أبو ظبي – خليج 24| كشفت منظمتان حقوقيتان عن تعرض صحفي في اليمن محتجز منذ 17 سبتمبر الماضي على خلفية تقاريره الإخبارية النقدية لأبوظبي، إلى تعذيب بشع.
وأفادت “هيومن رايتس ووتش” و”مواطَنة لحقوق الإنسان” بأن قوات الأمن التابعة لـ “المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم إماراتيا جنوبًا تحتجز تعسفًا الصحفي عادل الحسني.
ونقلت عن مصدر مقرب من الحسني قوله إن القوة قيدته بسلاسل وهددته وضربته ليعترف باستخدام عمله كصحفي في اليمن للتجسس لصالح دول أجنبية.
وطالبت المنظمتان بالإفراج الفوري وغير المشروط عن الحسني، مستدركة: “ما لم تكن قد وُجِّهت إليه تهمة مناسبة معترف بها”.
ودعت لاتخاذ الإجراءات ضد المسؤولين عن تعذيب الحسني أو إساءة معاملته بأشكال أخرى.
وقالت أفراح ناصر، باحثة اليمن في هيومن رايتس ووتش: “يتعرض عدد متزايد من الصحفيين في مختلف أنحاء اليمن”.
وتتضمن تهديدات أو ترهيب، أو عنف، أو الاحتجاز لمجرد عملهم في تغطية أوضاع البلاد.
وذكرت أن “معاملة المجلس الكارثية للحسني تمعن في تلطيخ السجل الحقوقي المروع للمجلس وداعميه الإماراتيين”.
والحسني (35عامٍا) هو صحفي استقصائي، ومنتج، ومساعد للصحفيين الدوليين، يقيم في مدينة عدن الساحلية الجنوبية.
شارك في تأسيس الموقع الإخباري “عدن الغد“ عام 2009، الذي غطى الأحداث الجارية في عدن وجميع أنحاء اليمن.
عمل مع مراسلين مستقلين دوليين ووسائل إعلام كبرى، مثل “بي بي سي”، و”سي إن إن”، و”فايس” (Vice) وغيرها.
اشتغل مع مراسلي سي إن إن، الذين كشفوا بـ 2019 أن السعودية والإمارات نقلتا أسلحة مشتراة من أمريكا إلى القوات المرتبطة بـ “القاعدة”، وقوات سلفية.
وحصل تقرير سي إن إن، الذي عمل الحسني كأحد المنتجين له على ترشيحات لجائزتَي “إيمي” الإخبارية والوثائقية أواخر عام 2020.
تحدثت هيومن رايتس ووتش مع مصدر لديه معرفة مباشرة بظروف احتجاز الحسني، وكذلك مع ثلاثة من أقاربه، ومحاميه، وأربعة من زملائه الصحفيين.
وأطلقت منظمة سكاي لاين الدولية نداءً عاجلًا طالبت فيه المجلس الانتقالي لإطلاق الحسني المختطف منذ ستة أشهر دون مبرر قانوني.
وقالت المنظمة في بيان إنها تعبر عن بالغ قلقها إزاء الأخبار الواردة عن تدهور الحالة الصحية للصحفي اليمني.
وذكرت سكاي لاين أن ذلك جاء في أعقاب اختطافه على يد عناصر تابعة للمجلس الانتقالي في شهر سبتمبر الماضي.
ودعت المجلس الانتقالي والحكومة الإماراتية إلى ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عنه والتحقيق في ظروف توقيفه المبهمة.
وكشفت سكاي لاين أن “الحسني” الموقوف خلال مروره بحاجز أمني أثناء عودته لمنزله في عدن جاء بعد فترة وجيزة من تواجده بمدينة “المخا” اليمنية.
وذكرت أنه تدخل–أثناء تواجده هناك- كوسيط مع مسئولين في اليمن لمساعدة صحفيين دوليين كانا محتجزين أثناء تواجدهم في اليمن لتغطية أحداث صراع اليمن.
وأشارت إلى أنه جرى ترحيلهم إلى أوروبا بعد تفاوض “الحسيني” على إطلاق سراحهم.
وبينت سكاي لاين أن تصريحات محامية “الحسني” التي تناقلتها وسائل الإعلام تؤشر على انتهاكات خطيرة يتعرض لها.
ونقلت عن المحامية ليزا المانع أن “عادل يقبع منذ لحظة توقيفه بسبتمبر بسجون الانتقالي”.
وأكدت أنه يتعرض للتعذيب لإدلائه بشهادة زور مع تقديمه عدة تفسيرات مختلفة لتهمه مرارًا وتكرارًا.
وقالت المانع: “لدي أوراق قانونية تبرئه من التهم كافة والتي ينبغي أن تطالب المسؤولين بالإفراج عنه”.
ونشرت رسالة من “الحسني” جاء فيها ” لقد بذلت قصارى جهدي لأظهر للعالم ما يحدث في بلدي اليمن”.
وتابع: “ماذا فعلت، ما الذنب الذي اقترفته لأستحق كل هذا؟”.
وذكرت سكاي لاين بأن “الحسني” يعمل كصحفي إضافة لكونه أحد أهم جهات الاتصال المحلية لمنافذ إخبارية رئيسية عالمية مثل BBC و CNN و Vice.
وأشارت إلى أنه اعتقل سابقًا أكثر من مرة بسبب عمله الصحفي وانتقاده ممارسات قوى التحالف العربي لا سيما دولة الإمارات.
وشددت سكاي لاين على أن فترة الاعتقال الحالية تعد الأطول والأقسى بسبب ما يتعرض لها من ممارسات تعذيب على يد قوات المجلس الانتقالي.
ودعت المجلس الانتقالي والحكومة الإماراتية إلى ضرورة الكشف عن مصير الحسني والعمل بشكل فوري على إطلاق سراحه.
وطالب سكاي لاين المجتمع الدولي بكافة مكوناته بضرورة التحرك العاجل لوقف الانتهاكات المتكررة بحق المدنيين والنشطاء في اليمن.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=12910
التعليقات مغلقة.