الرياض – خليج 24| كشف مركز أبحاث “سيتيزن لاب” التابع لجامعة تورونتو الكندية عن أن الحكومة السعودية تطبق سياسات قمعية لإسكات أو إكراه المواطنين الموجودين خارج حدودها.
وقال المركز في تقرير له إن ذلك عبر القمع الرقمي العابر للحدود، الذي بات حجر الزاوية للقمع -اليومي- وتهديدًا لحقوق وحريات المعارضين في المنفى.
وثق بين عامي 2014 و2020، نحو 608 حالات قمع عابر حدود من دول استبدادية بينها السعودية، نفذت قمعًا عابرًا للحدود في 79 دولة مضيفة.
وذكر المركز أن القمع الرقمي العابر للحدود الذي تمارسه السعودية له تأثير على الصحة النفسية والاجتماعية.
ونقلت عن ناشط سعودي قوله إن الاستهداف الرقمي كان شكلاً من أشكال الحرب النفسية التي مورست عليه.
التهديدات الرقمية
وأشار إلى أن “تدفق التهديدات الرقمية تجعله يعاني من خوف وقلق لا نهاية له”.
يتزامن ذلك مع ما قاله معهد “بروكينغز” للدراسات إن الأنظمة الاستبدادية في الخليج وتحديدًا الإمارات والسعودية تستغل منصات التواصل للقمع والانتقام من معارضيها.
وأكد المعهد أن هذه الأنظمة لا تتوانى عن استخدام منصات التواصل لترويج فكرها القمعي وتشويه الرأي الآخر داخلها وخارجها.
وقال إن السعودية والإمارات والبحرين تدير حملات دعائية نتج عنها ظهور مصطلح “الذباب الإلكتروني”.
وتتلخص عشرات آلاف الحسابات الوهمية التي تغرد بشأن فكرة معينة منبثقة من سياسات الأنظمة القمعية وتهاجم منتقديها.
ونبه المعهد البحثي إلى افتقار لوسائل الإعلام الحرة في الخليج وانعدام الثقة في الحكومات والمؤسسات ما يجعل المنطقة معرضة للخطر بشكل كبير.
واستشهد بحملة الرياض والمنامة وأبوظبي ضد جارتهن الدوحة وقت حصار قطر الذي استمر لسنوات، وصحبه حملاتٍ لتشويه بمنصات التواصل.
وذكر أنهن استعانوا بالذباب الإلكتروني للترويج لمعلومات مضللة عنها.
قمع المعارضين
وشملت لاحقًا جهودًا لتشويه سمعة حليف قطر -تركيا- وضمت أطرافًا في الحروب الأهلية في ليبيا وحرب اليمن أيضًا.
وبحسب المعهد، فقد حولت السعودية حياة الصحفي جمال خاشقجي قبل اغتياله إلى “جحيم” عبر حملات الإنترنت، وهي لا تقل خطورةً عن اغتياله.
وقال إن وسائل التواصل تقدم لحكومات الخليج مزايا عديدة بعملياتها المعلوماتية والأهم أنها زهيدة الثمن نسبيًا.
وأشار إلى أن ملايين العرب يستخدمونها، لذا فإن التلاعب بها وسيلة غير مكلفة للأنظمة الخليجية القمعية للتأثير على جماهير كبيرة.
وتوقع المعهد أن الأنظمة الخليجية القمعية تعمد لترويج متكرر ومكثف للشائعات والمغالطات حتى تصدقها الجماهير الساذجة.
وتمنح الحملات الإعلامية حرية لأذرعها للتصرف بمفردهم، أو ببساطة تتسامح مع أنشطة مثل القرصنة والمضايقات.
وأكد أن ذلك يصعب إثبات تورط النظام الرسمي بالملاحقة، إذ تترك لأذرعها الإلكترونية بممارسة القمع والانتقام من المعارضين والمنتقدين والنشطاء.
ومع تفجر الأزمة الخليجية وبدء حصار قطر عام 2017 بدا لافتًا عمل اللجان الإلكترونية أو ما يعرف بـ “الذباب الإلكتروني” السعودي.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=41529
التعليقات مغلقة.