آن الأوان لابن سلمان أن يقلق عما يقترفه داخل السعودية

الرياض- خليج 24| لم يكن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ليرتكب انتهاكاته واعتداءاته الجسيمة بحق حقوق الإنسان في السعودية دون حماية من ساكن البيت الأبيض.

وشكل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مظلة حماية لابن سلمان من أي محاسبة أو مراجعة عما يقترفه داخل السعودية.

وبقي ترامب صامتا طيلة فترة حكمه على الانتهاكات التي ارتكبها ابن سلمان، على الرغم من الدعوات الحقوقية الواسعة لمحاسبته.

وكان ذلك مقابل المبالغ الطائلة التي أغدقها ابن سلمان على ترامب وعائلته طيلة سنوات حكم الأخير.

غير أن التطورات الجديدة في البيت الأبيض ووصول جو بايدن إلى الحكم، يجب على ابن سلمان أن يقلق مما اقترفته يداه في الداخل السعودي.

وأكدت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في تقرير لها أن ملف حقوق الإنسان في السعودية أصبح في مركز الضوء.

وأوضحت أن ذلك جاء بعد تغير الإدارة الأمريكية ووصول فريق جو بايدن إلى البيت الأبيض.

ولفت محرر الشؤون الأمنية في (بي بي سي) فرانك غاردنر إلى أن إدارة ترامب  “منحت شيكا مفتوحا إلى السعودية”.

لكن الفريق الجديد في البيت الأبيض وعد بإعادة ضبط كاملة للعلاقات مع السعودية حيث ستكون فيها حقوق الإنسان بارزة.

وأضاف غاردنر “عبر بايدن عن نية لوقف الدعم العسكري الأمريكي للحملة التي تقودها السعودية في اليمن”.

وأشار إلى أنه لم يمر أسبوع على بايدن في الرئاسة إلا وأعلن تعليق صفقات بمليارات الأسلحة للسعودية والإمارات لحين مراجعتها.

وتساءل غاردنر “إن كان هناك شيء سيتغير على المدى البعيد، وهل سيكون للحملة التي تم الترويج لها بشكل واسع”.

وأكد أن السعودية اليوم تبدو مكانا مختلفا عما كانت عليه قبل عدة سنوات، لكن صعود محمد بن سلمان السريع قاد لتناقض.

وأوضح أن ابن سلمان خفف القيود الاجتماعية وسمح للنساء بقيادة السيارات والحفلات الموسيقية والاختلاط وقلل من سلطة الشرطة الدينية.

لكنه قام-بحسب غاردنر- بسلسلة من التحركات التعسفية والقمعية ضد حرية التعبير.

وبين أن السعوديين كانوا يستطيعون الشكوى عبر منصات التواصل الاجتماعي والنقد طالما لم يخرجوا إلى الشوارع.

وأردف “لكنهم اليوم لا يستطيعون عمل أي منهما”.

ولفت إلى قيام ابن سلمان بسجن الآلاف ورميهم في المعتقلات بدون أعذار أو مبرر.

ونبه غاردنر إلى أن ابن سلمان يتعامل مع أي نقد له على أنه عقبة أمام خططه.

وأكد أن ولي العهد السعودي تحول إلى منبوذ في الغرب بسبب انتهاكات حقوق الإنسان أبرزها جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي.

وأشار إلى ما قام به من سلسلة اختفاءات التي تصل إلى قمة العائلة المالكة مثل الأمير أحمد 79 عاما.

إضافة إلى عم ولي العهد الذي اعتقل بتهم الخيانة العام الماضي، واعتقال ولي العهد السابق محمد بن نايف في مكان مجهول.

وأكد غاردنر أن إدارة بايدن تستطيع تحسين ملف حقوق الإنسان في السعودية.

وبين أن الأمر يعتمد على المدى الذي تدفع فيه الإدارة وما يراه البلدان في صالحهما.

ونقل عن مسؤول في البلاط الملكي قوله “ستقوم إدارة بايدن بالتركيز على ملف حقوق الإنسان أكثر من السابقة”.

وأضاف “هي على الأجندة الآن وتحتاج لتحركات لا كلام”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.