الكويت- خليج 24| وجهت الولايات المتحدة الأمريكية يوم الخميس ضربة قوية للانقلاب الذي نفذ في تونس قبل أيام بتعليمات وتحريض مباشر من فرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكين بتصريحات صحفية قبل مغادرته الكويت إن “بلاده قلقة من الخطوات التي اتخذت للخروج من النظام الدستوري بتونس”.
وكانت مصادر تونسية مطلعة كشفت أن الرئيس التونسي قيس سعيد رفضا طلبا أمريكيا يطلب مغادرة فورية لضباط إماراتيين وصلوا إلى البلاد للمشاركة في انقلاب تونس.
وقالت المصادر لموقع “خليج 24” إن سعيد طلب من وزارة خارجية بلاده إبلاغ السفارة بأن الوفد في مهمة صحية ولا أدوار أمنية أو سياسية له.
وذكرت أن طلب من الخارجية التوضيح بأن الضباط وصلوا لتقديم مساعدات طبية لمواجهة تفشي كورونا في تونس.
وبينت المصادر أن الرد قوبل بامتعاض كبير لدى السفير الأمريكي لدى تونس “دونالد بلوم” الذي أكد أنه سيبلغ بلاده بطبيعة ما حدث.
يذكر أن وفد الضباط الإماراتيين وصل إلى تونس قبل نحو أسبوعين وأعلن عن أنها زيارة طبية.
وكان موقع “عربي21″ كشف عن طلب بلوم من الرئيس سعيّد مغادرة ضباط المخابرات الإماراتية في تونس.
وذكر نقلا عن مصادره أن الطلب يعود لمرافقة الضباط المصريين والإماراتيين لعملية الانقلاب التي قادها سعيد بدءا من الأحد الماضي”.
تزامن ذلك مع ما كشفته مصادر أمنية تونسية عن وصول مئات المرتزقة لتونس من الإمارات للمشاركة في تنفيذ مخطط الانقلاب.
وقالت المصادر -التي رفضت الكشف عن هويتها- لموقع “خليج 24” إن طائرات خاصة نقلت مئات المرتزقة إلى تونس مدججين بالأسلحة.
وأشارت إلى أن هؤلاء المرتزقة سيوكل لهم مهام محددة أبرزها حماية الرئيس المنقلب وتدمير مقرات حزب النهضة.
وبينت المصادر أنهم نفذوا أولى مهماتهم بتأمين القصر الرئاسي في تونس واحتجاز رئيس الحكومة هشام المشيشي والمشاركة بتظاهرات مؤيدة للانقلاب.
ورجحت أن يرتكب هؤلاء عمليات قتل لمتظاهرين رافضين لانقلاب تونس واعتداء على مشاركين بتظاهرات منددة أمام مبنى البرلمان.
وأكدت أن ولي عهد أبو ظبي أمر بدفع ملايين الدولارات لصالح فرق المرتزقة لتأمين إنجاح انقلاب تونس.
وهاجم مؤيدون لإعلان سعيد بينهم مرتزقة مقرات الحكومة وحزب النهضة وعاثوا فسادا فيها.
ورد الحزب في بيان بوصفهم بأنهم “عصابات إجرامية” واتهمتهم بالاعتداء على مقراتها للإطاحة بالمسار الديمقراطي.
وقالت وسائل إعلام تونسية إن الاعتداءات حدثت في قفصة وسيدي بوزيد والمنستير ونابل وصفاقس وتوزر وتونس.
واعتدى المرتزقة على المقر المحلي لحزب النهضة كما أضرموا النار في مقرها بتوزر جنوبًا.
واتهمت “النهضة” في البيان “عصابات إجرامية مدعومة من خارج البلاد ومن داخلها” بالاعتداء.
وأكدت أنها لن تزيدها إلا تمسكاً بالمسار الديمقراطي وقيم الجمهورية والشراكة الوطنية والعدالة الاجتماعية.
وشددت على أن هدفها “إشاعة مظاهر الفوضى والتخريب، خدمة لأجندات الإطاحة بالمسار الديمقراطي، وتعبيد الطريق أمام عودة القهر والاستبداد”.
وقالت النهضة: “ما الحملة الإعلامية المسعورة لبعض المواقع الإعلامية الأجنبية والمحلية المحرِّضة على العنف إلا دليلاً قاطعاً على ذلك”.
وأكملت: “هذه مجموعات فوضوية ساءها الفشل بإقناع الرأي العام بخياراتها غير الديمقراطية”.
وبينت أنها عمدت للاعتداء على مقراتنا وترهيب وتهديد الموجودين فيها”.
وكشفت مصادر رفيعة في تونس عن مبلغ دفعتها الإمارات لسعيد لقاء تنفيذه لمخطط الانقلاب.
وقالت المصادر لموقع “خليج 24” إن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وعد خلال اتصال هاتفي الرئيس سعيد بتقديم مبلغ 3 مليارات دولار لتونس.
وأكدت أن ابن زايد وعد الرئيس سعيد بإغراءات جمة مقابل القرارات التي أعلن عنها، ووصفت بالانقلاب على السلطة التونسية.
وأشارت المصادر إلى أن التسهيلات ستشمل إرسال مساعدات ضخمة ولقاحات كورونا وامتيازات لصالح الدولة التونسية “العميقة”.
وبينت أن ابن زايد أكد له أن الانقلاب سيحظى بدعم دولي من خلال تهيئة جماعات الضغط الإماراتية في العالم له خاصة في أمريكا.
ونبهت المصادر ل“خليج 24” إلى أنها ستعمل على ترويج قانونية ما حدث من أجل قطع الطريق على حزب النهضة التونسي المعارض.
ووعد ولي عهد أبو ظبي الرئيس سعيد بتأمين حماية خاصة له وإرسال قوة أمنية مهمتها الدفاع عنه من المتظاهرين المعارضين له.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=28105
التعليقات مغلقة.