السعودية تؤكد بالأمم المتحدة ضرورة إيجاد حل للقضية الفلسطينية

أكدت المملكة العربية السعودية أن أمن منطقة الشرق الأوسط يتطلب الإسراع في إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يُبنى على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية بما يكفل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بن عبدالله في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 78، في نيويورك: ” تجدد المملكة رفضها وإدانتها لجميع الإجراءات الأحادية التي تعد مخالفةً وانتهاكاً صارخاً لجميع القوانين الدولية وتسهم في تقويض جهود السلام الإقليمية والدولية وتعرقل مسارات الحلول السياسية”.

وجدد الوزير السعودي تمسك المملكة بضرورة التزام الدول بميثاق الأمم المتحدة ومبادئ الشرعية الدولية، وتطلعها نحو مستقبلٍ أفضلٍ للبشرية، على أساسِ الاحترامِ المتبادل لسيادة الدول واستقلالها، وقيمها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وحل الخلافات بالطرق السلمية، وعدم اللجوء للقوة أو التهديد بها.

وعن رؤية المملكة 2030، قال إن رؤية المملكة 2030 تهدف إلى تعزيز الجهود في البناء والتطوير بما يلبي تطلعات أجيالنا المقبلة، ويسهم في تمكين المرأة والشباب وينمي قدرات الإبداع والابتكار، ويرسّخ قيم الانفتاح والحوار والتسامح والتعايش. وتولي المملكة ملف حقوق الإنسان أهمية بالغة، حيث تضمنت أنظمتها نصوصاً صريحةً تهدف إلى تعزيز وحماية تلك الحقوق.

وأشار وزير الخارجية إلى أن المملكة تهدف من خلال النهج التنموي لصنع نهضةٍ شاملة ومستدامة محورها وهدفها الإنسان الذي سيقود عجلة تنمية الحاضر ويصنع تنمية المستقبل بالمعرفة.

وقال: “أصدرت المملكة العديد من التشريعات والتعديلات على الأنظمة واللوائح التنفيذية وتم توفير الممكنات التي تعزز الكرامة للمواطن والمقيم للعمل على تحقيق أقصى المنافع لهما وصون حياتهما وحفظ سبل العيش الكريم وتهيئة الحماية والرعاية الاجتماعية لهما “.

كما أكد حرص المملكة على دعم كافة الجهود الهادفة إلى ترسيخ الأمن والاستقرار، والتركيز على التنمية الشاملة، وإتاحة المجال للحوار والتهدئة وتخفيف التوترات، وحث دول المنطقة على تجنب التصعيد، والتركيز على تبادل المصالح والمنافع بما يحقق آمال وتطلعات شعوب المنطقة.

وقال ” عملت المملكة على ترسيخ مبدأ العمل الجماعي في سبيل بناء مستقبل أفضل للمنطقة والعالم من خلال استضافتها لعدد من القمم الإقليمية المشتركة في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية بمشاركة الدول كافة بما فيها الجمهورية العربية السورية، إيماناً منها بأن حل الأزمة في سوريا سيسهم في استقرار المنطقة والعالم “.

وأضاف فيصل بن فرحان:” سعياً من المملكة لاستقرار المنطقة فقد عقدت جولات من المباحثات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية استضافتها بغداد ومسقط، ثم أسفرت باتفاق بكين الذي دشن استئناف التمثيل الدبلوماسي والتواصل المباشر بين البلدين على أساس الاحترام المتبادل لسيادة الدول واستقلالها وأمنها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واحترام ميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي “.

وأشار إلى تأكيد المملكة وحرصها على أمن واستقرار الجمهورية اليمنية الشقيقة، ودعم جميع الجهود الرامية لحل الأزمة في اليمن ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني الشقيق، والدفع نحو الوصول إلى الحلول السياسية، لإعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن ودرء التهديد عن المملكة والمنطقة.

وقال:” المملكة تجدد التأكيد على مبادرتها لإنهاء الحرب في اليمن والتوصل لحل سياسي شامل، وتدعم الجهود الأممية والدولية للتوصل إلى حل سياسي وفقاً للمرجعيات الثلاث ومنها قرار مجلس الأمن 2216 “.

وفي الشأن اللبناني، أكد أن المملكة تقف باستمرار إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق، وتدعو جميع الأطراف اللبنانية إلى تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تقود إلى تجاوز الأزمة الحالية.

وقال:” تؤكد المملكة على بسط الدولة لسلطتها على جميع الأراضي اللبنانية، مع الالتزام بأحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، بما يُسهم في ضبط الأمن والتصدي لعمليات تهريب المخدرات والأنشطة الإرهابية التي تهدد أمن المنطقة والعالم “.

وفي الشأن العراقي، أوضح سموه أن المملكة تَعدُّ أمنَ العراقِ واستقراره ركيزة أساسية لأمن المنطقة واستقرارها، وتؤكد المملكة دعمها لأمنه ونمائه ووحدة أراضيه وهويته العربية ونسيجه الاجتماعي.

وأعرب عن قلق المملكة جراء حالة التصعيد والاشتباكات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وقال:” دعماً لجهود خفض التصعيد في السودان وعدم تفاقم الأزمة فقد بادرت المملكة العربية السعودية في استضافة أطراف الصراع في جدة، حيث تبذل المملكة مع الولايات المتحدة الامريكية الجهود سعياً لحماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات للمتضررين. وقامت المملكة بجهود إنسانية منذ بداية هذه الأزمة ونفذت عمليات إجلاء بحري لآلاف العالقين في السودان من المواطنين ورعايا الدول الشقيقة والصديقة ومن موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية “.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.