أبو ظبي- خليج 24| في آخر الأعمال القذرة التي تقوم بها الإمارات والتدخل في الشؤون الداخلية للدول والمجتمعات، تستخدم أبو ظبي الاحتياج الشديد للقاحات فيروس كورونا في قطاع غزة.
واعلن القيادي المنشق على حركة فتح محمد دحلان والمقيم في الإمارات عن إرسال “دفعة لقاحات أولى كمنحة من أبو ظبي”.
ويقود دحلان ما يسمى “التيار الإصلاحي في فتح” حيث يعرف بأنه صبي الإمارات ورأس الشر في المنطقة.
وقال دحلان على حسابه الرسمي ب”فيسبوك” “دفعة أولى من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في طريقها إلى أهلنا الصامدين بقطاع غزة الآن”.
وأضاف “هذه الدفعة منحة كريمة من دولة الإمارات الشقيقة تأتي بهذا الظرف الدقيق حيث يستهدف الوباء كل أحبتنا ولا يستثني أحداً”.
وذكر دحلان أن الدفعة الحالية تتضمن 20 ألف جرعة من اللقاح الروسي “سبوتنيك V”.
وأردف دحلان الذي أعلن المشاركة في الانتخابات الفلسطينية المقبلة أن اللقاح الروسي أثبت فعالية كبيرة وأمانًا عاليًا بكل التجارب.
وتابع “نأمل أن تخصص للطواقم الطبية التي تكافح الوباء وجهاً لوجه ببطولة، وكذلك للفئات والحالات الأكثر احتياجاً”.
وعلم موقع “خليج 24” أن الإمارات بدأت بضخ عشرات ملايين الدولارات لصالح القيادي المفصول من حركة فتح الفلسطينية محمد دحلان.
وقالت المصادر إن أبو ظبي رصدت لقوائم دحلان وإنجاحها مبالغ ضخمة بعشرات الملايين من الدولارات.
الأكثر أهمية أن دحلان ينوي شراء ولاء شخصيات على مستويَي الضفة الغربية وقطاع غزة بالمال للمشاركة في قائمة موازية لقائمة فتح.
وأكدت المصادر أن محاولات الإمارات للتأثير على الانتخابات الفلسطينية المزمع إجراؤها بمايو المقبل لا تنفك.
ووصلت “قافلة مساعدات” مقدمة من الإمارات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري مع مصر.
وأعلن التيار الإصلاحي الذي يتزعمه المنشق دحلان تسلمه لهذه المساعدات.
وزعم الناطق باسم التيار عماد محسن أن القافلة تأتي “بإطار المساعدات المقدمة من الهلال الأحمر الإماراتي للفئات الأكثر احتياجا بقطاع غزة”.
وكان تيار دحلان بدأ قبل شهر توزيع المال المسيس بسبب قرب الانتخابات الفلسطينية.
ومع قرب الانتخابات يحاول دحلان استغلال المناطق المهمشة بتقديم دعم مالي من الإمارات لأجل التلاعب في الانتخابات.
وكشفت مصادر فلسطينية في القدس المحتلة أن تيار دحلان ضخ وبشكل مبدئي مبلغ يقدر بنحو 300 ألف دولار.
ولفتت المصادر إلى أنه يسعى إلى اقتناص “الفرصة الذهبية” لإثبات وجوده وثقله في الساحة خاصة مع الحملة الأخيرة للسلطة الفلسطينية.
لكن دحلان الذي يعد رجل الإمارات الأول في المنطقة يطمح للعودة للساحة الفلسطينية من خلال بوابة الانتخابات.
وأعلن تيار دحلان المدعوم من الإمارات رغبته في المشاركة في الانتخابات المقبلة المقرر أن تجري بعد عدة أشهر.
لكن بحسب القانون الفلسطيني لا يسمح له بالترشح بسبب الحكم القضائي الصادر بحقه بالسجن ثلاث سنوات.
وأدين عام 2016 باختلاس 16 مليون دولار.
وبحسب المصادر فإن رجل الإمارات سيشارك في قوائم رسمية في قطاع غزة.
فيما سيعمل على دعم شخصيات معينة لتشكيل قوائم تحت مسمى “مستقلة”.
ويضغط دحلان بقوة للمشاركة في الانتخابات ب”قائمة موحدة” لحركة فتح، في إشارة لرغبته بالمشاركة تحت اسم فتح التي طرد منها.
وهاجم بشدة في بيان الترحيب بالانتخابات رئيس السلطة القائد العام لحركة فتح محمود عباس.
ويقول دحلان إن عداوات شخصية بينه وبين عباس دفعت الأخير إلى فصله من فتح ومحاكمته.
وقال التيار في بيان له على إعلان مرسوم الانتخابات إنه “لا يمكن لحركة تعيش أزمة قرار وترهل قيادة كسب ثقة الناخب”.
وأضاف “متمسكون بوحدة حركة فتح، وخوض الانتخابات في قائمةٍ فتحاوية واحدة، لا تهميش فيها ولا إقصاء”.
وأردف تيار دحلان “يغادر من خلالها الفتحاويون مربع التفرد بالقرار الوطني والتنظيمي، ويختارون بكامل إرادتهم من يمثلهم في قوائم الحركة”.
ويعتبر رجل الإمارات-بحسب المصادر- المخيمات في الضفة ثقلا له، أبرزها بلاطة في نابلس، والأمعري في رام الله والبيرة، وجنين.
ولفتت إلى أن دحلان عمل خلال السنوات الماضية على شراء ذمم نواب وضباط متقاعدين في السلطة للعمل معه.
وكانت صحيفة “العرب” اللندنية المدعومة إماراتيا كشفت عن رفض الرئيس الفلسطيني عقد مصالحة مع دحلان.
ووفق الصحيفة فإن عباس ومحطيه “يعتبرون أنهم قادرون على منافسة حركة حماس في الانتخابات المقبلة”.
وذلك دون الحاجة إلى مثل مصالحة مع دحلان، معتبرة أن هذا الأمر يثير قلق مصر والأردن.
وعملت الإمارات مؤخرا وبحكم سيطرتها على مصر بإيفاد رئيس المخابرات المصرية عباس كامل إلى الضفة الغربية.
واجتمع كامل برفقة وكيل المخابرات الأردنية مع الرئيس الفلسطيني ورئيس المخابرات الفلسطينية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ماجد فرج.
وكشفت الصحيفة المدعومة إماراتيًا أن “دوائر فلسطينية مقربة من عباس رفضت الاستجابة لنصيحة مصرية أردنية حول توحيد حركة فتح”.
وذلك “لدخول الانتخابات المقبلة بصورة أكثر تماسكا، تمكنها من تقليص نفوذ حركة حماس في قطاع غزة”.
وبذلك أرجعت الدوائر المقربة من عباس الرفض إلى أن “جسم الحركة حاليا يستطيع المنافسة بقوة في الضفة الغربية مع حماس”.
وأردفت أنه “لن يكون لقمة سائغة بمواجهة حماس بغزة”.
ويعتبر عباس أن أي “مصالحة داخلية في هذا التوقيت ستفهم على أنه وفتح في موقف ضعيف”.
ونبهت الدوائر المحيطة بعباس إلى أن مصالحة مع دحلان ستظهر أن عباس مضطر لمصالحة مع شخصيات فُصلت الحركة.
وشددت هذه الدوائر على أن هذا يمنح انطباعات قاتمة عن قياداتها.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=12524
التعليقات مغلقة.