تفاصيل مثيرة عن تدبير الإمارات لانقلاب البرهان في السودان

 

الخرطوم – خليج 24| اتهمت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية دولة الإمارات بدعم تكتيكي لقائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان لتنفيذ انقلابه الأخير وإفشال الانتقال الديمقراطي في السودان.

وأكد الصحيفة واسعة الانتشار أنه لم يكن ليتحرك وينفذ البرهان انقلابه دون دعم تكتيكي من مصر والإمارات اللتين لم تشجبا انقلابه، بينما السعودية شجبته.

وبينت أن المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي “جيفري فيلتمان” عمل ولأيام للتوسط والتحاور بين البرهان ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك.

ونبهت الصحيفة إلى أن الحوارات لمنع انهيار عملية الانتقال الديمقراطي الضعيفة والتي مضى عليها عامان.

وذكرت أن الانقلابين اللذين جريا في السودان وتونس تقف وراءهما مصر ودول خليجية.

وأكدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أنه يمكن للاحتجاجات والضغوط الدولية المنسقة أن تجبر الجنرالات في السودان على التراجع عن انقلابهم العسكري وعكس مسار “الثورة المضادة”.

ويأتي حديث الصحيفة الأمريكية مع ذهاب السودان ليوم حاسم السبت بظل دعوات لمسيرات ومظاهرات حاشدة رفضا للانقلاب.

ولفتت “نيويورك تايمز” إلى أن الاحتجاجات بأماكن أخرى مثل بوركينا فاسو ب2014 وتونس 2011 مكنت من تجنب العودة للحكم العسكري.

وأوضحت أن العامل الحاسم بهذا التراجع عن الحكم العسكري كان حجم الاستجابة الشعبية.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن هذا ما لم يحدث في مصر مثلاً إثر انقلاب السيسي.

وأكدت “نيويورك تايمز” أن المؤشرات تشير إلى وجود بوادر أمل لعكس الأمور في السودان.

وقالت “لا يبدو أن الانقسامات بالائتلاف الثوري بنفس الشدة التي كانت عليها بمصر عقب إسقاط الجيش للرئيس الإسلامي محمد مرسي”.

وأردفت “يبدو أن الانقلاب بالسودان لا يحظى بدعم سوى عدد قليل من الأحزاب والجماعات المتمردة السابقة بقوى الحرية والتغيير”.

في حين دان معظم الثوار السودانيين الانقلاب بشدة، بحسب الصحيفة الأمريكية.

لكن الأهم- بحسب الصحيفة الأمريكية- أن السودانيين استجابوا لتندلع الاحتجاجات في يوم الانقلاب.

غير أنها لفتت إلى أن “الاحتجاج وحده قد لا يكون كافيا”.

كما أن التهديدات باتخاذ إجراءات عقابية من جانب الحلفاء الغربيين المؤثرين أمر حيوي أيضًا.

وأشارت إلى أن عديد القوى الغربية أدانت بشدة الانقلاب، وأعرب مجلس الأمن الدولي الذي يضم الصين وروسيا عن قلقه الشديد.

أيضا علقت الولايات المتحدة 700 مليون دولار من المساعدات الخارجية للسودان.

ومن المقرر أن يحشد أنصار الحكم المدني لتعبئة عامة ومسيرات يريدونها مليونية اليوم السبت.

وهذه المليونية ستكون “حاسمة” في ظل تحذيرات أمريكية لقادة الانقلاب من أي إراقة للدماء.

ويحشد أنصار الحكم المدني قواهم في الشارع اليوم السبت، لإثبات قدرتهم على تحدي سيطرة قائد الجيش على الحكم.

كما يحرصون لإعادة البلاد إلى عملية التحول الديمقراطي، رغم القمع الدامي للاحتجاجات على مدى الأيام الخمسة الأخيرة.

وتعالت الأصوات الدولية محذرة السلطات العسكرية من استخدام العنف ضد المحتجين.

في حين حضت الولايات المتحدة الجيش السوداني الجمعة على عدم قمع تظاهرات اليوم.

فيما دعا المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، إلى السماح للشعب السوداني بالتظاهر سلميا.

وأكد أنهم يراقبون الوضع عن كثب، لافتا إلى أنه تحدث مع قائد الانقلاب البرهان، ورئيس الحكومة المقالة عبد الله حمدوك.

في السياق، كشفت “نيويورك تايمز” تفاصيل “اللقاء الأخير” قبل تنفيذ الانقلاب في السودان.

وقبل أيام من إطاحة البرهان بالمدنيين، كان المبعوث الأميركي لمنطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان يتنقل بين البرهان ورئيس حمدوك.

وحاول فيلتمان تفادي انهيار التحول الديمقراطي الهش في السودان.

وبينت أن “فيلتمان حاول عبر سلسلة من الاجتماعات بالخرطوم لتضييق الخلافات بين البرهان وحمدوك”.

وفي وقت متأخر من الأحد الماضي، تحدث البرهان في الاجتماع الأخير عن ضرورة إقالة الحكومة واستبدالها بأخرى تكنوقراط.

لكنه لم يشر إلى أنه يستعد للاستيلاء على السلطة وتنفيذ انقلاب عسكري.

ونوهت إلى أنه “عند وصوله قطر أضاء هاتف فيلتمان ليشير إلى سيطرة الجيش على الحكم في السودان”.

في حين، نقلت “رويترز” عن دبلوماسي تم اطلاعه على ما دار باجتماع فيلتمان الأخير، قوله إن فيلتمان مارس “ضغطا كبيرا على البرهان”.

وذلك حتى لا ينفذ أي تحرك يستهدف مجلس الوزراء والعمل على التهدئة”.

لكن الدبلوماسي قال إن البرهان تعرض أيضا لضغوط للتشدد مع المدنيين من فصائل في الجيش.

كما تعرض لضغوط من نائبه بالمجلس السيادي الذي يتولى توجيه الانتقال السياسي ومن قائد قوات الدعم السريع الذي يتمتع بنفوذ كبير.

ووفق الدبلوماسي “فخلال الاجتماع قرروا تنفيذ الخطة البديلة، وكانت هذه الفرصة الأخيرة لإقناع حمدوك بالمشاركة”.

بينما قال مسؤول أميركي إن روسيا شجعت الانقلاب، على أمل الحصول على مزايا تجارية وميناء على البحر الأحمر.

وقال مصدران سودانيان رسميان ل”رويترز” إن “العسكريين سعوا قبل خطوتهم الأخيرة للحصول على ضوء أخضر من موسكو، وحصلوا عليه”.

وبين المصدران أن قادة الانقلاب يحاولون حماية أنفسهم من أي عقوبات قد يفرضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.