الخرطوم- خليج 24| أعلن رئيس وزراء السودان الذي أطاح به الجيش عبد الله حمدوك عن شرط واحد لأجل التفاوض مع الجيش.
وشدد حمدوك على وجود تراجع الجيش في السودان عن انقلابه والإفراج عن جميع المعتقلين.
وذلك كشرط أساسي من أجل بدء التفاوض مع القوات المسلحة التي نفذ قادتها انقلابا على الديمقراطية بتحريض ودعم من السعودية والإمارات.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصادر اجتمعت بحمدوك قولها إنه “يرغب في الحوار”.
لكن بشرط استعادة وضع “ما قبل انقلاب يوم الاثنين الماضي”، والذي يعد حيادًا عن عملية الانتقال الديمقراطي في السودان.
وأوضحت أن المواقف المتضاربة تعكس صعوبة التوصل السريع إلى اتفاق يخرج السودان من الأزمة الحالية.
في حين، يقول قادة الجيش الذين نفذوا الانقلاب إنه “لن يفرج سوى عن المحتجزين الذين لا يواجهون اتهامات جنائية”، وفق زعمه.
ويأتي الإعلان عن شرط حمدوك بعد يوم من ترك قائد الانقلاب العسكري الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الباب مفتوحا أمام حمدوك لتولي حكومة جديدة.
وقال “إنه (حمدوك) سيكون له مطلق الحرية في تشكيل الحكومة الجديدة”.
وتأتي هذه التطورات عقب الانتقادات الكبيرة التي وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية للانقلاب العسكري في السودان.
الأكثر أهمية أن واشنطن أجبرت السعودية راعية الانقلاب في السودان على ادانته.
في حين، علقت بلدان غربية مساعدات بقيمة مئات ملايين الدولارات إلى السودان.
ومن المقرر أن تنظم اليوم السبت مظاهرات حاشدة تحت شعار “ارحلوا”.
وتأتي هذه الدعوات ردا على التحركات العسكرية التي قتل خلالها ما لا يقل عن 11 محتجا في اشتباكات مع قوات الأمن هذا الأسبوع.
فيما، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية قوله إن “الاحتجاجات ستكون اختبارا لنوايا الجيش لما هو قادم”.
وحث المسؤول الكبير جيش السودان على الامتناع عن استخدام العنف ضد المحتجين.
من جانبه، أصدر تجمع “المهنيين السودانيين” بيانا حدد فيه أهداف المسيرات المقرر انطلاقها السبت.
وأكد التجمع أن من بينها إسقاط المجلس العسكري وحل قوات الدعم السريع.
لذلك حدد تجمع “المهنيين السودانيين” في بيان له عدة نقاط تهدف “لجعل مليونيات 30 أكتوبر ضربة مزلزلة للمجلس الانقلابي”.
وشدد على وجوب إسقاط المجلس العسكري وتسليم السلطة كاملة لحكومة مدنية ترشحها القوى الثورية.
وكذلك تقديم جميع أعضاء المجلس العسكري الانقلابي للمحاسبة عن منذ 11 أبريل 2019.
كما أكدت أنه لا تفاوض مع المجلس العسكري الانقلابي، وكل من يقبل أو يشارك في مثل هذا الحوار يفتقر للتفويض من الشارع.
وقال إن “الحل الفوري لجهاز أمن الإنقاذ وكل المليشيات المسلحة وعلى رأسها مليشيا الدعم السريع”.
أيضا دعا إلى إعادة هيكلة قوات الشعب المسلحة وفق عقيدة مهنية ووطنية هدفها حماية الوطن والدستور.
الأكثر أهمية أن تجمع المهنيين في السودان شدد على وجوب إنهاء سيطرة وتدخلات المحاور الإقليمية والدولية المعادية للإرادة الحرة للسودانيين.
وذلك في العملية السياسية وتحريضها للإضرار بمصالح الشعب السوداني وحقه في حكم نفسه.
أجبرت الولايات المتحدة الأمريكية المملكة العربية السعودية على إدانة الانقلاب العسكري في السودان الذي نفذه رجلها عبد الفتاح البرهان.
وبشكل مفاجئ، أدانت السعودية استيلاء الجيش على السلطة في السودان، مشيرة إلى تأثيره على استقرار البلاد والمنطقة.
وجاءت إدانة المملكة خلال اتصال هاتفي جرى بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ونظيره السعودي فيصل بن فرحان.
وأوضحت الخارجية الأمريكية في بيان رسمي لها أنه تم خلال الاتصال بحث تطورات الوضع بالسودان عقب الانقلاب العسكري.
كما ناقشا أهمية التزام جميع الأطراف بالإطار المنصوص عليه في الإعلان الدستوري واتفاقية جوبا للسلام.
وشدد وزيرا خارجية الولايات المتحدة والسعودية-بحسب بيان الخارجية الأمريكية- على أن عدم القيام بذلك يعرض الدعم الدولي للسودان للخطر.
يشار إلى أن السعودية تعتبر الداعم الرئيس لرجلها في السودان عبد الفتاح البرهان الذي نفذ الانقلاب العسكري قبل أيام.
ويوم الاثنين، نصب قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان السلطة نفسه حاكما للسودان.
وقرر البرهان الذي يتمتع بعلاقات مميزة مع ولي عهد السعودية محمد بن سلمان حل كافة المؤسسات وتوقيف وزراء ومسؤولين مدنيين.
ونفذ رجل السعودية والإمارات في السودان رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان انقلابا يوم الاثنين.
وعبر شاشة التلفزيون ظهر البرهان ببزته العسكرية وادعى في نبرة حازمة أنه يريد “تصحيح الثورة”.
وأعلن البرهان الوزراء ووكلاء الوزراء من مهماتهم وذلك بعد قيامه باعتقال جزء كبير منهم فجرا.
وكان البرهان أدى دورًا رئيساً بعيداً عن الأضواء في مشاركة السودان في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضد اليمن.
ثم أصبح في دائرة الضوء حين تولى قيادة المجلس العسكريّ الانتقالي في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير.
وكان قد أدى في 12 نيسان/أبريل اليمين رئيسًا للمجلس العسكري حيث تولى السلطة بعد البشير.
كما تقلد البرهان منصبه بعد أن تنازل الفريق أول ركن عوض بن عوف عن رئاسة المجلس العسكري بعد أقل من 24 ساعة من تسلمه السلطة.
وجاء هذا “تحت ضغط الشارع الذي كان ينظر إلى ابن عوف على أنه من داخل النظام، وحليف مقرب من الرئيس السابق”.
لكن اتضح لاحقا أن هذه التمثيلية كانت مدبرة مع البرهان بإيعاز من السعودية والإمارات لرغبتهما في تولية رجلهما في السودان.
وأكدت التيارات المدنية في السودان أن ما أعلنه رئيس مجلس السيادة اليوم بالانقلاب.
وشهد السودان بين 12 أبريل 2019 و25 أكتوبر 2021، تطورات هامة شهدها السودان.
وكانت أبرزها أحداث أغسطس 2019، إذ وبعد عنف في الشارع ومفاوضات مع “ائتلاف قوى الحرية والتغيير” الذي قاد الاحتجاجات الشعبية وقع المجلس العسكري اتفاقا.
ووقع الاتفاق مع الائتلاف عرف بـ”الوثيقة الدستورية” نص على مرحلة انتقالية يتقاسم خلالها المدنيون والعسكريون السلطة.
وهدف الاتفاق لقيادة السودان نحو انتخابات وحكم مدني، لكن السعودية والإمارات ترفضان ذلك وأوعزت للبرهان لتنفيذ انقلابه.
وبموجب الاتفاق ترأس البرهان مجلس السيادة الذي كلف بالإشراف على إدارة المرحلة الانتقالية.
غير أن الشراكة بين العسكريين (المدعومين من السعودية والإمارات) والمدنيين لم تكن سهلة.
وخلال الأشهر الماضية وقع صدام سياسي وخلافات وتبادل للاتهامات بشأن المسؤولية عن تدهور أوضاع البلاد.
الأكثر أهمية أن خطوة رجل السعودية والإمارات جاءت بعد نزول عشرات الآلاف من السودانيين إلى الشوارع.
وطالب هؤلاء بإنهاء تحكم الجيش بالسلطة بشكل شبه متواصل منذ استقلال البلاد في العام 1956.
ودائما ما يظهر البرهان بشكل عام ببزته العسكرية مع أوسمته على كتفه.
وغالبا برفقة نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”.
و”حميدتي” المتهم بتلقي الأموال من الإمارات قائد قوات الدعم السريع المتهمة بقمع انتفاضة 2019.
الأكثر أهمية أن البرهان قام خلال المفاوضات بين الجيش والمحتجين حول تركيبة الحكم بزيارات إلى مصر والإمارات والسعودية.
وعام 1960 ولد البرهان بقرية قندتو شمال الخرطوم، ودرس بالكلية الحربية ولاحقا بمصر والأردن، وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء.
وعمل قائدا لسلاح البر قبل أن يعينه البشير في منصب المفتش العام للجيش السوداني.
وتؤكد وسائل الإعلام السودانية أنه تولى عملية تنسيق إرسال جنود سودانيين لليمن في إطار التحالف الذي تقوده السعودية.
لكن تقارير أجنبية كشفت عن تلقيه أموالا من السعودية والإمارات لصالحه الخاص لقاء إرسال الجنود السودانيين إلى اليمن.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=34183
التعليقات مغلقة.