هل يقع بايدن في مصيدة ابن سلمان وينهي “عام الرمادة”؟

 

الرياض – خليج 24| كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن استغلال السعودية للتوتر بين روسيا وأوكرانيا لإعادة تأسيس نفسها ليس في أسواق الطاقة والسياسة العالمية.

وقالت الصحيفة إن الأزمة الأوكرانية الروسية وحرب اليمن دفعا نيويورك للتعامل مع واقع جديد بظل حاجتها إلى النفط السعودي.

وبينت أن ذلك رغم تغيير السياسة بواشنطن بعد عام من تولي جو بايدن للحكم ومواقفه ضد سياسة السعودية ورفضه لقاء ولي العهد محمد بن سلمان.

مصيدة بايدن

وأوضحت الصحيفة أن الرياض مرت بـ4 سنوات صعبة منذ اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي التي “ألحقت ضررا شديدا بها”.

وأشارت إلى أن حرب اليمن “أضرت بسمعتها كقوة مهيمنة إقليمية”، وتراجع أسعار النفط في 2020 بسبب جائحة كورونا ما نتج عنه “سحق” اقتصادها.

ونبهت الصحيفة إلى أن ذلك تزامن مع وصول بايدن إلى البيت الأبيض ووعده بتحويل المملكة إلى دولة منبوذة”.

وأوضحت أن السعوديين عادوا لعمل مع سيطرتهم على 55% من إنتاج النفط الخام عالميًا التي تستغل بوقت قصير لتخفيف أي توقف للإمدادات بسبب أزمة أوكرانيا.

ووصف الصحيفة ذلك بأنها “أداة قوية للسعودية في عالم قلق بشأن ارتفاع أسعار النفط والتضخم”.

النفط عصا ابن سلمان

وحققت المملكة مع ارتفاع أسعار النفط واقتراب خام برنت من 100 دولار للبرميل، أرباحا أكثر من أي وقت مضى منذ اعتلاء الملك سلمان العرش بيناير 2015.

ورجحت الصحيفة تحقيق الرياض 375 مليار دولار من ضخ النفط بـ2022، وهو ضعف مكاسب 2020 التي بلغت 145 مليار دولار.

وقالت الصحيفة إن النفط لا يعد المجال الوحيد، إذ تغيرت لهجة واشنطن إزاء قضية اليمن.

وذكرت: “على واشنطن أن تتصالح مع الواقع، لكنها فقط مجرد مسألة وقت: محمد بن سلمان باق في مكانه، فهو بعمر 36 ووالده يبلغ 86 عاما”.

وأشارت إلى أنه “رغم الحديث عن قضية المناخ، فإن الطلب على النفط لن يتلاشى. ستبقى المملكة وسلالتها الحاكمة قوة خلال العقود المقبلة”.

 

كما كشف موقع “ذي إنترسبت” الأمريكي عن أن ابن سلمان يسعى إلى تصفية حساباته مع بايدن على خلفية سياساته ضده.

وقال الموقع إن الأمير الشاب يحاول ضرب الرئيس الديمقراطي بوقت يتجهز حزبه لانتخابات التجديد النصفي المقررة نهاية العام الجاري.

وذكر أن ابن سلمان يرفض مناشدات بايدن المتكررة لزيادة معدلات إنتاج النفط لتهدئة أسعاره.

محمد بن سلمان جو بايدن

وأوضح الموقع أن إدارة بايدن ترغب أسعار نفط مستقرة لوقف نزيف التضخم وعدم تحميل حزبه اللوم على صعود أسعار الوقود.

وأشار إلى أنه يبدو أن السعوديين يستخدمون النفط كسلاح ضد الحزب الديمقراطي و”بايدن”، لموقف المناهض من ابن سلمان.

وبحسب الموقع، فإن الرياض بإمكانها خفض أسعار النفط حتى لو كانت قلقة على اتفاقية “أوبك+” والالتزام بها.

ونبه إلى أن ابن سلمان لم يتوان عن تلبية طلب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لزيادة معدلات الإنتاج قبل انتخابات عام 2018 النصفية.

وأوضح أنه جرى تخفيضه للحفاظ على صناعة النفط الصخري الأمريكي.

بايدن يعاقب بن سلمان

وقال الموقع إنه لو ثبت أن رفض تصدير النفط وزيادة معدلات إنتاجه مرتبط بدوافع سياسية، فليس واضحًا ما في الحلول البديلة.

كما أكد موقع “بلومبيرغ نيوز” الأمريكي أن ابن سلمان بات يستخدم النفط سلاحًا ضد بايدن ويرسل له رسائل عبره.

وذكر الموقع أن بايدن لم يتحدث إلى الملك سلمان بن عبد العزيز سوى مرة منذ دخوله للبيت الأبيض، ورفض محادثة ابن سلمان مباشرة.

وبين أن بايدن محبطا بشكل عميق، فالتضخم بأعلى حالاته من 30عامًا بشكل سيشعر الأمريكيون -أغنياء وفقراء- بأثره.

وأشار الموقع إلى أنهم يشاهدون زيادة أسعار النفط، وهذا ملف سام للبيت الأبيض من الناحية السياسية.

كما قالت شبكة “سي أن أن” الأمريكية إن البيت الأبيض طلب من الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية بالانضمام إلى جهد منسق للإفراج عن احتياطياتها النفطية.

وعلل البيت الأبيض في بيانه الطلب إلى خيار مواجهة ارتفاع أسعار النفط عالميًا الذي تسببه السعودية ومنظمة النفط الدولي “أوبك”.

ارتفاع أسعار النفط

وبين أن البيان سيظهر إلى السعودية وأوبك أن إدارة بايدن كانت جادة في تحذيراتها.

وقالت الشبكة إن التنسيق الأمريكي مع الدول الأخرى محاولة لتقويض سيطرة أوبك على السوق.

ونقلت عن مسؤول أمريكي: “بإمكاننا القيام بذلك بمفردنا، أو القيام دوليًا، وسيكون التنسيق الدولي أكثر فاعلية، خاصة كرسالة إلى السعوديين”.

يذكر أن إدارة بايدن حذرت السعودية لأسابيع من أن واشنطن ستجد حلولًا بديلة إذا تجاوز سعر النفط الخام 85 دولارًا.

وقالت الشبكة إن رفض السعودية بزيادة الإنتاج كان شيء خاطئ، خصوصًا مع احتمال أن تتوصل ادارة بايدن إلى اتفاق نووي مع إيران.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.