هكذا أجبرت طالبان السعودية على السماح للخطوط الأفغانية باستئناف رحلاتها للمملكة

الرياض- خليج 24| نجحت حركة طالبان الأفغانية في إجبار المملكة العربية السعودية على السماح للخطوط الأفغانية بتسيير رحلات بين المملكة وأفغانستان.

وفي إعلان لها، قالت السفارة الأفغانية في الرياض إن السلطات السعودية وافقت على السماح لشركة الخطوط الجوية الأفغانية “آريانا” بتسيير رحلات “استثنائية”.

وأوضحت أن الحكومة السعودية وافقت على تسيير “آريانا” تسع رحلات استثنائية.

وبررت الأمر بأنه “بهدف مساعدة الأفغان الذين لم يتمكنوا من العودة إلى وطنهم بسبب جائحة كورونا”.

وأشارت إلى أنه سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة تسيير هذه الرحلات بين المملكة وأفغانستان.

وكشفت مصادر مطلعة لموقع “خليج 24” أن حركة طالبان هي من أجبرت السعودية على السماح بتسيير هذه الرحلات.

ولفتت المصادر إلى أن قادة الحركة رفضوا فتح أي قناة اتصال وتواصل مع المملكة إلا بعد تقديم الرياض جملة من الخطوات.

وأشارت إلى غضب حركة طالبان من موقف الرياض تجاه التطورات الأخيرة في أفغانستان وقيامها بشكل متعمد بالتحريض عليها.

الأكثر أهمية ما كشفته المصادر بأن حركة طالبان رفضت أي وساطة لفتح قنوات اتصال وتواصل مع السعودية.

واشترطت الحركة-بحسب المصادر- بتقديم الرياض جملة من المبادرات التي تثبت حسن نيتها في التعامل مع الحركة.

إضافة إلى أن الحركة تشترط اعتراف المملكة بالتغييرات الجذرية التي جرت في أفغانستان.

ونبهت المصادر إلى أن السعودية أبلغت الجهات والأطراف المختلفة استعدادها لذلك.

وحاولت الرياض من خلال العديد من الدول وفي مقدمتها باكستان فتح قنوات اتصال مع حركة طالبان.

وكانت الرياض كما الكثير من العواصم علقت جميع رحلات الطيران التجارية الدولية إلى أفغانستان ابتداء من نهاية أغسطس الماضي.

وقبل أسابيع، كشف موقع استخباراتي عن لقاء جمع رئيس المخابرات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل بكبار مسؤولي حركة طالبان في العاصمة القطرية الدوحة.

أوضحت نشرة “إنتليجنس أونلاين” الاستخباراتية الفرنسية أن الفيصل التقى بالملا عبد الغني برادار والملا يعقوب في قطر.

وذكرت أن اللقاء بين الفيصل وهو مبعوث ولي عهد السعودية محمد بن سلمان قبل أيام فقط من إعلان طالبان لحكومتهم المؤقتة.

وقالت صحيفة Independent البريطانية إن العديد من الدول مثل الهند وألمانيا وحتى المملكة العربية السعودية تسعى إلى بناء علاقات مع حركة طالبان في أفغانستان وأن كله سيكون عبر قطر.

وذكرت الصحيفة أن حركة طالبان الآن في مقعد القيادة الدبلوماسية عقب سيطرتها على كابل.

وأكدت أن الممر الوحيد لبناء السعودية علاقات مع طالبان سيكون عبر قطر.

وتطرقت الصحيفة إلى إخفاقات كبيرة لدور السعودية الإقليمي بسبب سياسة ولي عهدها محمد بن سلمان.

ونشر موقع “يوراسيا ريفيو” البحثي مقالًا تحليلًا سياسيًا سلّط فيه الضوء على أدوار دول الخليج وخاصة قطر والسعودية في أفغانستان عقب تولي حركة طالبان للحكم فيها.

وقال الموقع إنه من المرجح أن تستثمر السعودية والإمارات في أفغانستان للتنافس مع قطر.

وذكر أن الرياض وأبو ظبي ستستغرقان وقتًا طويلاً للتفاوض مع طالبان على عكس قطر.

ونبه الموقع التحليلي إلى أن قطر تفاعلت معهم واستضافتهم منذ 8 سنوات، وبالتالي تتقدم قطر بخطوات عليهم.

لكن يتزامن ذلك مع ما كشفته صحيفة “الغارديان” البريطانية بأن الفراغ في أفغانستان سيزيد من فوضى السياسات الإقليمية في المنطقة.

وقالت الصحيفة إن علاقة إيران مع حركة طالبان التي تسيطر على كابل باتت أوثق من أي وقت مضى.

لكن أكدت في المقابل أنه وعلى خلاف قطر فإن السعودية تنسحب من أي علاقة مع الحركة التي كان لها علاقة وثيقة بها قبل سنوات.

ورجحت أن تمتد الحرب الباردة بين دولتي قطر والإمارات إلى الأراضي الأفغانية.

وكان تقرير لموقع Amwaj استعرض تطورات الوضع بأفغانستان عقب سيطرة طالبان عليها الأسبوع، ودور السعودية والإمارات وقطر في المرحلة المقبلة.

وبحسب الموقع “برزت قطر كمعبر عربي وحيد لحركة طالبان، وتتصدر الآن سباق النفوذ في أفغانستان”.

في حين لم تعد السعودية والإمارات لاعبين من الدرجة الأولى، وفق Amwaj.

وأوضح أن السعودية لم تعد صاحبة نفود لأنها تخلت عن دورها كوسيط وطردت المبعوث السياسي لطالبان قبل عشر سنوات.

وكشفت مصادر سعودية مطلعة عن تكثيف المملكة ضغوطها على باكستان لنيل حصة في الملف الأفغاني في ضوء التطورات المتلاحقة والاهتمام العالمي بهذا الملف.

وأوضحت المصادر لـ”خليج 24″ أن الرياض وعدت باكستان بمبلغ مالي كبير واستثمارات ضخمة حال تمكينها من ذلك.

ولفتت إلى أن السعودية وجدت نفسها بدون أي دور في هذا الملف، وهذا ما يقلل من شأنها الإقليمي والدولي.

في حين كان لدولة قطر الدور الأبرز في الملف الأفغاني- بحسب المصادر- وهذا ما “أغاظ كبار حكام السعودية خاصة ولي العهد محمد بن سلمان”.

وتعد باكستان إحدى الدول المحاذية لأفغانستان، لارتباطها بحدود جغرافية معها، إضافة لعلاقاتها مع حركة طالبان التي سيطرت على البلاد.

وتلقى وزير خارجية الرياض فيصل بن فرحان بن عبد الله اتصالا هاتفيا من نظيره الباكستاني شاه محمود قريشي.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أنه جرى خلاله استعراض العلاقات الاستراتيجية بين المملكة وباكستان وسُبل تعزيزها بالمجالات المشتركة كافة.

وأكدت أن الاتصال بحث أيضاً “أبرز المستجدات وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في أفغانستان، والمستجدات في المنطقة”.

لكن الوكالة لم تذكر مزيدا من التفاصيل حول الاتصال الهاتفي.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.