السلطات السعودية تجدد اعتقال نجل الداعية سليمان الدويش الذي تخفيه منذ 2016

الرياض- خليج 24| كشفت منظمة “القسط” لحقوق الإنسان عن تجديد السلطات السعودية اعتقال عبد الوهاب الدويش بيوم 14 أغسطس الجاري نجل الداعية سليمان الدويش المختفي قسريًّا منذ 2016.

ولفتت إلى أن عبد الوهاب الذي اعتقل سابقًا في يونيو 2017، قد تلقى اتصالًا من السلطات السعودية تطلب منه الذهاب لكلية نايف للأمن الوطني في الرياض.

وأوضحت الطلب كان بحجة نزع السوار الأمني الموضوع في رجله.

لكن ما إن وصل الكلية-بحسب “القسط”- حتى أُخبر بأنه يتعين عليه قضاء ما تبقى من فترة حكمه في السجن.

وأوضح المنظمة الحقوقية أن هذه المدة تصل إلى ثمانية أشهر سيقضيها داخل سجون السعودية.

وكان عبد الوهاب اعتقل ابتداءً في 2017 بعد جدال له مع أحد المسؤولين في وزارة الداخلية.

وتم اعتقاله إثر مراجعته للمسؤول من أجل إطلاق سراح والده.

وفي خضم الجدال قال عبد الوهاب للمسؤول: “والدنا عزيز علينا، إما أن تطلقوا سراحه أو تسجنونا معه”.

وبينت “القسط” أنه في اليوم التالي حاصرت عدد من السيارات المدنية منزل عائلة سليمان الدويش حيث يعيش جميع أبناءه.

ومن ثم اعتقلت عبد الوهاب وأخفته قسريا لمدة ثلاثة أشهر، وتمكنت عائلته بعد تلك المدة من زيارته في السجن.

وأكدت “القسط” أن آثار التعذيب كانت واضحة عليه داخل سجون السعودية.

وأفاد مصدر للقسط أن عبد الوهاب تم تعذيبه لمدة ثلاثة أشهر وانتزعت منه اعترافات تحت التعذيب.

ولفتت إلى أنه بعد سوء حالته الصحية، تم تحويله إلى مستشفى السجن لتلقي العلاج قبل أن يتم إعادته مجددا للسجن.

في حين وُجهت عددٌ من التهم إلى عبد الوهاب لاحقًا وتم تحويله إلى المحكمة.

وكان من بين هذه التهم: تأييد تنظيم داعش وحمل أفكار متطرفة، بالرغم من عدم تقديم الادعاء العام ما يثبت ذلك.

فيما أطلقت السلطات السعودية سراحه قبل بدء محاكمته في مارس 2018.

ثم حكمت عليه المحكمة الجزائية السعودية المتخصصة في سبتمبر 2020، بالسجن لمدة ثلاث سنوات وستة أشهر.

لكن مع وقف تنفيذ سنة وستة أشهر، يتلوها منعه من السفر لمدة مماثلة.

وأكدت “القسط” أنها لا تزال لا تعلم مكان اعتقال عبد الوهاب الأخير، وما إذا كان الاعتقال مرتبطًا بالقضية السابقة.

أم أنه انتقامًا من تقرير نشر في صحيفة “وول ستريت جورنال” في مايو الماضي وتصريح.

ودعت القسط السلطات السعودية إلى إطلاق سراح عبد الوهاب فورًا ودون شروط وإسقاط كافة التهم عنه.

وفي مايو الماضي، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن رفض عائلتي الناشطة السعودية “لجين الهذلول” والعامل بمجال الإغاثة “عبدالرحمن السدحان” شجع عائلة الدويش على عدم الارتكان إلى الصمت والاستسلام.

وقالت الصحيفة الشهيرة إن تلك التجربتين شجعتهما على انتقاد السلطات في الرياض علنًا من خارج البلاد والسير على دربهم، لكن هذه المرة من داخلها.

وذكرت أنه وبعد انتقادات علنية لسنوات من عائلتها لانتهاكات السعودية تم إطلاق لجين وتأمين مكالمة للاطمئنان على عبدالرحمن دفع الدويش للتحرك.

وتطرق مالك الدويش نجل الداعية سليمان الدويش للصحيفة عن قصة اعتقال والده وتعرضه لانتهاكات حقوقية.

وقال مالك رغم ما يتوقع من انتقام السلطات: “أرى نتيجة الصمت ونتيجة الكلام.. عندما يحظى شخص ما بالاهتمام، فإنه يخيفهم (السلطات السعودية).

وذكرت أنه كان لديه علاقات مع ولي العهد السابق محمد بن نايف الذي أطيح به من منصبه عام 2017.

وأشارت إلى أنه اعتقل العام الماضي بدعوى التخطيط لانقلاب ضد الملك “سلمان بن عبدالعزيز” وولي عهده الشاب الأمير “محمد بن سلمان”.

وبين مالك أن والده نُقل من أحد فنادق مكة عام 2016.

جاء ذلك بعد أن غرد بخطبة يبدو أنها تهين “بن سلمان” بقصة رمزية لطفل وقح أفسده والده.

وذكر أنه تابع القضية باتصالات أمنية رفيعة المستوى والأسرة المالكة لكن دون جدوى.

وأشار الدويش إلى أن السلطات أخبرته أن والده ذهب إلى سوريا للانضمام إلى الدولة الإسلامية.

وعقب الابن قائلًا إنه “غير مقتنع لأن جواز سفر والده لا يزال بحوزته”.

وبين أنه بعد أن شاهد كيف تقدمت قضيتي “الهذلول” و”السدحان” بعد التغطية الإعلامية، قرر كسر صمته.

وأشار مالك أنه علم من خلال عائلات معتقلين آخرين إن والده تعرض للضرب بأوامر من الأمير.

وعام 2018 أشيع عن وفاة الدويش في محبسه تحت التعذيب.

كما كشف حساب المغرد السعودي الشهير “مجتهد” أن ابن سلمان أشرف شخصيًا على تعذيب “الدويش”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.