بيروت- خليج 24| أفرجت المملكة العربية السعودية عن الملحن اللبناني سمير صفير الذي قامت بتوقيفه خلال زيارته الرياض بدعوة من مسؤول كبير.
وجاء إطلاق السلطات السعودية سراح صفير بعد نحو شهر ونصف على توقيفه.
وقامت السلطات السعودية بالإفراج عن صفير وترحيله إلى بلاده، حيث وصل مطار بيروت ظهر الخميس.
وأوقف صفير بالرياض على خلفية تغريدات وتصريحات إعلامية أطلق خلالها مواقف سياسية حادة تجاه السعودية.
وكشف صفير بعيد الإفراج عنه أن بعض هذه التصريحات يعود تاريخه إلى عام 2013.
في حين بقيت ملابسات قضيته محاطة بالغموض حتى ما قبل أيام معدودة من الإفراج عنه.
وتسربت تفاصيل قضية اعتقال صفير إلى الإعلام مع أنباء قرب إطلاق سراحه قبل أيام.
وقال صفير بأول تصريح له عقب إطلاق صراحه إنه لم يكن قد تكلم عن السعودية و” لم يستهزئ بها يوماً”.
وذكر أن ما تحدث به “إنما عن شؤون لبنانية داخلية”.
وأكد على احترامه كل بلد وقوانينه.
وأشار إلى أن سبب توقيفه يعود إلى عام 2013 بسبب ما وصفه بـ”مزاح” خلال أحد البرامج الكوميدية.
ولفت إلى أنه لم يتوقع أن يتم احتجازه في السعودية.
ولمح لوجود تحريض عليه من داخل لبنان أدى إلى فتح ملفه في السعودية.
وقال إن “اللعبة السياسية معروفة والانقسام العمودي غلط كبير ما تعرضت له جعلني أفكر بشريط حياتي منذ 15 سنة الى اليوم”.
وأضاف “اكتشفت إنني كنت مخطئًا، وممكن أن يكون الله أراد ما حصل لي لأعود إلى وعيي”.
وأردف صفير “أنا لست مخطئا بآرائي بل بالأسلوب الذي عبرت به وأنا اليوم بحالة تقاعد وسأعود إلى عالم الموسيقى”.
وتابع “لا بد من أن نضع أيدينا بأيدي بعضنا البعض لأننا سنخسر بلدنا وسنصبح مشردين. اعتذر من الفنانين وأتمنى أن يسامحوني.”
ويلاحظ غياب الوجوه الفنية عن استقباله في مطار بيروت.
واقتصر الحضور على عائلته وأصدقائه من بينهم الشاعر نزار فرنسيس.
في حين حضر من السياسيين النائب في تكتل “لبنان القوي” سليم عون إلى المطار.
وصفير من مؤيدي التيار الوطني الحر بآرائه السياسية، وللرئيس اللبناني ميشال عون.
وكان من المقرر أن يتم الإفراج عن صفير يوم الإثنين الماضي، إلا أن عدم اكتمال الاتفاق بين السلطات السعودية واللبنانية أجل ذلك.
وكشف أنه تم التحقيق معه من قبل 4 محققين “والحديث كان سياسيا وسُئلت إذا كان لي علاقة بالجناح العسكري لحزب الله”.
وقال “قلت إنني مع الجيش وضد الأحزاب المسلحة، كذلك بالنسبة إلى العلاقة مع الرئيس عون”.
وذلك على خلفية تغريده قديمة له اعتبر فيها أن “اتفاق مار مخايل حمى لبنان”.
وكان يشير صفير في ذلك إلى التحالف بين التيار العوني وحزب الله.
وحول من أنقذه من السجون السعودية قال “الرئيس عون واللواء عباس إبراهيم وقائد الجيش والأجهزة الأمنية”.
ويوم الإثنين الماضي، كشفت وسائل إعلام لبنانية عن نجاح جهود الإفراج عن صفير المعتقل في سجون ولي عهد السعودية محمد بن سلمان.
ولفتت وكالة الأنباء “المركزية” اللبنانية إلى نجاح الاتصالات بين بيروت والرياض في شأن الإفراج عن الملحن صفير.
وأشارت حينها إلى أنه سيم إطلاق سراح صفير اليوم الإثنين، حيث سيعود إلى بلاده.
في حين كشف الصحفي في جريدة “الأخبار” اللبنانية، رضوان مرتضى في تغريدة له عبر “تويتر” أن “الأمن السعودي نقل صفير من سجن الذهبان لسجن الشميسي.
وأشار مرتضى إلى أن سجن الشميسي مشهور بأنه سجن مؤقت للترحيل.
وذكر أن معلومات تفيد بأن “صفير وقع على أوراق ترحيله”.
واعتقل ابن سلمان الملحن اللبناني على خلفية مواقفه السياسية الحادة من المملكة عبر الإعلام.
وقبل شهرين، استدرجت السلطات في المملكة العربية السعودية الملحن اللبناني سمير صفير إلى المملكة وقامت باختطافه.
وأثار ما قامت به السعودية مع الملحن اللبناني ضجة كبير في بيروت بعد انقطاع جميع سبل التواصل معه.
وسرعان ما أعادت قضية صفير التذكير بحادثة احتجاز رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري في السعودية عام 2017.
وحينها أجبره ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على الاستقالة من هناك.
وكان ذلك في سياق حملة اعتقالات طالت أمراء ومسؤولين ومواطنين سعوديين بتهم تتعلق بالفساد، أو ما عرف بواقعة “الريتز كارلتون”.
وتصاعدت حدة الغضب في لبنان على السعودية بعد تسريب معلومات بأن اختطاف صفير ونقله لأحد السجون جاء بسبب آراءه السياسية.
وتصدر اسم صفير محركات البحث في السعودية ولبنان ومواقع التواصل الاجتماعي.
وذكر مقربون من صفير أنه “كان بزيارة إلى المملكة العربية السعودية بدعوة من وزارة الإعلام من أجل تكريمه”.
إلا أنه وبعد وصوله إلى الفندق تم اقتياده للتحقيق ومن ثم اختفى عن التواصل ليتبين أنه تم اعتقاله.
فيما نقلت وسائل إعلام بلبنان عن مصادر مقربة من عائلته قولها إنه لا معلومات واضحة لدى حول مصيره أو سبب اعتقاله.
وأشارت إلى أن جهات لبنانية عدة بينها الخارجية اللبنانية حاولت التواصل مع السلطات السعودية والسفارة في بيروت.
لكن هذه الجهات لم تحصل على أي معلومات أو إجابة من السلطات السعودية.
وأكدت وسائل الإعلام اللبنانية أنه تم اعتقال صفير في سجن “دلهون” لأسباب سياسية.
وهذه مرتبطة بحملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان “#طرد_سمير_صفير_مطلب”.
واستهدفت الحملة التي أعادها السعوديون صفير بعد نشره تغريده تظهر تلقيه التطعيم المضاد لفيروس كورونا في السعودية.
وكانت حملة نظمها سعوديون في شهر يناير الماضي تطالب المملكة بطرده.
وانتقد السعوديون ذلك لأن التطعيم وصل الملحن اللبناني قبل أن يصل إلى الكثير منهم.
كما أن صفير سبق له أن أصدر أكثر من موقف حاد ضد السعودية واتهمها بتصدير “الإرهاب”.
وفي يناير الماضي، رد الصحة السعودية في بيان لها على حملة طرد صفير بالقول “الشخص الذي تلقى اللقاح مقيم في المملكة بإقامة نظامية”.
وأوضحت أنه تحت كفالة إحدى الشركات الخاصة، وضمن الفئات العمرية المشمولة باللقاح لهذه المرحلة.
وبينت أن التوجيهات تؤكد تقديم اللقاح للمواطنين والمقيمين ممن تشملهم المرحلة التي تحددها وزارة الصحة”.
في المقابل علق صفير على الحملة قائلا “كل ما أثير في وسائل الإعلام ومواقع التواصل خطأ بخطأ وكذب بكذب”.
وأضاف “أنا بألف خير وموجود في دولة محترمة وتحترم شعبها والمقيمين فيها والزائرين”.
وأردف “بكل بساطة أنا مقيم بالسعودية من خمس سنوات وما قيل بأن وزير وجه لي دعوة غير صحيح وكله كلام فارغ وكاذب”.
ووفق صفير “أؤكد لكل من يهمه الأمر أني بألف بخير وأعيد وأشكر من كل قلبي جلالة الملك سلمان وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان أطال الله بعمرهما”.
كما شكر وزارة الصحة من “وزيرها إلى أصغر موظف فيها”.
وختم رسالته قائلا “أقول للحاقدين وناشري الأكاذيب في وسائل الإعلام لن يصح إلا الصحيح”.
ويعرف عن صفير تأييده الكبير للرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
ولد عام 1961 وقام بتلحين أكثر من 700 أغنية لباقة كبيرة من فناني العالم العربي.
وكان قد انطلق برحلة التلحين وبدأها من برنامج “استديو الفن” فلحن لخريجيه.
ثم تابع بعدها رحلته الفنية منفردا، فيما خاض مؤخرا تجربة الغناء مصدرا ألبوم له.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=21270
التعليقات مغلقة.