هل تنجح السعودية بفض زواجها “الكاثوليكي” مع أمريكا؟

 

الرياض – خليج 24| مع تصاعد خلافات المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية عقب تقارب الرياض مع الصين مؤخرا، ما أغضب واشنطن ودفعها لدراسة خياراتها.

وقال المتخصص في العلاقات الدولية محمد اليحيى إن الرياض لا يمكنها فض تحالفها الاستراتيجي مع واشنطن، رغم تعزيز علاقاتها التجارية مع بكين.

وبين أن العلاقات بين الرياض وبكين تتمحور أساسًا حول الاقتصاد والنفط.

وأوضح أنها لا تستطيع السلطة التخلي عن التعاون الأمني والدفاعي مع واشنطن والتكنولوجيا العسكرية الأمريكية.

وتعرض لزيارة الرئيس الصيني “شي جين بينج” مؤخرًا للمملكة وعقده 3 قمم.

وذكر أن الأول مع عاهل السعودية سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده “محمد بن سلمان”.

بينما والثانية مع قادة دول مجلس التعاون، والثالثة مع زعماء الدول العربية.

واستبعد الكاتب أن تؤثر هذه الزيارة على علاقة الرياض وواشنطن، والتي يرى فيها مراقبون “زواجًا كاثوليكيًا”.

وذكر أنه بدأ منذ التحالف التاريخي بين الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت ومؤسس الدولة السعودية عبد العزيز آل سعود عام 1945.

وقال موقع “أوراسيا ريفيو” التحليلي إن أسعار النفط تنخفض بشكل حاد منذ أغسطس الماضي بفعل السعودية، ويتوقع أن تنخفض أكثر بحلول نهاية العام.

وذكر الموقع أن التغييرات الهامشية في علاقات السعودية مع الصين؛ يمكن أن تؤثر على المصالح الأمنية الأمريكية في المنطقة.

ورجح أن تزيد من عملية من النزاع بين واشنطن والرياض.

وقال إنه من المستحيل على الصين أن تحل محل أمريكا في السعودية ، حتى لو أرادت ذلك”.

وعزت ذلك إلى الاعتماد العسكري للمملكة على أمريكا، وقدرات الصين المحدودة.

وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن المحادثات بين السعودية والصين بشأن تسعير عقود النفط بعملة اليوان الصيني.

وأوضحت الصحيفة أنه يحتمل أن تتسبب تمزقاً جديداً في علاقات الرياض مع واشنطن.

وذكرت الصحيفة أن الغرب يدقق بزيارة الرئيس الصيني إلى السعودية؛ بحثاً دلالات بشأن السياسة الخارجية للمملكة، ومعرفة مكانة الصين بالشرق الأوسط.

ونقلت عن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان تجاهل التحذيرات المتكررة من المسؤولين الأمريكيين.

وأوضح أن التعاون في مجال الدفاع والاتصالات مع الصين؛ سيضع سقفًا لقدرة واشنطن على التعاون مع شركائها في المنطقة”.

وقبل أيام، بدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ أول زيارة له إلى المملكة العربية السعودية منذ 6 سنوات.

وسط استقبال رسمي كبير له، وتحذير أمريكي لبكين.

وقالت صحيفة “فايننشال تايمز” الأمريكية إن الزيارة تأتي بعد 5 أشهر من تحذير واشنطن لبكين بأنها لن تتنازل عن الشرق الأوسط.

وذكرت أن رسالة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الزعماء العرب المجتمعين خلال زيارته السعودية في يوليو 2022.

ووفق الصحيفة، جاء فيها “لن نترك فراغًا تملأه الصين أو روسيا أو إيران، أمريكا لن تذهب إلى أي مكان”.

وأكدت أن “الصين تمكنت من تحريك السعودية نحوها، وحققت نصر مزدوج؛ لأنها جلعت الرياض تبتعد عن واشنطن أيضاً”.

وكان باستقبال جين بينغ مطار الملك خالد الدولي أمير الرياض فيصل بن بندر بن عبد العزيز، ومسؤولين سعوديين والسفير الصيني بالرياض.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنه سيُعقد خلال الزيارة قمة سعودية-صينية برئاسة الملك السعودي ورئيس الصين، ومشاركة محمد بن سلمان.

وستستمر زيارة الرئيس الصيني -وهي الأولى له منذ عام 2016- لـ3 أيام، وسيشارك خلالها في قمتين، خليجية-صينية وعربية-صينية، يحضرهما قادة دول المنطقة.

ورجحت “واس” توقيع الوفد الصيني اتفاقات مع الرياض بقيمة 30 مليار دولار، مع اتفاقيات مع دول عربية أخرى.

ومؤخرا، توقعت صحيفة “الغارديان” البريطانية زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للسعودية خلال الأسبوع المقبل، للقاء ولي عهدها محمد ابن سلمان.

وذكرت الصحيفة أن الرياض تخطط لإقامة حفل استقبال ضخم يشبه حفل ترامب، ويتناقض مع الترحيب الممنوح لخلفه جو بايدن.

وأشارت إلى أن ذلك يعكس النفور الشخصي بين جو بايدن وابن سلمان.

وبينت الصحيفة أن أول زيارة خارجية لجين بينغ ستكون للسعودية، لتظهر تعزيز العلاقات بينهما وصورة الصين كحليف للمملكة.

ونبهت إلى أن ذلك يأتي في وقت تستمر العلاقات مع واشنطن بالانحراف.

وذكرت الصحيفة أن العلاقات بين الصين والسعودية تعمقت مع تراكم نفوذ ابن سلمان.

وقالت إن حكومته دافعت عن معاملة الصين القاسية لأقلية المسلمين الإيغور، ما جعلها على خلاف مع أمريكا بشأن قضايا حقوق الإنسان الرئيسية.

فيما قال معهد CATO الأمريكي للدراسات إن السعودية ستدفع الثمن إذا تحرك أفراد العائلة المالكة نحو روسيا والصين، ما سينتج عنه غضب واسع بالولايات المتحدة.

وذكر المعهد في تقرير أن التوترات بين السعودية وأمريكا ستزداد وفي نهاية المطاف يعرف أفراد العائلة المالكة أنهم يحتاجون واشنطن أكثر بكثير مما تحتاجهم.

وأشار إلى أن السعودية والإمارات ليسا دولتين طبيعيتين، فهما حليفين سلطويين.

ونبه المعهد إلى أن الرياض حصدت تصنيف 7 من 100، مما يجعلها واحدة من أكثر عشرة دول قمعية في العالم.

وكشفت صحيفة أمريكية عن تهديد ابن سلمان بتوطيد علاقات الرياض بروسيا والصين كسبيل لمعاقبة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن ابن سلمان غاضب من مواقف بايدن تجاه الرياض الذي انتقد منذ وصولها للسلطة انتهاكاتها.

وأشارت إلى أن إدارة بايدن قلصت دعمها لحرب السعودية على اليمن، وهمش ابن سلمان لدرجة أنه لم يقابله شخصيًا بعد.

وأوضحت أنها فرضت عقوبات على سعوديين شاركوا بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018 بقنصلية بلاده بإسطنبول.

لكن -بحسب الصحيفة- لم يجر فرض أي عقوبات مباشرة على ولي العهد.

اطلاق سراح المعتقلين السياسيين

ونقلت عن مسؤولين سعوديين قولهم إن ابن سلمان ومستشاريه ووالده الملك سلمان التقوا العام الماضي بقصر على شاطئ البحر.

وأشارت إلى أن الاجتماع ناقش عقوبات جديدة محتملة من بايدن وكيف يمكن للمملكة أن تسبقهم.

وبينت الصحيفة أن المجموعة بحثت إطلاق سراح المزيد من السجناء السياسيين لاسترضاء بايدن.

استرضاء بايدن

لكن ابن سلمان قال بدلًا من ذلك إن على السعودية أن تهدد بتوطيد تحالفاتها مع روسيا والصين.

ولاحقا، أفرجت السعودية عن أبرز المعتقلات السياسيين، لجين الهذلول بفبراير 2021 وعديد الأشخاص الآخرين بأعقابها.

وقالت الصحيفة إنه ليس واضحا ما إذا كان ابن سلمان هدد واشنطن بالتحرك نحو الصين وروسيا.

تهديد ابن سلمان

لكن السعودية بذات الوقت اقتربت بسرعة من الصين بـ2021، ما عمق العلاقات عسكريا وثقافيا واقتصاديا.

وتسبب ذلك بتوتر العلاقات السعودية الأمريكية إثر انزعاج السعوديين من فشل ضمان أمريكا لأمنها بمواجهة ضربات الحوثيين.

وقالت صحيفة “واشنطن تايم” إن الاستقلال في مجال الطاقة هو خيار بايدن الوحيد للخروج من المأزق الحالي الذي تفاقم مع غزو روسيا لأوكرانيا.

وذكرت الصحيفة أن ذلك يتأتى من خلال تقليل الاعتماد على الديكتاتوريين المستبدين، وعدم استبدال طاغية روسيا بطاغية آخر في السعودية أو فنزويلا.

يتزامن ذلك مع كشف صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية النقاب عن أن بايدن يمتلك سلاحًا حاسمًا في معركتها “السرية” مع السعودية.

وقالت الصحيفة في تقرير إن أمريكا يجب أن تتذكر بأن السعودية هي الشريك الأصغر في هذه الشراكة، قد تسبب الصداع لأمريكا.

وأشارت إلى أن هذا لا يمكن مقارنته بالضرر الذي يمكن أن تلحقه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالسعودية في حال استخدام أسلحتها الحاسمة.

وذكرت الصحيفة أن ذلك من خلال سحب تكنولوجيا حقول النفط الغربية والتمويل والغطاء الدبلوماسي.

فيما قالت مؤسسة “كارنيجي للسلام الدولي إن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان لديه غرور كبير جدًا.

ونبهت إلى أنه شعر بإهانة شخصية إثر حديث الرئيس جو بايدن عنه.

تهور ابن سلمان

وذكرت المؤسسة أن ابن سلمان المتهور يرى في أزمة النفط عقب غزو روسيا لأوكرانيا ويعتقد هو وقت رد الإهانة.

وأشارت إلى أن ولي عهد السعودية تشعر بأن مخاوفها الأمنية تتعرض للتجاهل في الولايات المتحدة.

وسعت المملكة لنيل مساعدة واشنطن لمواجهة الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.

لكن بايدن اتخذ قرارا بوقف دعم العمليات الهجومية التي تقودها السعودية في اليمن.

وبحسب المؤسسة، فإن “بن سلمان” بات محبطا على نحو غير مسبوق من الولايات المتحدة.

وذكرت أن واشنطن ترفض تزويده بالأسلحة التي يريدها، ولا ترد عندما تتعرض المملكة للهجوم.

وأكدت أن عدم زيادة إنتاج النفط يحافظ على الأسعار مرتفعة ما سيدر أموالا كثيرة لخزائن المملكة.

بايدن يهين ابن سلمان

وكشفت مجلة أمريكية أن ابن سلمان يسعى للانتقام من الرئيس الأمريكي جو بايدن باستخدام عصا رفض زيادة إنتاج النفط الخام.

وقالت مجلة فورين بوليسي إن “الرياض ليست متعجلة بتلبية طلبات واشنطن ولندن بزيادة إنتاج النفط، وتتذرع بالتزاماتها باتفاقية (أوبك +)”.

وذكرت أن ابن سلمان يرى في ملف النفط فرصة للانتقام من بايدن بسبب ما يعد إهانات غير مبررة وموقفًا غير ودي منه.

عصا النفط

وبينت المجلة أن ولي العهد غاضب من بايدن الذي وصف السعودية بحملته الانتخابية بأنها دولة منبوذة.

وذلك على إثر اغتيالها الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وقالت: “يعتقد السعوديون أن البيت الأبيض يتجاهل مخاوفهم بشأن إمكانية استئناف الاتفاق النووي الإيراني”.

وأشارت المجلة إلى أنه “يرفض أيضًا اتخاذ إجراءات ضد جماعة الحوثيين اليمنية بعد شنها هجمات على سفنهم ومدنهم”.

 

 

إقرأ أيضا| “الغارديان”: عداء بايدن وابن سلمان أكثر تعقيدًا من ملف النفط

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.