قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن دولة الإمارات العربية المتحدة تسعى لنفوذ عالمي في الذكاء الاصطناعي عبر محاولة خلق بنية من شأنها أن تضع أبوظبي في محور استراتيجيات الذكاء الاصطناعي- جيتي
وذكرت الصحيفة أن “شركة أم جي أكس الاستثمارية، المدعومة من حكومة أبوظبي، تجري مناقشات للاستثمار في مشروع الرقائق التابع لشركة أوبن إيه آي المسؤولة عن برنامج شات جي بي تي”.
وأوضحت الصحيفة، نقلا عن مصدرين “أن شركة أم جي أكس الإماراتية، في المراحل الأولية لنقاشات بخصوص صفقة تمويل مع أوبن إيه آي”.
فيما نوّهت إلى أن الرئيس التنفيذي لأوبن إيه آي، وهو سام ألتمان، يبحث في إمكانية إطلاق مشاريع متخصصة بأشباه الموصلات بغرض تقليل اعتمادها على شرائح “انفيديا” الشهيرة.
وفي السياق نفسه، كشفت الصحيفة، أن “التقديرات التي قدمها ألتمان وغيره بشأن تكلفة إنشاء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي، تراوحت بين مئات المليارات، وصولا إلى سبعة تريليونات دولار خلال الأعوام المقبلة، ما قد يحد من دخول شركات التكنولوجيا في هذه الاستثمارات مباشرة والبحث عن دول ممولة لتلك المشاريع”.
إلى ذلك، أعلنت شركة “إم جي أكس” التي تركز على الذكاء الاصطناعي، ويترأسها مستشار الأمن القومي الإماراتي، الشيخ طحنون بن زايد، هذا الأسبوع، أنه “ستستعين الدولة بثروتها ومصادر الطاقة الوفيرة والدعم السياسي من أجل منحها ميزة في السباق في سبيل أن تصبح مركزا عالميا للذكاء الاصطناعي”.
وأوردت الصحيفة، وفقا لمصادرها: “الإماراتيون، يتطلعون لخلق بنية من شأنها أن تضع أبوظبي في محور استراتيجيات الذكاء الاصطناعي مع شركاء دوليين حول العالم”.
وقال الوزير الإماراتي للذكاء الاصطناعي، عمر العلماء، إن “مالك شركة “تسلا”، إيلون ماسك، الذي أطلق مؤخرا شركة “إكس إيه آي” لمنافسة “أوبن إيه آي”، مهتم أيضا بالشراكة مع الدولة الخليجية”، مضيفا: “لا أعتقد أن الأمر بعيد بالنسبة إليه (ماسك) للقيام بشيء (يتعلق بالذكاء الاصطناعي) هنا”.
وقد أكد عدد من العلماء الذين التقاهم ماسك لأول مرة عام 2017، ومرات عدة بعدها أنه “سوف يملي الاقتصاد ما سيفعله هو (ماسك وآخرون هنا)”، فيما لم يستجب ماسك لطلب الصحيفة البريطانية في التعليق.
وأضافت الصحيفة أن “الشيخ طحنون، وهو شقيق رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد، يشرف على إمبراطورية مترامية الأطراف بقيمة 1.5 تريليون دولار تضم صندوقين للثروة السيادية بالإضافة إلى شركات خاصة.
ويرأس مجموعة “جي 42″، التي تضم شركات تركز على الذكاء الاصطناعي ومقرها الإمارات، وتحظى بدعم صندوق الاستثمار السيادي في أبوظبي “مبادلة”، وتفتخر بشراكات مع “أوبن إيه آي” و”مايكروسوفت” و”سيريبراس””.
وأكد العلماء للصحيفة أن “الإمارات لم تتخذ قرارا سياسيا لتفضيل الولايات المتحدة على الصين في أي مشروع يتعلق بالذكاء الاصطناعي”. فيما طوّرت الإمارات، علاقات مهمة مع الصين، خصوصا في مجال التكنولوجيا.
وكانت واشنطن قد فرضت قيودا على تصدير مكونات رقمية إلى الصين، بما في ذلك رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة، لأسباب تتعلق بالأمن القومي وبسبب استخدامها المحتمل في أنشطة تعتبرها الولايات المتحدة تتعارض مع الحقوق الأساسية.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=66808