مجلس الأمن الدولي يوجه صفعة قوية لمنفذي الانقلاب العسكري بالسودان

نيويورك- خليج 24| وجه مجلس الأمن الدولي صفعة قوية لمنفذي الانقلاب العسكري في السودان المدعومين من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وطالب مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس بعودة الحكومة المدنية في السودان.

كما تبنى مجلس الأمن بالإجماع بيانا أعرب فيه عن بالغ قلقه إزاء الانقلاب العسكري الذي شهده السودان مؤخرا.

وشدد على ضرورة إعادة العسكريين الحكومة المدارة من قبل مدنيين في البلاد.

أيضًا دعا بيان المجلس السلطات العسكرية في السودان إلى الإفراج فورا عن جميع المعتقلين واحترام حق التجمع السلمي.

كما حث مجلس الأمن الدولي كافة اللاعبين إلى استئناف الحوار السياسي دون شروط مسبقة.

وأجبرت الولايات المتحدة السعودية على إدانة الانقلاب العسكري في السودان الذي نفذه رجلها عبد الفتاح البرهان.

وبشكل مفاجئ، أدانت السعودية استيلاء الجيش على السلطة في السودان، مشيرة إلى تأثيره على استقرار البلاد والمنطقة.

وجاءت إدانة المملكة خلال اتصال هاتفي جرى بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ونظيره السعودي فيصل بن فرحان.

وأوضحت الخارجية الأمريكية في بيان رسمي لها أنه تم خلال الاتصال بحث تطورات الوضع بالسودان عقب الانقلاب العسكري.

كما ناقشا أهمية التزام جميع الأطراف بالإطار المنصوص عليه في الإعلان الدستوري واتفاقية جوبا للسلام.

وشدد وزيرا خارجية الولايات المتحدة والسعودية-بحسب بيان الخارجية الأمريكية- على أن عدم القيام بذلك يعرض الدعم الدولي للسودان للخطر.

يشار إلى أن السعودية تعتبر الداعم الرئيس لرجلها في السودان عبد الفتاح البرهان الذي نفذ الانقلاب العسكري قبل أيام.

ويوم الاثنين، نصب قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان السلطة نفسه حاكما للسودان.

وقرر البرهان الذي يتمتع بعلاقات مميزة مع ولي عهد السعودية محمد بن سلمان حل كافة المؤسسات وتوقيف وزراء ومسؤولين مدنيين.

ونفذ رجل السعودية والإمارات في السودان رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان انقلابا يوم الاثنين.

وعبر شاشة التلفزيون ظهر البرهان ببزته العسكرية وادعى في نبرة حازمة أنه يريد “تصحيح الثورة”.

وأعلن البرهان الوزراء ووكلاء الوزراء من مهماتهم وذلك بعد قيامه باعتقال جزء كبير منهم فجرا.

وكان البرهان أدى دورًا رئيساً بعيداً عن الأضواء في مشاركة السودان في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضد اليمن.

ثم أصبح في دائرة الضوء حين تولى قيادة المجلس العسكريّ الانتقالي في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير.

وكان قد أدى في 12 نيسان/أبريل اليمين رئيسًا للمجلس العسكري حيث تولى السلطة بعد البشير.

كما تقلد البرهان منصبه بعد أن تنازل الفريق أول ركن عوض بن عوف عن رئاسة المجلس العسكري بعد أقل من 24 ساعة من تسلمه السلطة.

وجاء هذا “تحت ضغط الشارع الذي كان ينظر إلى ابن عوف على أنه من داخل النظام، وحليف مقرب من الرئيس السابق”.

لكن اتضح لاحقا أن هذه التمثيلية كانت مدبرة مع البرهان بإيعاز من السعودية والإمارات لرغبتهما في تولية رجلهما في السودان.

وأكدت التيارات المدنية في السودان أن ما أعلنه رئيس مجلس السيادة اليوم بالانقلاب.

وشهد السودان بين 12 أبريل 2019 و25 أكتوبر 2021.

وكانت أبرزها أحداث أغسطس 2019، إذ وبعد عنف في الشارع ومفاوضات مع “ائتلاف قوى الحرية والتغيير” الذي قاد الاحتجاجات الشعبية وقع المجلس العسكري اتفاقا.

ووقع الاتفاق مع الائتلاف عرف بـ”الوثيقة الدستورية” نص على مرحلة انتقالية يتقاسم خلالها المدنيون والعسكريون السلطة.

وهدف الاتفاق لقيادة السودان نحو انتخابات وحكم مدني، لكن السعودية والإمارات ترفضان ذلك وأوعزت للبرهان لتنفيذ انقلابه.

وبموجب الاتفاق ترأس البرهان مجلس السيادة الذي كلف بالإشراف على إدارة المرحلة الانتقالية.

غير أن الشراكة بين العسكريين (المدعومين من السعودية والإمارات) والمدنيين لم تكن سهلة.

وخلال الأشهر الماضية وقع صدام سياسي وخلافات وتبادل للاتهامات بشأن المسؤولية عن تدهور أوضاع البلاد.

الأكثر أهمية أن خطوة رجل السعودية والإمارات جاءت بعد نزول عشرات الآلاف من السودانيين إلى الشوارع.

وطالب هؤلاء بإنهاء تحكم الجيش بالسلطة بشكل شبه متواصل منذ استقلال البلاد في العام 1956.

ودائما ما يظهر البرهان بشكل عام ببزته العسكرية مع أوسمته على كتفه.

وغالبا برفقة نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”.

و”حميدتي” المتهم بتلقي الأموال من الإمارات قائد قوات الدعم السريع المتهمة بقمع انتفاضة 2019.

الأكثر أهمية أن البرهان قام خلال المفاوضات بين الجيش والمحتجين حول تركيبة الحكم بزيارات إلى مصر والإمارات والسعودية.

وعام 1960 ولد البرهان بقرية قندتو شمال الخرطوم، ودرس بالكلية الحربية ولاحقا بمصر والأردن، وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء.

وعمل قائدا لسلاح البر قبل أن يعينه البشير في منصب المفتش العام للجيش السوداني.

وتؤكد وسائل الإعلام السودانية أنه تولى عملية تنسيق إرسال جنود سودانيين لليمن في إطار التحالف الذي تقوده السعودية.

لكن تقارير أجنبية كشفت عن تلقيه أموالا من السعودية والإمارات لصالحه الخاص لقاء إرسال الجنود السودانيين إلى اليمن.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.