض جاء كـ”صفعة أمنية”.

وأشارت إلى أنها كانت هدية للحوثيين الذين ردوا عليها بطائرات مسيرة وصواريخ لمهاجمة حقول النفط والمدن السعودية والإمارات.

وقالت إن السعوديون يراقبون المستجدات وهم بحالة ذعر بشأن مخاوفهم الأمنية، بينما يتجه بايدن صوب اتفاق نووي جديد مع إيران.

وذكرت الصحيفة أنه من شأنه منح طهران الموارد اللازمة لتمويل الحروب بالوكالة ضد المملكة، وربما يمكنها من تصنيع قنبلتها النووية.

ذعر سعودي

وأكدت أن بايدن فشل بموازنة المثالية والواقعية التي أتقنها رؤساء سابقون كرونالد ريجان.

إذ أعطى لملف حقوق الإنسان وإضفاء المصداقية على القيم الأمريكية أولوية.

وأشارت إلى أن ذلك عقب جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، دون اعتبار لموازنة مصالح واشنطن مع حلفائها الاستراتيجيين، خاصة السعودية.

وبينت أن السعوديين يراجعون مصالحهم لأنهم يخشون عدم نجاعة الاعتماد على أمريكا.

وسط عداء إدارة “بايدن” لهم والانسحاب الأمريكي المرعب من أفغانستان.

وذكرت الصحيفة أن رفض ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لطلبات بايدن بضخ المزيد من النفط أسعد بكين.

وجعلها تستثمر باختراق صدع العلاقات الأمريكية السعودية.

وأوضحت أن بكين قد تستفيد إذا أقنعت الرياض بقبول تصدير النفط إليها باليوان، ومن شأنه مساهمة الصين ببناء نفوذ عالمي لعملتها.

وأشارت إلى أن ذلك سيسمح الاتفاق مع السعودية بتداولها بكثافة أكبر في جميع أنحاء العالم.

مثالية بايدن

وقالت إنه يفتح الباب أمام الصين لتقديم اليوان كعملة تجارية لخصوم أمريكا كروسيا وإيران، ما يعني أن العقوبات ستكون أقل فعالية بكثير مستقبلا.

وذكرت الصحيفة أن بايدن حاول تمثيل الاتجاه المعاكس لسلفه دونالد ترامب، لكن بشكل مفرط.

وبينت أن العصر الجديد من منافسة القوى العظمى، لا تستطيع تحمل نفور الحلفاء قد يساعدوها بردع المصممين على الإضرار بمصالحها وقيمها.

وقالت إنها قد تدفع الثمن في أزمة أوكرانيا لخسارتها السعوديين، لكن الفرصة متاحة لتدارك ذلك خاصة أن 80% من مبيعات النفط مسعرة بالدولار.

وقالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن المواجهة بين بايدن وابن سلمان أكثر تعقيدًا من موضوع النفط.

وذكرت الصحيفة أن ابن سلمان يشعر بالازدراء إثر رفض بايدن التعامل معه منذ أن تولى منصبه.

وبينت أن اغتيال جمال خاشقجي والحرب على اليمن وسجن الناشطين الحقوقيين ومقاطعة قطر، كلها عوامل جعلته منبوذًا من إدارة بايدن.

عداء بايدن ابن سلمان

وأوضحت أن موقف جو بايدن المتشدد تجاه روسيا نال استحسانًا واسع النطاق لكن مع حقيقة أن أخطر صدمة نفطية منذ عقود أصبحت الآن حقيقة واقعة.

وذكرت الصحيفة أن محاولة الرئيس الأمريكي لتخفيف رد الفعل السلبي لا تزال تواجه مقاومة من الحليفين الذين يحتاجهم بشدة.

فلم يوافق الزعيم الفعلي للمملكة العربية السعودية محمد بن سلمان، ونظيره في الإمارات محمد بن زايد على مكالمة هاتفية مع أقوى رجل في الغرب.

وأوضحت أنه سيناريو لم يكن من الممكن تصوره خلال الإدارات السابقة.

ملف النفط

ونبهت إلى أن الأولوية المباشرة لبايدن هي أن يساعد كلا البلدين في ممارسة أقصى قدر من الضغط الاقتصادي على روسيا من خلال زيادة إنتاجهما النفطي.

وقالت الصحيفة إن كل عاصمة هي مورد رئيسي للنفط مع قدرة فائضة من شأنها تخفيف التأثير على المستهلكين الأمريكيين عبر أسعار الوقود.

ونوهت إلى أن ذلك قبيل انتخابات التجديد النصفي في تشرين الثاني (نوفمبر) التي تهدد سيطرة الديمقراطيين على الكونجرس.

وبينت أن ذلك في ظل انخفاض العلاقات بين القوى النفطية في الشرق الأوسط وواشنطن إلى أدنى مستوياتها في العصر الحديث.

خلافات إدارة بايدن مع السعودية

وأكدت الصحيفة أن الحسابات قد تعيد ترتيب النظام الإقليمي على أساس شروط تفضل الرياض وأبو ظبي.

ولقد أوضح الزعيمان أنهما لن يقبلوا بأقل من ذلك، وأنهما مستعدان لاستخراج الثمن، وفق الغارديان.

وشددت على أن المواجهة تنطوي على ما هو أكثر بكثير من النفط.

وقالت الصحيفة: “في الرياض، يشعر ابن سلمان بالازدراء بسبب رفض بايدن التعامل معه منذ أن تولى منصبه”.

لماذا يكره بايدن ابن سلمان

وأضافت أن مقتل خاشقجي على يد مساعدي ابن سلمان، وحرب اليمن، وسجن حقوقيين ومقاطعة قطر ، كلها عوامل جعلت منه منبوذًا منها.

وذكرت أنه “تكاد الخلافات مع أبو ظبي قاسية. لقد فوجئت أمريكا تحديدا بامتناع الإمارات المتكرر عن التصويت في مجلس الأمن الأممي”.

لكن السعودية والإمارات غضبتا من إزالة إدارة بايدن للحوثيين المدعومين من إيران من قائمة الإرهاب العالمية.

وذكرت أن ذلك بينما يواصلون سلسلة مفاوضات مضنية مع إيران لاستئناف الاتفاق النووي الذي يعود إلى عهد أوباما والذي مزقه دونالد ترامب.

وقالت إن هناك شعور قوي بكلتا العاصمتين بأن بايدن قد اقترب من المنطقة بنظرة انتقادية عميقة لدول حليفة أمنية، وتساهل مع إيران، التي لا تزال عدوًا.

 

 

إقرأ أيضا| “الغارديان”: عداء بايدن وابن سلمان أكثر تعقيدًا من ملف النفط

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.