واشنطن- خليج 24| أكدت صحيفة أمريكية أن ما وصفته ب”القتال” بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ليس وليد اللحظة.
وأوضحت صحيفة “نيويورك تايمز” أن “قتال” الإمارات والسعودية الذي اندلع في الأيام الأخيرة بشأن إنتاج النفط كان يتخمر منذ أشهر إن لم يكن منذ سنوات.
ولفتت إلى أن التوترات وصلت إلى ذروتها والتي كان يمكن حلها عادة في مكالمة هاتفية من قصر ملكي إلى آخر.
وقال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي CSIS إن الإمارات نفذت تحوّلًا جوهريًا خطيرًا في السياسة النفطية، وهي تفقد صبرها مع ضبط الإنتاج.
وأكد المركز الشهير أن المعركة بين الرياض وأبو ظبي باتت حتمية.
وعزا ذلك إلى النظر إلى خطط النمو بين السعودية والإمارات لكن خططها ساءت بسرعة.
وقالت وكالة بلومبرغ الأمريكية الشهيرة إن اشتباك متكررًا ومعركة شخصية متزايدة تدور رحاها بين المنتجين الرئيسيين السعودية والإمارات.
وأكدت الوكالة أن الطرفين عادة ما يحتفظان بخصوماتهما داخل جدران القصور الملكية.
وأشارت إلى أنه أما الآن أصبح كل من السعودية والإمارات يبثان خلافاتهما على شاشات التلفزيون.
وأزاحت وكالة بلومبرغ الأمريكية الستار على تفاصيل مثيرة ضمن لعبة دبلوماسية النفط عالية المخاطر تضع السعودية في مواجهة حليفها القديم الإمارات.
وأكدت الوكالة واسعة الانتشار أن اللعبة ستكون نتيجتها قتالهم ليس فقط سعر النفط للعام المقبل، لكن مستقبل صناعة الطاقة العالمية.
وقالت إن الإمارات تجبر حلفاءها على موقف صعب وهو إما قبول مطالبها، أو المخاطرة بتفكيك تحالف أوبك+.
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن ذلك قد يؤدي إلى فشل عدم الاتفاق بالضغط على سوق حرجة بالفعل.
وبينت أن ذلك سيقود الى سيناريو أكثر دراماتيكية قيد اللعب وهو انهيار وحدة أوبك تمامًا.
وذكرت الوكالة أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد يتمتع بعلاقات وثيقة مع نظيره في السعودية محمد بن سلمان.
لكن يبدو أن العلاقة بينهما قد تفككت في الأشهر الأخيرة، وفق بلومبرغ.
وباتت أبو ظبي تستعرض عضلاتها خارج سوق النفط، بتحركات جيوسياسية جريئة من اليمن إلى إسرائيل.
وبدأت المملكة العربية السعودية صراعا جديدًا مع دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأعلنت السعودية عن تشغيل أول خط شحن ملاحي جديد لميناء جدة خلال عام 2021.
ويربط الخط الذي شغلته السعودية من أوروبا والبحر المتوسط إلى الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية مروراً بشمال إفريقيا.
ويغطي الخط الجديد موانئ مهمة منها ميناء طنجة في المغرب وميناء الجزيرة في إسبانيا.
وتدرك الإمارات أهمية الموانئ خاصة المطلة على البحر الأحمر، وعملت على الاستفادة من الصراعات في البلدان المطلة عليه.
وتسعى الإمارات للسيطرة على موانئ في الصومال واليمن وبعض المناطق الأخرى في القرن الأفريقي.
وقالت السعودية إن الخط يعد استكمالاً للشراكات الاستراتيجية مع الخطوط الملاحية، واصفة الخطوة بالنوعية.
وهي ممثلة بشركة “هاباغ لويد”، وشركة “سي إم أيه سي جي إم” وشركة “كوسكو” وشركة “ون”.
وتعد هذه الشركات كبرى شركات الشحن البحري الرائدة في العالم.
ولفتت السعودية إلى أن الخط الجديد سيوفر خدمة ربط ميناء جدة الإسلامي بموانئ المحيط الهندي وموانئ شمال أوروبا.
وأوضحت ان الخدمة تتكون من 7 سفن بطاقة استيعابية تعادل 8500 حاوية قياسية لكل سفينة.
وبينت السعودية أن هذه الطاقة ستكون ما يقارب 48 سفينة سنويًا لزيادة سعة الشحن عن سابقها.
وذكرت أن الخطوة تأتي استمرارا للمبادرات التي أطلقتها “موانئ” السعودية .
وذلك ضمن مستهدفات برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية (ندلب).
وأكد وزير النقل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للموانئ أن الخط البحري سيزيد من قوة الربط مع الموانئ العالمية.
ونبه الوزير صالح بن ناصر الجاسر أن الخطوة ستجذب كبريات شركات الخطوط الملاحية العالمية.
وقال إنها تأتي تماشياً مع رؤية المملكة 2030 نحو ترسيخ موقع المملكة على الصعيدين الاستثماري واللوجيستي.
وتصاعد الصراع بين كل من السعودية والإمارات على خلفيات اقتصادية واستثمارية.
وكانت آخر هذه الصراعات ما كشفته وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية صراع خفي بين الإمارات والسعودية على جذب الشركات متعددة الجنسيات.
وأوضحت ان الصراع يدور حول جذب الشركات متعددة الجنسيات لاستضافة مقراتها الإقليمية.
ولفتت “بلومبيرغ” إلى أن الإمارات تكثف من تحركاتها لمواجهة حملة منافسة شديدة من المملكة.
ونقلت الوكالة عن مكتب الاستثمار في أبو ظبي إن الإمارات تستطيع أن تقف في وجه السعودية.
وبحسب فإن أبو ظبي تتهم الرياض بمحاولة إعادة رسم خريطة الشركات الخليجية.
وذلك من خلال حث الشركات متعددة الجنسيات على نقل مقراتها الرئيسي للرياض.
وأشارت إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يقود حملة لإقناع الشركات متعددة الجنسيات بنقل مقارها من دبي للرياض.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=26067
التعليقات مغلقة.