الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح يؤدي اليمين أميرا للكويت

أدى الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح القسم أميرا لدولة الكويت في جلسة خاصة لمجلس الأمة اليوم الأربعاء.

وقرأ الشيخ مشعل: “أنا “أقسم بالله العظيم أن أحترم الدستور وقوانين الدولة، وأن أذود عن حريات الشعب ومصالحه وممتلكاته، وأن أحافظ على استقلال البلاد وسلامة أراضيها”. كما جاء في المادة 60 من الدستور.

وفي اجتماع استثنائي يوم السبت الماضي، عين مجلس الوزراء الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أميرا للكويت السابع عشر، خلفا للأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي وافته المنية في وقت سابق من يوم السبت وفقا لأحكام الدستور الكويتي.

وأمضى الشيخ مشعل، البالغ من العمر 83 عاماً، معظم حياته المهنية في المساعدة في بناء أجهزة الأمن والدفاع في الدولة الخليجية قبل أن يظهر أمام الجمهور عندما أصبح ولياً للعهد قبل ثلاث سنوات.

وقد تم دفعه إلى دائرة الضوء بشكل أكبر عندما تم تسليمه معظم مهام الأمير الشيخ نواف في نوفمبر 2021.

ويصبح الشيخ مشعل ثالث أمير للكويت خلال ما يزيد قليلا عن ثلاث سنوات. وكان الشيخ صباح الأحمد، وهو شخصية بارزة في العالم العربي معروف بالمساعدة في إخراج الكويت من أنقاض الغزو العراقي عام 1990 يشغل هذا المنصب لمدة 14 عامًا حتى 2020.

ومع توليه رئاسة الدولة المنتجة للنفط في منظمة أوبك، من المتوقع أن يحافظ الشيخ مشعل على السياسات الخارجية الكويتية الرئيسية بما في ذلك دعم وحدة دول الخليج العربية، والتحالفات الغربية، والعلاقات الجيدة مع الرياض – وهي علاقة ينظر إليها على أنها أولوية قصوى بالنسبة له.

وقد يتطلع أيضًا إلى توسيع العلاقات مع الصين في إطار سعيها إلى لعب دور أكبر في المنطقة، خاصة بعد أن رعت بكين اتفاقًا لتطبيع العلاقات بين إيران والسعودية في مارس/آذار.

ووقع الشيخ مشعل اتفاقيات اقتصادية عدة خلال زيارة للصين في سبتمبر الماضي، عندما حضر حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الآسيوية.

وقال مصدر كويتي “إنه يرغب في الاستقرار ويؤكد أهمية علاقة الكويت مع السعودية بشكل خاص” مضيفا أن الشيخ مشعل كان قلقا بشأن الوضع الإقليمي ويخشى من الحروب في المنطقة.

ووصف دبلوماسي غربي الشيخ مشعل بأنه يستيقظ مبكرا وله أسلوب عمل منهجي، وقال الدبلوماسي “إنه يهتم بالتفاصيل، وأحيانا بالتفاصيل الصغيرة جدا”، وقال الدبلوماسي إنه بينما كان الشيخ صباح أقرب إلى العمل الدبلوماسي، كان الشيخ مشعل أقرب إلى الجيش.

وكان الشيخ مشعل نائبا لرئيس الحرس الوطني من 2004 إلى 2020 ورئيسا لأمن الدولة لمدة 13 عاما بعد انضمامه إلى وزارة الداخلية في الستينيات ويقول الخبراء إنه عُرض عليه عدة مناصب عليا في الماضي لكنه رفضها.

التحق بكلية هندون للشرطة البريطانية وكان له الفضل في المساعدة في إصلاح الحرس الوطني.

والشيخ مشعل هو الابن السابع للحاكم السابق أحمد الجابر، وأخ لثلاثة حكام سابقين هم الشيخ جابر الأحمد، والشيخ صباح الأحمد، والشيخ نواف الأحمد. وهو متزوج وله خمسة أبناء وسبع بنات.

ويعتقد البعض أنه قد يتحرك لمزيد من المواءمة بين الكويت والرياض، وكانت اتصالاته الأولى بعد توليه مهام الشيخ نواف مع الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان، وكانت رحلته الأولى خارج الكويت إلى المملكة، التي زارها أكثر من أي دولة أخرى.

سيتعين عليه باعتباره أميراً، أن يتعامل مع التوترات طويلة الأمد بين الأسرة الحاكمة ومنتقديها في البرلمان المنقسم على الدوام والذي يقول منتقدوه إنه أعاق الإصلاح المالي والاقتصادي.

ويتمتع المجلس التشريعي الكويتي بنفوذ أكبر من الهيئات المماثلة في ممالك الخليج الأخرى. وقد أدى الجمود السياسي الناتج على مدى عقود إلى إجراء تعديلات وزارية وحل البرلمان.

وشهد العامان الأولان من حكم الشيخ نواف اضطرابات سياسية، حيث تم تشكيل ثماني حكومات وإجراء ثلاثة انتخابات برلمانية.

وتدخل الشيخ مشعل عام 2022، في خلاف طويل بين الحكومة والبرلمان وقام بحل الأخير، وأصدر مرسوماً بإجراء انتخابات جديدة واستبدل رئيس الوزراء، لكنه أعلن أنه لا ينوي التدخل في التصويت أو اختيار رئيس البرلمان.

ولقيت خطوته ترحيبا واسعا من قبل المعارضة.

كما تعهد بالالتزام بالدستور وعدم تعديله أو تنقيحه أو تعليقه، وذلك في خطاب ألقاه نيابة عن الأمير في يونيو/حزيران 2022، واعتبر برلمانيون ومحللون ذلك أمرا تاريخيا.

ورغم أن انتخابات 2022 أبطلتها المحكمة الدستورية في مارس/آذار 2023، فإن التصويت اللاحق ــ الذي فازت به أغلبية المشرعين الذين أعلنوا أنفسهم “إصلاحيين” ــ أدى إلى توافق نادر بين البرلمان والحكومة.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.