“واشنطن بوست” تفضح ابن سلمان: يقوّض دور الدعاة المؤثرين لهذه الأسباب؟

 

الرياض – خليج 24| نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تقريرًا يسلط الضوء على سعي ولي العهد السعودي محمد ابن سلمان الحثيث لتقويض دور الدعاة في المملكة.

وقالت الصحيفة إن ولي عهد السعودية اتخذ سلسلة تغييرات من أجل تقليص سلطة المؤسسة الدينية بالسعودية.

وأكدت أنه لطالما لعب الدعاة قبل وأثناء ابن سلمان دورًا مهمًا في السعودية، إذ أصدر الزعماء الدينيون فتاوى تصريحات تحكم حياة ملايين السعوديين.

وأشارت إلى أن قوة الدعوة امتدت أيضًا إلى ما وراء حدود المملكة.

ونبهت الصحيفة الأمريكية إلى أنه يتطلع عديد المسلمين بجميع أنحاء العالم نحو السعودية للتوجيه والأحكام الدينية.

لكن ابن سلمان -وفق الصحيفة- انفصل مرارًا عن الدعاة المحافظين.

وذكرت أنه تمت مراجعة الكتب المدرسية التي تروّج لوجهات نظر إسلامية متطرفة وتم كبح السلطات القاسية المعروفة للشرطة الدينية.

كما منحت المرأة الحق في القيادة وحضور الأحداث الرياضية، ولم تعد المطاعم مفصولة حسب الجنس.

ووصف وزير الشؤون الإسلامية عبد اللطيف آل الشيخ منتقدي القرارات المتعلقة بالمساجد بأنهم “أعداء للمملكة”.

وزعم أنهم يريدون إثارة الرأي العام والتشكيك في قرارات الحكومة وتفكيك اللحمة الوطنية”.

وذكرت الصحيفة أنه أصبح هذا هو النمط السائد في السعودية، فـ ابن سلمان تعهد بإدخال تغييرات ليبرالية ولكن بطريقة سلطوية.

وبينت أن الاعتقالات شائعة بين النقاد الليبراليين والمحافظين على حد سواء، بدءًا من نشطاء حقوق المرأة إلى رجال الدين المتشددين.

وعلق مركز “BESA” للدراسات الاستراتيجية على ارتفاع وتيرة محاكمات الدعاة المعتدلين في الرياض بأوامر من ولي عهد السعودية محمد بن سلمان.

وقال المركز إن هذه الدلائل تبرهن أن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان يسعى لتوجيه البلاد نحو شكل “غامض وغير محدد” من الإسلام.

وهاجمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية واقع النظام القضائي الذي يديره ولي عهد السعودية وافتقادها إلى المحاكمات العادلة.

وقالت المنظمة إن السعودية تتصدر قائمة دول مثل مصر وإيران والإمارات والبحرين تشهد محاكمها قصورًا فادحًا بالامتثال للمحاكمات العادلة.

وبينت أنه بتلك الدول هناك سبل انتصاف محدودة إن وجدت، عن الانتهاكات التي يواجها الأشخاص بالنظم القضائية المحلية العادلة.

وأكدت “وتش” أنه الرئيس الأمريكي بايدن وعد بدايات تسلمه بعودة الولايات المتحدة إلى سياسة خارجية متعددة الأطراف تدعم حقوق الإنسان.

وقالت: “هذه رؤية مهمة للشرق الأوسط، وهي منطقة غالبا ما يزعزعها الاستبداد والفساد وموجات النضال لحماية أفضل لحقوق الإنسان”.

وأكدت المنظمة: “ستضع المنطقة رغبة الإدارة على المحك في إعادة تعريف حقوق الإنسان كواحدة من المصالح الأمريكية”.

وقالت إن: “بداية بايدن كانت معتدلة وسرعان ما بدأ بتصحيح المسار لبعض الأضرار الواقعة خلال الإدارة السابقة”.

وبينت صحيفة “Grand Valley Lanthorn” الأمريكية إن بايدن أضاع عدة فرص وذرائع لفرض عقوبات على الرياض .

وذكرت الصحيفة المحلية أن ذلك بدءا من جرائمه في اليمن وانتهاء بجريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول.

وأكدت أن بايدن فشل تمامًا في ذلك ولم يلتزم أبدًا بوعوده بأن يغير علاقة واشنطن بالرياض.

كما قالت صحيفة أمريكية أن عدم قيام بايدن بمعاقبة ابن سلمان على جريمته باغتيال خاشقجي سيؤثر على قوة الخصم اللدود للسعودية.

وذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” أن فشل البيت الأبيض التحرك ضد ابن سلمان بجريمة قتل خاشقجي سيزيد من جرأة إيران.

ولفتت إلى تأكيد البيت الأبيض في تقريره الاستخباري أن ابن سلمان هو من صادق على اعتقال أو قتل خاشقجي.

ونبهت إلى انه مع ذلك لم تفعل واشنطن على ما يبدو وبشكل مثير للدهشة إلا القليل.

وبينت “فايننشال تايمز” أن فريق بايدن رفع سقف التوقعات منه عندما هدد بمعاملة السعودية كدولة “منبوذة”.

وتوصل فريق بايدن-بحسب الصحيفة- لنتيجة مفادها عندما تعلق الأمر بابن سلمان “يبدو أن الأمر معقد”.

واعتبرت أن هذا “سيغذي الشكوك التي تشترك فيها الدول الصديقة والعدوة لأمريكا حول مصداقية مسؤوليها”.

ولفتت إلى أن هذه هي العملة التي صمم بايدن على إحيائها بقوله إن “أمريكا قد عادت”.

 

للمزيد |مركز دراسات: ولي عهد السعودية يوجه الرياض نحو شكل “غامض” من الإسلام

لمتابعة صفحتنا عبر فيسبوك اضغط من هنا

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.