هل تنجح الإمارات بتبييض صفحتها السوداء بهذا الإعلان

أبو ظبي- خليج 24| أعلنت وسائل الإعلام في دولة الإمارات العربية المتحدة عن ضبط عشرات ملايين الدولارات المعدة لاستخدامها في تبييض الأموال.

وبحسب وسائل إعلام في الإمارات، فقط ضبطت شرطة إمارة دبي ضبط مبلغ 25 مليون دولار أمريكي “أسود ومزورة” لدى عصابة إفريقية.

وتحاول الإمارات بهذا الخبر تبييض صفحتها السوداء في هذا الملف بعد الفضائح الأخيرة لها من قبل منظمات دولية.

وأكدت منظمة الشفافية الدولية في تقرير لها قبل أشهر أن أبو ظبي تعد جزءا من منظومة عالمية لغسل الأموال.

وشددت على أن تقرير مجموعة العمل المالي الأخير بشأن غسل الأموال وتمويل الإرهاب بالإمارات يؤكد ارتباطها بفضائح فساد كبرى عابرة للحدود.

ولفت التقرير إلى تهريب ابنة رئيس أنغولا السابق الملايين من أموال الدولة إلى دبي مطلع العام الجاري.

ونبه إلى ما أسماه “النهج الفوضوي” المتبع في تسجيل الشركات بالإمارات يصعّب على السلطات معرفة من يقف وراء الشركات الوهمية فيها.

ونوه التقرير إلى أن السلطات في الإمارات لا تتعاون مع الشركاء الدوليين مما يجعلها مركز جذب وملاذا آمنا للمجرمين.

الأكثر أهمية، ما ذكره التقرير أن الهيئة العالمية المعنية بمراقبة الأموال غير القانونية ستضع الإمارات تحت المراقبة لمدة عام.

وهذا ما يرجح تعمد أبو ظبي الإعلان عن ضبط هذا المبلغ المالي الكبير من العملة الأجنبية، وأنها تكافح غسيل الأموال.

وأشار التقرير إلى أنه بحال أخفقت الإمارات بإدخال تحسينات على آلية مكافحة غسل الأموال.

فقد تجد نفسها إلى جانب دول مثل سوريا واليمن وباكستان، التي تعاني من “مواطن قصور استراتيجية”، حسب المنظمة.

وكان تقرير مشابه لمجموعة العمل المالي (فاتف) نشر بأبريل الماضي أكد أن أبو ظبي لا تفعل ما يكفي لمنع غسل الأموال.

تقرير بريطاني صادم: أبو ظبي مركز جذب وملاذ آمن للجريمة وغسيل الأموال

واستغرق إعداد هذا التقرير 14 شهرا، وشمل زيارة الإمارات، وأعطى تصنيفا “منخفضا” لعمليات التحقيق والمحاكمة بشأن غسل الأموال.

كما أعطى التقرير تصنيفا “متوسطا” للإجراءات الوقائية والعقوبات المالية المرتبطة بمكافحة تمويل “الإرهاب”.

وبالعودة إلى الخبر، ذكرت وسائل الإعلام أن إمام مسجد أسهم في الإيقاع بعصابة تتكون من 3 أفارقة انتحل أحدهم صفة وزير.

وأضاف “ادعى (الوزير) حيازته لمبلغ 25 مليون دولار أسود، وطلب من الإمام مساعدته في تصريفها داخل الإمارات).

وكان العرض مقابل أن يحصل الإمارات على نسبة 20% من المبلغ الذي يحصلون عليه.

وأضافت “قاموا أمام بغسل ورقة بمواد كيميائية لحمله على الاطمئنان، ودفعه إلى المشاركة معهم”.

وأردفت وسائل الإعلام في الإمارات “لكنه الإمام) تواصل مع الإدارة العامة للتحريات بشرطة دبي التي أعدت كميناً للمتهمين”.

وذكرت أنه تم ضبطهم وإحالتهم إلى النيابة العامة، ومنها إلى محكمة الجنايات في دبي، التي باشرت محاكمتهم.

ونقلت عن إمام المسجد قوله في تحقيقات النيابة العامة إنه يقيم في الدولة منذ أكثر من 20 عامًا.

وأضاف أنه “نظرًا إلى إجادته اللغة الفرنسية بطلاقة عرض خدماته على أشخاص من جنسية إفريقية يحتاجون إلى مترجم”.

وذكر أنه التقى أحد المتهمين وعرض عليه الأخير مقابلة وزير سابق من دولة إفريقية من أجل العمل.

وبحسب الإمام “فقد التقيت الوزير المزعوم الذي أخبره بأن لديه مبلغًا يصل إلى 25 مليون دولار ويرغب بمساعدته على تبييضها”.

وذلك مقابل نسبة 20%، فسايره في البداية إلى أن راودته الشكوك في مدى شرعية الأمر.

ووفق الإمام “توجهت إلى الإدارة العامة للتحريات بشرطة دبي وأبلغتها بما حدث فطلبت مني مساعدتها في ضبط العصابة”.

وقال إنه “اتصل بأحد المتهمين وأبلغه بموافقته على المشاركة بالعملية، وتوجه برفقة رجال التحريات إلى فندق (نوفوتيل) حيث التقاهم”.

وقال إنهم عرضوا علي “حقيبة تحوي أموالاً طائلة من عملة الدولار ملطخة باللون الأسود”.

وأضاف “ثم أحضروا مادة كيميائية وسكبوها على الأوراق النقدية فاختفى اللون الأسود”.

وأردف أنه “في هذه اللحظة أعطى إشارة إلى فريق التحريات الذي داهم المكان وقبض على العصابة”.

وبحسب شرطة دبي فتم ضبط حقيبة كبيرة الحجم تحوي رزما من الدولارات المزيفة، ورزم خضراء اللون على شكل ورقة 100 دولار.

وأضافت الشرطة أنه تم ضبط أيضا مبالغ من عملتَي الدرهم والدولار لكنها ليست مزيفة.

وذكر أنه “بسؤال المتهمين أقروا بأنهم احتالوا على عدد من الأشخاص عن طريق إيهامهم بمضاعفة الأموال”.

وتصنف التقارير الدولية الإمارات من أكبر منصات غسل الأموال عالميا.

وذلك لإضفاء شرعية قانونية على أموال تم الحصول عليها بطرق غير شرعية، بغرض حيازتها والتصرف فيها.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.