مصادر مطلعة ل”خليج24″: السيسي يقرر الإطاحة بشكري بعد كشف تجسس السعودية عليه

القاهرة- خليج 24| لم تكد تمر أيام قليلة على الكشف عن قيام المخابرات السعودية بالتجسس على وزير الخارجية المصري سامح شكري، حتى قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي الإطاحة به.

وقبل أيام كشفت فضائح تسريبات برنامج “بيغاسوس” التجسسي الإسرائيلي أن المخابرات السعودية تجسست على شكري.

وذكرت مصادر مصرية مطلعة لموقع “خليج 24” أنه سيتم إجراء تغيير في عدد من الوزراء على رأسهم شكري.

وبينت المصادر ذاتها أن تم الاتفاق بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة مصطفى مدبولي على هذا التغيير.

لكن المصادر لفتت إلى وجود علاقة بين فضيحة تجسس السعودية على شكري وتغييره.

وأكدت أن السيسي يخشى من قيام شكري بالانتقام من السعودية بسبب تجسسها عليها.

لذلك تؤكد المصادر لموقع “خليج 24” سيعمل على استبداله في أقرب فرصة ممكنة خشية تخريب علاقته مع السعودية.

غير أنها لفتت إلى أنه الدوائر المقربة من السيسي وشكري تبحث عن مخرج.

وبينت شكري كان يعد من أكثر كبار المسؤولين قربا من السيسي، لافتة إلى أنه يتقلد منصبه منذ أول حكومة بعهد السيسي.

ونوهت المصادر إلى أن السيسي كان حريصا خلال الفترة الماضية على تحسين علاقته بشكل أوثق مع السعودية.

ومن المتوقع أن يجري مجلس النواب المصري خلال الأيام المقبلة تعديلا وزاريا محدودا يتم بموجبه الإطاحة بعدد من الوزراء.

من جانبه، نشر عضو مجلس النواب المصري المقرب من النظام المصري مصطفى بكري تغريده عبر حسابه بموقع “تويتر”.

وكتب شكري “هل تصدق الشائعات التي تقول إن هناك تعديلاً واسعاً للحكومة، وإنه يحمل مفاجآت هامة؟”.

وأضاف “وهل يُعرض التعديل على مجلس النواب خلال هذا الأسبوع؟”.

وأردف بكري في تغريدته “هل يستمر وزير الخارجية سامح شكري أم يعتذر لأسباب صحية؟”.

كما تساءل “وهل وزير الاتصالات طلب الإعفاء من المنصب لسبب صحي؟ أم أن هذه شائعات لا صحة لها؟”.

وتتوالى فضائح السعودية بتجسسها بواسطة برنامج “بيغاسوس” الذي اشترته من إسرائيل، حيث كشف النقاب عن قيامها بالتجسس على وزير الخارجية المصري سامح شكري.

وأكد التحقيق الاستقصائي التعاوني الذي تم تنسيقه عبر “قصص محظورة” أو Forbidden Stories  للصحافة ومقره باريس والمختبر التقني لمنظمة العفو الدولية تجسس السعودية على شكري.

واعتبرت وسائل إعلام أجنبية أن قيام السعودية بالتجسس على شكري يعتبر استهداف للخارجية المصرية.

وأشارت إلى أن المخابرات السعودية قامت بالتجسس على دبلوماسي لدولة حليفة (مصر).

وتتوالي فضائح السعودية والإمارات باستخدام برنامج مجموعة NSO الإسرائيلية للاستخبارات الرقمية.

وتبيع المنظومة الإسرائيلية أنظمة مراقبة متطورة للحكومات حول العالم بينها الرياض وأبو ظبي.

وكشف المشروع عن شراء أكثر من 10 دول برنامج التجسّس الإسرائيلي الشهير “بيغاسوس” من شركة NSO الإسرائيليّة.

واستخدمت هذه الدول البرنامج باختراق هواتف الصحافيين والنشطاء والسياسيين والديبلوماسيين ورجال الأعمال ببلادهم وحول العالم.

ولم تكتفي السعودية-بحسب المشروع الاستقصائي- بالتجسس على وزير الخارجية بل طال تجسسها المتحدّث باسم الخارجية السفير أحمد حافظ.

وكان هذا الأمر في الفترة الممتدّة بين آذار/ مارس وآب/أغسطس 2019.

ولفتت وسائل الإعلام المشاركة في المشروع الاستقصائي إلى أن السعودية قامت بذلك رغم التحالف الوثيق بين الرياض والقاهرة.

وبينت أن هذا التحالف تعزز بشكل أوثق بعد “انتخاب” تنصيب المشير عبد الفتاح السيسي رئيساً للبلاد عام 2014.

إلّا أنّ ذلك لم يكن كافياً على ما يبدو لتعزيز ثقة السعودية بمصر ولم يمنعها من محاولة التنصت على وزير خارجيتها.

وكشفت أن التسريبات والوثائق لم تحدد مضمون الاتصالات التي قد تكون مراقبة أو هدف “الاستهداف”.

وأضافت “بالتالي لا يمكن الجزم والحسم بأسباب محاولة التنصّت على شكري ووزارة الخارجية المصرية”.

إلا أن إعادة الذاكرة للإطار الزمني للأحداث في تلك الفترة قد تكون كفيلة بتصويب الأهداف الكامنة وراء اهتمام الرياض بمراقبة شكري أو تتبّعه.

ويشغل شكري منذ عام 2014 منصب وزير الخارجية المصري وذلك منذ أول حكومة في عهد السيسي حليف الرياض.

وذكرت أنه على رغم محاولة تنصّت السعودية على شخصيات مصرية إعلامية وأمنية وسياسيّة.

ومنها رئيس الوزراء الحالي مصطفى مدبولي ووزراء آخرين، ولكن لشكري مكانة بارزة بصفته ديبلوماسياً يمثّل مواقف مصر.

وبالتالي فإن استهدافه-بحسب المشروع الاستقصائي- يطرح أسئلة عن حقيقة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض والقاهرة.

واستعرض موقع “درج” أبرز الملفات التي يتولاها شكري خلال السنوات الأخيرة:

أولا: وُصف بأحد مهندسي العلاقة الأميركية- المصريّة الذي ساهم في الحفاظ على الشراكة القائمة بين الدولتين.

ثانيا: وُصف بأحد اللاعبين الرئيسيين بتشكيل الشرق الأوسط اليوم إذ إنّه لطالما لعب وما زال يلعب دوراً رئيسيّاً بالعلاقة مع وإسرائيل.

ثالثا: تولي ملف سدّ النهضة العالق بين مصر وإثيوبيا وهو ملف حيوي وحياتي بالنسبة إلى مصر.

ففي حين وقفت كلّ من السعوديّة والإمارات بجانب مصر وأيّدت الوصول إلى اتفاق يحافظ على مصالح الجميع.

إلا أن في الفترة الأخيرة برزت بعض التوتّرات في العلاقات المصريّة – الإماراتيّة.

رابعا: تولي ملف العلاقة مع قطر إذ كانت مصر إحدى دول المقاطعة الأربع التي قرّرت قطع العلاقات بـ5 حزيران 2017.

خامسا: إحدى القضايا الأساسيّة التي عبّر شكري عن تباين الجمهوريّة المصريّة مع المملكة السعوديّة حولها الموقف من النظام السوري.

وكان ذلك عام 2016 حين قال شكري إنّ لكل دولة “رؤية مختلفة فيما يتعلق بتغيير القيادة السورية”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.