مركز استخباري يكشف: ما رسالة واشنطن للإمارات والسعودية بتصنيف قطر كحليف؟

 

الدوحة – خليج 24| قال مركز “ستراتفور” للدراسات الاستراتيجية إن تصنيف واشنطن لقطر كـ“حليف رئيسي خارج الناتو”، يأتي لأن أنشطتها الإقليمية لم تقوض استراتيجياتها أو تتعارض مع أولوياتها.

وأوضح محلل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المركز رايان بول إن الإمارات عارضوا جهود أمريكا في اليمن لمنع البلد من الانقسام إلى قسمين.

وأشار إلى أن “الإمارات متهمة أيضًا بتقويض جهود الولايات المتحدة لإحياء الدبلوماسية هناك”.

قطر حليف رئيسي خارج الناتو

وقال بول: “لم يكن تصنيف قطر مكافأة على عمليات الإجلاء الأفغانية فحسب، بل أيضًا إشارة إلى السعودية والإمارات”.

وذكر أن الرسالة بأن استراتيجياتهما الإقليمية الأكثر عدوانية– بما فيها حصار قطر – لن تكافأ من الولايات المتحدة”.

وقال مسؤول أمريكي بارز إن قطر “صديق قريب وحليف استراتيجي لأمريكا منذ 50 عاما واستضافت قوات أمريكية منذ سنوات”.

وعلق نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الخليج “دانييل بنايم” على تصنيف الدوحة حليفا رئيسيا من خارج حلف الشمال الأطلسي الناتو بأنه “تأخر كثيرًا”.

وقال: “عملنا سويًا في قضايا تتعلق بأمننا القومي والأمن الدولي وأمن الخليج مع القيادة الأمريكية الوسطى”.

وأضاف “بنايم”: “ما رأيناه بـ2021 هو أن كل دول الخليج هبت لمساعدة الولايات المتحدة بعملية الإخلاء من أفغانستان على نحو واسع”.

وأكمل: “عندما انتهى كانت مسألة شرفنا الوطني أننا ساعدنا الأفغان الذين ساعدونا على العثور على الأمان في الولايات المتحدة وبدء حياة جديدة”.

وتابع: “وكذلك إخلاء أمريكيين وآخرين من دول ثالثة الذين كانوا جزءاً من الجهد الدولي في أفغانستان، وكان عليهم الخروج من أجل سلامتهم”.

وزاد بنايم: “كل الدول كانت مساعدة بهذا الجهد، ولكن لم يكن أحد أكثر مساعدة من قطر”.

وأشار إلى أن الدوحة منذ البداية التزمت بالعمل عن قرب مع أمريكا وسهلت عملياتنا الدبلوماسية قبل وخلال وبعد سقوط كابل”.

وذكر أن “قطر فتحت أراضيها بسخاء أمام عملية الإخلاء الضخمة المستمرة والمتواصلة، وعملت ذلك بروح من الشراكة والصداقة يحتذى بها”.

ونبه “بنايم” إلى أن ذلك “يتطابق فعلاً مع روح القانون وكذلك مع الحليف الرئيسي من خارج الناتو”.

وأشار إلى أنها “تعبير في القانون الأمريكي”.

وأوضح أنه “يوفر فوائد إضافية في مجال التعاون الأمني والدفاعي، وأكثر من ذلك إنه اعتراف بدول لها شراكات طويلة وقيمة مع الولايات المتحدة”.

وقال إن “قطر هي بالتأكيد كذلك وأظهر اللقاء بين الرئيس والأمير (تميم بن حمد آل ثاني) بأن علاقاتنا في أعلى المستويات”.

وقرر الرئيس الأمريكي جو بايدن تصنيف قطر حليفًا رئيسيًا من خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو).

جاء ذلك عقب مباحثات مع أميرها الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني”.

وقال بايدن إن “تصنيف قطر حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة اعتراف بمصلحتنا الوطنية بتعميق التعاون الدفاعي والأمني معها”.

وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن تصنيف قطر حليفًا رئيسيًا من خارج الناتو، سيفتح المجال أمام فرص متعددة من التعاون الدفاعي.

وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” فإن “التصنيف يتيح تدريبات وعمليات مشتركة إضافية ولا يرتبط بطلب واشنطن إمدادات الطاقة”.

وأوضح أن “لدى قطر عدة طلبات خاصة بها مثل شراء طائرات بدون طيار متقدمة”.

واستهل “بايدن” لقائه بأمير قطر في البيت الأبيض بالقول إن الشراكة بين الطرفين محورية بعديد المصالح الحيوية لكلا البلدين.

وقال إن مباحثاته مع الشيخ “تميم” تضمنت الأمن في الخليج والشرق الأوسط، واستقرار إمدادات الطاقة العالمية.

بينما أكد أمير قطر أن مباحثاته مع بايدن “مثمرة”، وبحثت التطورات الإقليمية والدولية بسياق الشراكة التستراتيجية التي تجمع البلدين.

وكتب تغريدة عبر “تويتر”، أن الشراكة “تزداد رسوخا يوما بعد يوم لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة”.

وناقش لقاء “بايدن -تميم” ملفات ثنائية وقضايا إقليمية ودولية.

وبينها الملف الأفغاني والأمن الإقليمي وضمان استقرار إمدادات الطاقة العالمية.

وبلغت المخاوف ذروتها من قطع إمدادات الغاز الروسية عن أوروبا على خلفية الأزمة المتصاعدة بين روسيا وأوكرانيا.

والأمير “تميم” أول زعيم دولة يزور واشنطن عام 2022، وتتزامن مع الذكرى الـ50 لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين عام 1972.

وتربط الدوحة علاقات جيدة في واشنطن، وتحاول تقريب وجهات النظر مع إيران بهدف إحياء الاتفاق النووي في أقرب فرصة.

وقالت صحيفة “واشنطن تايمز” الأمريكية إن لقاء بايدن بأمير قطر كأول زعيم خليجي يشير إلى التحول في علاقات أمريكا مع المنطقة.

وأوضحت الصحيفة واسعة الانتشار أن ذلك يأتي بينما كانت إدارة سابقه الرئيس دونالد ترمب تفضل العلاقات القوية مع السعودية والإمارات على حساب قطر.

وذكرت أن بايدن “لا يتعامل مع السعودية والإمارات إلا من خلال الدبلوماسيين”..

وأثار إعلان البيت الأبيض عن استقبال بايدن لأمير قطر تميم نهاية شهر يناير الحالي تساؤلات عديدة.

ففي الوقت الذي يزور فيه الشيخ تميم أمريكا من تقوية موقف بلاده، لا يستطيع وليي عهد السعودية محمد بن سلمان وأبو ظبي محمد بن زايد دخولها.

ويخشى وليا العهد من أن دخولها إلى واشنطن قد يتسبب بإحراج أو اعتقال على خلفية القضايا المرفوعة ضدهما لدى القضاء الأمريكي.

ورأى مراقبون أن زيارة أمير قطر تعد صفعة دبلوماسية لابن سلمان الذي كان يتسول مرارًا لقاء بايدن أو التواصل معه.

وأشار هؤلاء إلى أن وصول تميم إلى واشنطن يفتح جديد القضايا المتهم فيها المحمدين التي تحول دون دخولها أمريكا.

وقالوا إن الزيارة تكشف حجم فشل اللوبي السعودي والإماراتي في أمريكا بتشويه صورة قطر هناك.

وأكد المراقبون أن ابن سلمان أضعف الدبلوماسية السعودية وجعلها بالحضيض لدرجة أن جعل شخص ولي العهد متهم لدى قضاء دول الأجنبية.

وكشفت مصادر خليجية مطلعة لـ”خليج 24″ عن غضب ينتاب قيادة السعودية والإمارات لعقد بايدن أول لقاء له مع زعيم خليجي مع أمير قطر.

وأكدت المصادر أن القيادة السعودية كانت تأمل أن يكون أول لقاء لجو بايدن مع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.

في حين، كانت تأمل القيادة الإماراتية وخاصة ابن زايد أن يحظى هو باللقاء الأول.

وبايدن التقى واستقبل العديد من زعماء العالم خلال العام الأول من وجوده بالحكم، لكنه لم يلتقي أي زعيم خليجي.

اقرأ أيضا: أمير قطر يزور واشنطن نهاية يناير كأول زعيم خليجي يستقبله جو بايدن

الأكثر أهمية أن العديد من زعماء الدول الخليجية وجهوا دعوات إلى الرئيس الأمريكي لزيارة بلدانهم.

لكن لم يُجرِ بايدن أي زيارة لأي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي منذ توليه مقاليد الحكم في 20 يناير 2021.

غير أنه زار معظم هذه الدول عندما كان نائباً للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.

وفي سبتمبر الماضي، وجه أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح دعوة رسمية لبايدن لزيارة بلاده.

كما أكد أمير الكويت خلال اتصال هاتفي مع بايدن وجود رغبة مشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

اللافت أن علاقة الرئيس الأمريكي توترت كثيرا مع المملكة العربية السعودية بسبب جملة من القضايا.

ومن أبرز الأسباب التي دفعت لتوتر العلاقة بين السعودية وإدارة بايدن، تجاهله تماما لمحمد بن سلمان.

وجاء توتر العلاقات بسبب حرب اليمن والمجازر التي يرتكبها التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات هناك.

إضافة إلى سماح بايدن بنشر تقرير الاستخبارات الأمريكية حول قتل الصحفي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده بإسطنبول عام 2018.

كما حمل تقرير الاستخبارات الأمريكية ابن سلمان المسؤولية عن اغتيال خاشقجي.

في حين حظي ابن سلمان بحفاوة بالغة وعلاقة مميزة مع الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب.

أيضا حظي ولي عهد أبو ظبي بعلاقة مميزة مع ترامب خلال فترة ولايته التي استمرت 4 أعوام.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.