مرشحو الانتخابات الفلسطينية يتبرؤون من قائمة الإمارات.. الكواليس الكاملة

رام الله – خليج 24| اضطرت شخصيات فلسطينية للظهور إعلاميًا والتبرؤ من المشاركة في أي تكتل تدعمه دولة الإمارات لخوض الانتخابات القادمة عقب تنامي الغضب الشعبي من أبو ظبي.

وخرج رئيس الحكومة الفلسطينية السابق سلام فياض ليعلن عن تبرؤه من المشاركة في تكتل إماراتي، لكنه كشف عن محاولات ضخمة للتأثير على الانتخابات.

ولم يكن فياض الذي يعرف بأنه رجل أمريكا في المنطقة الأول والأخير، فقد سبقه كل من ناصر القدوة، وقدورة فارس وحاتم عبد القادر وغيرهم.

وكتب المسؤول الغائب عن الساحة منذ فترة ليست بالقصيرة عبر حسابه بموقع “فيسبوك” أن المشاركة بتكتل انتخابي بدعم الإمارات غير وراد ولا أساس له مطلقًا.

وقال فياض إن “ما أعمل عليه هو تشكيل قائمة من شخصيات مستقلة لا علاقة لها بالإمارات”.

لكن مصادر مطلعة لموقع “خليج 24” أفادت بأن فياض نفى مشاركته خشية من خسارة رصيد كبير مع تنامي الغضب الفلسطيني من الإمارات.

وأكدت أن الإمارات تستكمل حاليًا عملية ضخ أموال كبيرة لشراء ذمم مسؤولين كبار للمشاركة بقوائمها ومواطنين للتصويت لها.

وقالت المصادر إن القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان والهارب إلى أبو ظبي وحكم عليه بتهم الخيانة لن يستطيع الدخول بشخصه.

وأشارت إلى أنه بات يستعين بكوادر مليشيا شكلها منذ سنوات في الضفة الغربية تعمل ضد السلطة الفلسطينية بأموال إماراتية بشكل جلي.

ويقود دحلان ما يسمى “التيار الإصلاحي في فتح” حيث يعرف بأنه صبي الإمارات ورأس الشر في المنطقة.

وتوترت العلاقة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة فتح ودولة الإمارات، إذ اتهمت قيادات بالحركة أبو ظبي بالتأثير على الانتخابات.

ووجه أمين سر اللجنة المركزية لفتح جبريل الرجوب رسالة إلى الإمارات قائلًا: “فتح موقفها واضح ولا تأخذ توجيهات من أية عاصمة”.

وقال إن “بعض الدول العربية المهرولة تسعى للتدخل بمسار الحوار الهادف لإنجاز الانتخابات. وتلقينا رسائل من دول تحاول التدخل بمسار الحوار بينها دول مهرولة”.

تزامن ذلك مع ضغوط إماراتية على عباس عبر مصر والأردن لإعادة دحلان لفتح.

ناصر القدوة وهو عضو اللجنة المركزية لفتح مسؤول “الملتقى الوطني الفلسطيني” الذي أسس حديثًا ظهر لينفي أي علاقة بأبو ظبي.

وأكد في أول لقاء له مع إعلاميين عبر برنامج (زووم) أن تمويل “الملتقى” فلسطيني ولا له أي تمويلات خارجية، في إشارة للإمارات.

وعن وقوف دحلان خلف الملتقى، قال القدوة: من الصعب أن نكون مع دحلان بسبب الموقف الشعبي الرافض لهم بسبب ما فعلته الإمارات.

وأكمل: “لا يمكن أن تكون مجموعة دحلان مقبولة من الشعب الفلسطيني، بسبب أفعال الإمارات الأخيرة”.

لكن مصادر كشفت عن أن القدوة يخفي خلف قائمة يعدها للانتخابات بواطن غير ظاهرة، فهو عارض إجراءات عباس ضد دحلان.

وقالت إن القيادي الفتحاوي الذي يهاجم دحلان ليل نهار يعرض في ذات الوقت مشاركتهم في قائمته.

مصادر في حركة فتح أبدت انزعاجها من مواقف القدوة وتوصيفه للأمر بأنه قضية الهارب دحلان أزمة فتحاوية داخلية فقط.

وأكدت أن هذه القضية أكبر من ذلك وتتعلق بخطط الإمارات للسيطرة على القرار الفلسطيني.

وقالت المصادر لموقع “خليج 24” إن القدوة يروج لطرح غامض ولا مؤشرات لإمكانية تنفيذه جملة الوعود الكبيرة التي يطلقها بأجواء انتخابات.

وأكدت أنه يسعى لاستغلال قضية القيادي الأسير مروان البرغوثي لتكون رافعته لرئاسة الحكومة الفلسطينية تحت قيادة رئيس أسير.

وذكرت المصادر أنه يريد الوصول لرأس للسلطة برصيد دبلوماسي باهت وادعاءات نضال لا حقيقة لها لكونه ابن شقيقة الرئيس الراحل ياسر عرفات.

وتجري تحضيرات لإجراء انتخابات المجلس التشريعي في 22 مايو 2021، والرئاسية في 31 يوليو 2021، واستكمال المرحلة الثالثة الخاصة بالمجلس الوطني.

وتريد دولة الإمارات أن يكون لها موطئ قدم بفرض شخصيات محسوبة عليها لتحقيق أطماعها من خلال المال المسيس.

وخلص تحقيق أعده موقع “خليج 24” إلى أن خلية إماراتية تابعة لولي العهد محمد بن زايد بدأت بتنفيذ خطة للعبث بالمشهد الفلسطيني.

ويكشف التحقيق عن أن الخطة تقوم على فرض رجال محسوبين على ابن زايد في مشهد الانتخابات لاعتلاء سدة الحكم في فلسطين.

ويؤكد أن هذه الشخصيات تتوزع على كافة المحافظات الفلسطينية وأبرزهم القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان.

ويشير إلى أن خطة أبو ظبي تشمل ضخ عشرات ملايين الدولارات لصالح دحلان وتياره الإصلاحي لشراء الذمم.

ويوضح التحقيق أن أبو ظبي رصدت مبالغ مالية ضخمة لدعم إنجاح قوائم دحلان في الانتخابات في القدس وقطاع غزة.

ويكشف عن نية أبو ظبي فتح الباب لمشاريع ضخمة عبر لجنة التكافل في قطاع غزة منها دعم زراعة الأنابيب وفك قيد شهادات الخريجين وزواج كبار السن.

وتتركز الخطة الإماراتية على استغلال المناطق المهمشة بتقديم دعم مالي لها بغية التلاعب في الانتخابات.

ويبين أن أبو ظبي أمرت ببدء طواقم دحلان شراء ولاء شخصيات في الضفة الغربية بما يشمل القدس وقطاع غزة بالمال.

وترغب أبو ظبي في تشكيل دحلان قائمة موازية لقائمة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس.

وبحسب التحقيق، فإن أبو ظبي ترى في الانتخابات الفلسطينية “الفرصة الذهبية” لإثبات وجود دحلان وثقله في الساحة.

ويسعى دحلان الذي يعد رجل الإمارات الأول في المنطقة جاهدًا للعودة للساحة الفلسطينية من خلال بوابة الانتخابات.

وكان لافتًا استغلال أبو ظبي لشخصية مشبوهة في القدس لفرضها في الانتخابات التشريعية القادمة للسيطرة على المشهد.

وتسعى الإمارات جاهدة للسيطرة على المشهد السياسي بالقدس وتقديم الخدمات للمحتل فيها تنفيذًا لـ”اتفاق أبراهام”، وفق مؤسسة القدس الدولية.

وتحذر أوساط مقدسية من محاولات شراء لنخب سياسية وطنية لتنفيذ مخطط إماراتي من بوابة الانتخابات.

وتنوي أبو ظبي ترشيح قائمة موحدة باسم “القدس أولاً” تسوق لأجل تشكيلها مقدمات وطنية تتعلق بتهميش المدينة من السلطة الفلسطينية.

ويتزامن ذلك مع هجومٍ إسرائيلي محموم لتبرير الحاجة لهكذا مرجعية موحدة للقدس.

وتيار دحلان المدعوم من الإمارات أعلن رغبته في المشاركة في الانتخابات المقبلة المقرر أن تجري بعد عدة أشهر.

تبع ذلك اعتراف قيادي بارز فيما “تيار الإصلاح الديمقراطي” بحركة فتح الفلسطينية الذي يتزعمه الهارب دحلان بتدخل الإمارات القوي في الانتخابات الفلسطينية.

وكشف عبد الحكيم عوض المقرب من دحلان عما أسماه “سلسلة مشاريع إغاثية لقطاع غزة بمساعدة دولة الإمارات “.

وأوضح أن “التيار يعمل على سلسلة من المشاريع الإغاثية والإنسانية والتنموية أبرزها محطة لتوليد الكهرباء بمساعدة دولة الإمارات”.

وبين عوض أن “إنشاء محطة توليد الكهرباء بقوة 400 ميجا وات مرتبط بعجلة الاقتصاد في قطاع غزة وحياته الإنسانية والصحية.

لكن مراقبون أكدوا أنها دعوة مباشرة من عوض للفلسطينيين إلى انتخاب قائمة تيار دحلان في الانتخابات ليتسنى إنشاء هذه المشاريع.

وعلى غير العادة، اعترف عوض بأنهم “ذاهبون ببرنامج إغاثي ممتد لشعبنا الفلسطيني”.

وقال إن الإمارات “الطرف الرئيس والدائم والمهم فيه، والتي عودتنا بوقوفها دائما بجانب شعبنا”، وفق زعمه.

وأضاف “ذاهبون للانتخابات ولدينا برنامج واقعي وسنبذل كافة الجهود حتى نسجل اختراق في جدار الحصار”.

وادعى أن “هذا البرنامج الواعد فيه حلول لكثير من المشكلات من بطالة وخريجين والوضع الاقتصادي وسيراها ويلمسها شعبنا”.

وأردف عوض أن “القائد دحلان لديه الكثير من العلاقات الدولية والمحلية ستساهم في حل كافة هذه المشكلات”.

لكن بحسب القانون الفلسطيني لا يسمح له بالترشح بسبب الحكم القضائي الصادر بحقه بالسجن ثلاث سنوات.

وأدين عام 2016 باختلاس 16 مليون دولار.

وبحسب المصادر فإن رجل الإمارات سيشارك في قوائم رسمية في قطاع غزة.

فيما سيعمل على دعم شخصيات معينة لتشكيل قوائم تحت مسمى “مستقلة”.

ويضغط دحلان بقوة للمشاركة في الانتخابات ب”قائمة موحدة” لحركة فتح، في إشارة لرغبته بالمشاركة تحت اسم فتح التي طرد منها.

وهاجم بشدة في بيان الترحيب بالانتخابات رئيس السلطة القائد العام لحركة فتح محمود عباس.

غير أن دحلان يقول إن عداوات شخصية بينه وبين عباس دفعت الأخير إلى فصله من فتح ومحاكمته.

وقال التيار في بيان له على إعلان مرسوم الانتخابات إنه “لا يمكن لحركة تعيش أزمة قرار وترهل قيادة كسب ثقة الناخب”.

وأضاف “متمسكون بوحدة حركة فتح، وخوض الانتخابات في قائمةٍ فتحاوية واحدة، لا تهميش فيها ولا إقصاء”.

وأردف تيار دحلان “يغادر من خلالها الفتحاويون مربع التفرد بالقرار الوطني والتنظيمي، ويختارون بكامل إرادتهم من يمثلهم في قوائم الحركة”.

ويعتبر رجل الإمارات-بحسب المصادر- المخيمات في الضفة ثقلًا له، أبرزها بلاطة في نابلس، والأمعري في رام الله والبيرة، وجنين.

وتلفت إلى أن دحلان عمل خلال السنوات الماضية على شراء ذمم نواب وضباط متقاعدين في السلطة للعمل معه.

صحيفة “العرب” اللندنية المدعومة إماراتيا سبق أن كشفت عن رفض الرئيس الفلسطيني عقد مصالحة مع دحلان.

ووفق الصحيفة فإن عباس ومحطيه “يعتبرون أنهم قادرون على منافسة حماس في الانتخابات المقبلة”.

وذلك دون الحاجة إلى مثل مصالحة مع دحلان، معتبرة أن هذا الأمر يثير قلق مصر والأردن.

وعملت الإمارات مؤخرا وبحكم سيطرتها على مصر بإيفاد رئيس المخابرات المصرية عباس كامل إلى الضفة الغربية.

واجتمع كامل برفقة وكيل المخابرات الأردنية مع الرئيس الفلسطيني ورئيس المخابرات الفلسطينية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ماجد فرج.

لكن الصحيفة المدعومة إماراتيًا كشفت أن “دوائر فلسطينية مقربة من عباس رفضت الاستجابة لنصيحة مصرية أردنية حول توحيد حركة فتح”.

وتعزو ذلك إلى دخول الانتخابات بصورة أكثر تماسكا، تمكنها من تقليص نفوذ حركة حماس في غزة.

وترجع الدوائر المقربة من عباس رفضه إلى أن “جسم الحركة حاليًا يستطيع المنافسة بقوة في الضفة الغربية مع حماس”.

تردف أنه “لن يكون لقمة سائغة بمواجهة حماس بغزة”.

ويعتبر عباس أن أي “مصالحة داخلية في هذا التوقيت ستفهم على أنه وفتح في موقف ضعيف”.

وتنبه الدوائر المحيطة بعباس إلى أن مصالحة مع دحلان ستظهر أن عباس مضطر لمصالحة مع شخصيات فُصلت الحركة.

وتشدد هذه الدوائر على أن هذا يمنح انطباعات قاتمة عن قياداتها.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.