الرياض- خليج 24| في محاولة جديدة من المملكة العربية السعودية لخطب ود حركة طالبان التي تحكم أفغانستان، أعلنت الرياض عن إرسال مساعدات لأفغانستان ضمن جسر جوي وبري إلى كابل من الرياض.
وجاء إعلان السعودية عن إرسال هذه المساعدات بواسطة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وقال المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان عبد الله الربيعة إن السعودية أطلقت جسرًا جويًا وبريًا.
وأضاف أن طائرتين إغاثيتين غادرتا اليوم الخميس السعودية في طريقهما إلى كابول.
ولفت إلى أنهما تمثلان أولى طلائع الجسر الجوي الإغاثي السعودي لدعم الشعب الأفغاني.
وأوضح الربيعة أنهما تحملان على متنهما 1.647 سلة غذائية، و192 حقيبة إيوائية تزن 65 طنًا، و746 كيلوجرامًا.
وبين أن الجسر الجوي الإغاثي السعودي يتضمن تَسيِير 6 طائرات إغاثية.
وهذه تشتمل على مساعدات غذائية وإيوائية تزن 197 طنًا و238 كيلو غرامًا.
وذكر الربيعة أن مركز الملك سلمان، قام بتأمين مواد غذائية تزن 1,920 طنًا تحملها 200 شاحنة إغاثية.
ونوه إلى أن هذه ستنطلق عبر قافلة برية من الأراضي الباكستانية سيتم توزيعها على الأسر الأشد حاجة في أفغانستان.
وفي أكتوبر الماضي، قال مركز ويلسون الأميركي إن التعامل مع تقدم حركة “طالبان” الإسلامية في أفغانستان سيكون تحديا كبيرا لدول الخليج العربية، وخاصة السعودية والإمارات.
وأكد المركز الشهير أن العامل الحاسم هو ما إذا كانت “طالبان” ستعمل بأي خيارين في المنطقة.
وأشار إلى أنها إذ عملت كمبشر للحركات الإسلامية ودعمت معارضتها للأنظمة الحاكمة في السعودية والإمارات سيكون محط اختبار.
وذكر المركز أن الخيار إذا ما ستعمل طالبان على الاندماج في المجتمع الدولي.
وختم بقوله: “فقط الوقت كفيل بالإثبات”.
كما تناول موقع «جيوبوليتيكال فيوتشرز» الأميركي بمقال لأستاذ العلوم السياسية هلال كاشان، العلاقة المعقدة بين السعودية والإمارات مع حركة طالبان مع عودتها للسلطة.
وقال الموقع واسع الانتشار إن النخبة الحاكمة في الرياض وأبو ظبي بقيت لديها مخاوف عميقة بشأن تولي “طالبان” للحكم.
وأشار إلى أن السعودية دعت طالبان لتبني نظام سياسي يشمل جميع شرائح المجتمع الأفغاني.
وبالمثل، أعربت الإمارات عن مخاوفها الأمنية، داعية الحركة الإسلامية للتركيز على إحلال السلام والاستقرار.
وأكد أن المخاوف والاحتفالات تبدو بعيدة كل البعد عن حقيقة أن طالبان لا تمثل تهديدًا خطيرًا للدول الإسلامية خارج أفغانستان.
وقالت صحيفة إسرائيلية شهيرة إن السعودية والإمارات فشلتا بإقناع حركة طالبان بإقامة ممثليات على أراضيهم مع سيطرتها على أفغانستان عقب الانسحاب أمريكا منها.
وذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية أن ذلك يأتي بينما اختيرت قطر من قبل طالبان لتكون دولة الاتصال بينها وبين أمريكا.
وأكدت أن سبب فشل السعودية والإمارات يعود إلى أنهما تديران صراعًا ضد الحركات الإسلامية.
وقالت صحيفة Independent البريطانية إن العديد من الدول مثل الهند وألمانيا وحتى المملكة العربية السعودية تسعى إلى بناء علاقات مع حركة طالبان في أفغانستان وأن كله سيكون عبر قطر.
وذكرت الصحيفة أن حركة طالبان الآن في مقعد القيادة الدبلوماسية عقب سيطرتها على كابل.
وأكدت أن الممر الوحيد لبناء السعودية علاقات مع طالبان سيكون عبر قطر.
وتطرقت الصحيفة إلى إخفاقات كبيرة لدور الرياض الإقليمي بسبب سياسة ولي عهدها محمد بن سلمان.
ونشر موقع “يوراسيا ريفيو” البحثي مقالًا تحليلًا سياسيًا سلّط فيه الضوء على أدوار دول الخليج وخاصة قطر والسعودية في أفغانستان عقب تولي حركة طالبان للحكم فيها.
وقال الموقع إنه من المرجح أن تستثمر السعودية والإمارات في أفغانستان للتنافس مع قطر.
وذكر أن الرياض وأبو ظبي ستستغرقان وقتًا طويلاً للتفاوض مع طالبان غلى عكس قطر؟
ونبه الموقع التحليلي إلى أن قطر تفاعلت معهم واستضافتهم منذ 8 سنوات، وبالتالي تتقدم قطر بخطوات عليهم.
لكن يتزامن ذلك مع ما كشفته صحيفة “الغارديان” البريطانية بأن الفراغ في أفغانستان سيزيد من فوضى السياسات الإقليمية في المنطقة.
وقالت الصحيفة إن علاقة إيران مع حركة طالبان التي تسيطر على كابل باتت أوثق من أي وقت مضى.
لكن أكدت في المقابل أنه وعلى خلاف قطر فإن السعودية تنسحب من أي علاقة مع الحركة التي كان لها علاقة وثيقة بها قبل سنوات.
ورجحت أن تمتد الحرب الباردة بين دولتي قطر والإمارات إلى الأراضي الأفغانية.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=36786
التعليقات مغلقة.