“واشنطن بوست” تكشف تفاصيل مروعة وفظيعة لتعذيب “عملاء” ابن سلمان لسالم المزيني

واشنطن- خليج 24| كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الشهيرة تفاصيل مروعة عن تعذيب السلطات السعودية لسالم المزيني صهر سعد الجبري.

ونبهت إلى أن رواية المزيني تعد “أكبر رواية شخصية حتى الآن عن السلوك الوحشي المزعوم للنظام السعودي”.

وأوضحت الصحيفة أن المزيني الذي كان ذات يوم مسؤولًا في النظام السعودي تعرّض للضرب بشكل متكرر.

ولفتت إلى ان الضرب تركز على أخمص قدميه وظهره وأعضائه التناسلية.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الروية المروعة كما وصفتها حصل عليها بحسب رواية تضمّنتها دعوى قضائية كندية.

وتصف الرواية تعذيب وأسر المزيني خلال فترة احتجازه من قبل عملاء سعوديين.

وكشف المزيني عن أنه تعرض للجلد والتجويع والضرب بقضبان حديدية والصعق بالكهرباء.

كما قال أيضًا إنه أُمِر بالزحف على أطرافه الأربعة والنباح مثل الكلب.

الأكثر أهمية ما كشفته “واشنطن بوست” أنه رافقت تقريره صور مؤلمة لندوب واسعة النطاق على جسد المزيني.

وأشارت إلى أنها نجمت عن إصابات قال إنه أصيب بها على يد عملاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

كما يتبين من أوراق المحكمة، فقد قُبِض على المزيني للمرة الأولى في دبي يوم 26 سبتمبر/أيلول 2017 من قبل مسؤولين أمنيين في الإمارات.

ثم أُرسِل المزيني-بحسب “واشنطن بوست” إلى المملكة، ثم اختفى يوم 24 أغسطس/آب 2020.

ونوهت إلى أن هذا كان بعد زيارته لمسؤول أمني سعودي رفيع المستوى، ولم يره أحد منذ ذلك الحين.

وبحسب الصحيفة فوصفه للمعاملة التي تلقاها في السنوات الفاصلة بسجنين سعوديَّين إضافة إلى في فندق ريتز كارلتون بالرياض.

وأوضحت أنها تقدم “رؤيةً مرعبةً للمدى الذي وصل إليه النظام تحت حكم ولي العهد من أجل معاقبة أعدائه المتصورين”.

وبينت أن روايته المترجمة من اللغة العربية التي رُفِعَت أمام محكمة في مقاطعة أونتاريو بكندا شهر يونيو/حزيران الماضي كانت قد أُرسِلَت عبر رسالة نصية للهاتف الخليوي الخاص بزوجته حصة في سبتمبر/آب 2019، وفقًا لعائلتها.

ونبهت إلى أنها تضمنت تعليمات بنشرها في حال اختفائه مرةً أخرى. يقدّم الوصف المخيف.

وبحسب “واشنطن بوست” فهذا يذكرنا بمذكرات معاناة السجناء السياسيين في إيران وتشيلي وجنوب إفريقيا والاتحاد السوفيتي.

واعتبرت أن هذه تعد “أكبر رواية شخصية حتى الآن عن السلوك الوحشي المزعوم للنظام السعودي”.

وكتب المزيني ذات مرة: “مرت الأيام، وظللت أخشى سماع صوت المفاتيح وفتح الباب”.

وأضاف “لم أكن أعرف ما كان مُخَبّئًا لي، سواء كان تعذيبًا أم تصفية”.

ولفتت إلى أنه يصف كيف أمره أحد المحققين بتقبيل حذائه ثم ضرب رأسه.

كما كتب المزيني عن المباحث السعودية “المفارقة المحزنة هي أنه لم يكن هناك جهاز آخر ساعدتُه أكثر من المباحث والشؤون الخاصة”.

وأردف في روايته عن الجحيم الذي عاناه “وها أنا الآن رهن اعتقالهم والتعرض للتعذيب من قبلهم”.

وقالت إنّ “درجة التعذيب النفسي ومحاولة التجريد من الإنسانية التي يصفها المزيني مروعة مثل الإساءة الجسدية التي يصفها أيضًا”.

وأوضح أنه ذات مرة، قال له الشخص الذي يحقق معه أن يمد يده إلى صندوق ما ويختار سوطًا من أجل عملية ضربه التالية.

وأضاف “عندما تردد، اختار المحقق أحدها وجلد المزيني أثناء تبوله”.

كما طُلِب من المزيني عدم ذكر اسمه، وبدلًا من ذلك أشار إلى نفسه على أنه “الرقم تسعة”.

في حين، وفي وقت آخر- تكشف “واشنطن بوست”- أُمِر بتناول عشائه من الأرض مثل الكلب.

أيضا يروي المزيني “كنت أشعر بالقلق من جميع الجهات”.

وأردف “كنت قَلِقًا على والدتي وزوجتي وأطفالي وأخواتي وعمي وشركاتي والموظفين ومستقبلي والألم بجسدي والإذلال والخوف”.

وتابع المزيني “في الواقع، لا يمكن للمشاعر أن تصف الأمر”.

ونبه إلى أن “كل ما سأقوله هو أن ظلم وقمع البشرية كانا شديدَين، شعرت بالضعف والعجز”.

في السياق، كشفت الصحيفة أن السفارة السعودية في واشنطن رفضت التعليق على مزاعم التعذيب التي يصفها المزيني وزوجته بعد إطلاعِها عليها.

وكذلك فعلت السفارة الإماراتية، بحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

وأوضح أن المزيني انضم وهو خريج أكاديمية الشرطة السعودي، إلى وزارة الداخلية وأشرف على مشاريع الطيران للأمير محمد بن نايف.

وكان حينها مسؤولًا عن مشاريع مكافحة الإرهاب في الوزارة قبل أن يصبح وزيرًا الداخلية ووليًا للعهد.

ووفق رواية المزيني عندما قرر ابن نايف إنشاء شركة طيران خاصة تدعى “ألفا ستار لخدمات الطيران” طلب منه إدارتها.

وذكر أنه في وقت لاحق، عندما أنشأ ابن نايف شركته الخاصة للطيران التجاري باسم “سكاي برايم للطيران”، طلب منه الإشراف عليها في دبي.

وبحسب “واشنطن بوست” عندما “جادل محامو مسؤول الاستخبارات السعودية السابق سعد الجبري في وثائق قانونية أنّ هذه العمليات الجوية أُنشِئَت بالبداية للتغطية على عمليات استخبارية سرية سعودية وأميركية ضد الجماعات الإرهابية”.

وأكدت أن “جريمة المزيني المزعومة، بناءً على الأسئلة التي قال إنّ معذّبيه سألوه إياها، هي أنه ساهم بمؤامرة لسحب الأموال من شركتَيّ الطيران”.

وأوضح أنه يقول إنه أمر نفاه طيلة جلسات التعذيب الوحشي من قبل المحققين السعوديين.

وبالمثل نفى الجبري أي تورط في إساءة استخدام الأموال.

ولفتت الصحيفة إلى ان شركات طيران تسيطر عليها الحكومة السعودية دعوى قضائية ضد الجبري في كندا حيث يعيش الآن.

وبينت أن هدف الدعاوى القضائية هو “استعادة الأموال التي تزعم أنه سرقها”.

لكن جريمة المزيني الحقيقية-تضيف “واشنطن بوست”- كما يتضح في وثائق المحكمة ربما كانت زواجه من ابنة الجبري، حصة.

وقالت “كان ابن سلمان، وهو منافس ابن نايف، يلاحق الجبري منذ عام 2017 عندما عزل ابن نايف من منصب ولي العهد وفرّ الجبري من المملكة”.

كما أكدت أن “ابن سلمان يحاول إجباره على العودة إلى المملكة منذ ذلك الحين”.

في حين وصفت زوجة المزيني لحظةً مروعةً كان قد أفضاها زوجها.

وكتبت: “قال إنه ذات مرة، قبل أن يُضرَب مائة مرة دون توقف، قيل له “هذا نيابةً عن سعد الجبري”.

إضافة إلى “هذا جزاء زواجك من ابنته”، كما كشفت “واشنطن بوست”.

ونبهت إلى أنه في بعض الأحيان، قال المحققون لسالم وهم يضربونه: “نحن نضيف جلدات وعمليات ضرب إضافية”.

وبحسب المحققين- كما يذكر- لـ”أن والد زوجتك ليس هنا، لذا يمكنك أن تأخذ نصيبه”.

وبينت الصحيفة أن إفادة المزيني الخطية قدمت من أجل دعم ادعاء الجبري.

كما جادل محاموه في دعوى قضائية مؤخرًا، أنّ ابن سلمان قد سعى “إلى تعزيز سلطته من خلال اضطهاد منافسيه المتصورين تحت ستار حملة “مكافحة الفساد”.

إضافة إلى أن المبالغ المدفوعة إلى الجبري “مرخصة بالكامل ومعتمدة” من قبل ابن نايف والسلطات السعودية الأخرى.

ونوهت الصحيفة إلى أن إساءة المعاملة المزعومة التي تعرّض لها المزيني هي مجرد مثال واحد على “هوس ابن سلمان الظاهري بعائلة الجبري”.

وقالت “منع ولي العهد اثنين من أبناء الجبري المراهقين آنذاك، عمر وسارة، من مغادرة البلاد عام 2017”.

وأوضحت أن هذا كان “عندما بدأ انقلابه الداخلي من أجل توطيد سلطته، واستخدمهما كرهائن على ما يبدو لمحاولة إجبار والدهما على العودة للمملكة”.

وأضافت “عمر وسارة سجينان الآن.

كما وصفتُ محنتهم في صحيفة البوست في يونيو/حزيران 2020، وقد وردت في تقرير حديث لـ”هيومَن رايتس ووتش”.

كما اعتُقِل أصدقاء الجبري وأقاربه وشركاؤه التجاريين.

وذكرت “واشنطن بوست” أنه بعد مقتل جمال خاشقجي في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018 بناءً على ما تصفه وكالة الاستخبارات المركزية بأوامر من ابن سلمان تبادر إلى المزيني أمر مألوف.

وقال لزوجته إنّ الأشخاص الذين كانوا يستجوبونه هم ماهر مطرب، الذي كُشِف علنًا عن كونه قائد فريق الاغتيال بإسطنبول.

إضافة إلى سبعة من أعضاء الفريق الآخرين، وفقًا لإفادة خطية من زوجته.

وتزعم الإفادة الخطية-بحسب “واشنطن بوست”- أن من بين الحاضرين أثناء تعذيبه مساعد محمد بن سلمان المقرب سعود القحطاني.

وذكرت أنه “في مفارقة غريبة، استُخدِمَت طائرتان مملوكتان لشركة “سكاي برايم” لنقل فريق الاغتيال الذي قتل خاشقجي إلى إسطنبول”.

وأوضحت أن هذا تم بعد استيلاء ابن سلمان على الشركة، وفقًا لوثائق المحكمة التي قدمها محامو الجبري.

أيضا عندما احتُجِز المزيني في فندق ريتز كارلتون لمدة ستة أسابيع تقريبًا بدءًا من أواخر عام 2017، فقد توقف التعذيب وفقًا لإفادة زوجته.

وكانت عملية الابتزاز حينها تتعلق بالحصول على المال – كما كان الحال مع حوالي 400 سعودي بارز آخر.

بما في ذلك الأمراء والممولون العالميون الذين احتُجِزوا بفندق ريتز كارلتون بنوفمبر 2017 وأجبرهم عملاء ابن سلمان على تسليم الأصول.

وكتب المزيني أنه قيل له في فندق ريتز كارلتون: “سنأخذ كل أموالك، نحن لا نعترف بالعقود أو أي من ترهاتك”.

كما قال له عملاء ابن سلمان “سنعيد الأموال إلى الدولة”.

وأوضحت أنه وافق أخيرًا على تسليم أكثر من 400 مليون ريال سعودي، أي ما يعادل نحو 106 مليون دولار بأسعار الصرف الحالية.

وكتب المزيني لزوجته “لم يكن يكفيهم تعذيبي وسجني، لكن كان عليهم أخذ أموالي أيضًا”.

وتساءل “لماذا حدث كل هذا؟ لماذا كل هذا الظلم؟ لم أفعل شيئًا خاطئًا ولم أرتكب أي ذنب”.

وأردف “لقد عرضتُ خدماتي وأنجزتُ أشياء كثيرة للأمة. لقد ساهمتُ في الحفاظ على سلامتها”.

وقال المزيني عن آسريه بختام روايته اللاذعة: “بكل صراحة، الكلمات الوحيدة التي يجب أن أصفهم بها أنهم المنافقون الذين أفسدوا بالأرض”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.