كيف عاشت سيدة سعودية 30 عامًا بدون بطاقة هوية؟

الرياض- خليج 24 | عانت سيدة سعودية مجهولة الأبوين من عدم حصولها على أوراق رسمية أو بطاقة هوية وذلك طيلة 30 عاما.

وعانت السيدة على مدار هذه السنوات بسبب عدم حيازتها على أوراق شخصية ثبوتية أو بطاقة الهوية ما حرمها التمتع ببعض حقوقها.

وفي التفاصيل، عاشت السيدة تحت رعاية إحدى الأسر منذ ولادتها دون استخراج أيّ إثباتٍ لها أو إبلاغ الجهات المختصّة بذلك.

وأوهمت الأسرة السعودية السيدة أنها ابنتهم ولم تخبرها بحقيقة وضعها.

وبحسب القانون في السعودية فإنه يتعين على الأسرة الإخبار عن عملية التبني لإكمال الإجراءات الخاصة بهكذا حالات.

ويعد عدم قيام الأسرة بالإبلاغ عن هذه الفتاة “مخالفةٍ جسيمةٍ للأنظمة والقوانين”.

وبعد بلوغ الفتاة سن ٢٤ عامًا واستمرار مطالباتها بالحصول على بطاقة الهوية اعترفت لها ربة الأسرة بحقيقة وضعها.

وأبلغتها ربة الأسرة أنها ليست ابنة لها.

واضطرت الفتاة في هذا السن للانتقال للإقامة بإحدى دور الإيواء.

وتقدمت بعد ذلك بطلب لاستكمال إجراءات معاملتها الخاصة لإصدار بطاقة الهوية.

ولم تتمكن الفتاة من إصدار البطاقة وذلك على مدار 5 سنوات متواصلة.

كما لم تكترث السلطات السعودية للوضع القانوني وحالة الفتاة التي يتطلب السرعة في انجاز هكذا معاملات.

واضطرت الفتاة بسبب المماطلة من قبل الجهات المختصة في إصدار أوراق شخصية لها لتقديم شكوى.

ووضعت الفتاة الشكوى في هيئة حقوق الإنسان في المملكة، موضحة تفاصيل ما حدث معها.

وأكدت الفتاة أنها لا تمتلك أية وثائق أو أوراق رسمية يثبت هويتها.

ووجهت هيئة حقوق الإنسان كتابا إلى الجهات المختصة طالبتها بعدم الممالطة في انجاز معاملة الفتاة.

وشددت على ضرورة انجاز إصدار بطاقة الهوية بالسرعة الممكنة لتمكين الفتاة من الحصول على حقوقها.

وفي منتصف العام الماضي، جرت تعديلات على مواد اللائحة التنفيذية لنظام الأحوال المدنية في السعودية.

وتضمنت الإجراءات الخاصة بآلية التبليغ عن اللقطاء (مجهولي الأبوين) واستخراج الهوية الوطنية لهم.

ويتضمن التعديل أن يتم التبليغ عن اللقيط داخل المملكة عن طريق وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.

وتؤكد التعديلات على ضرورة تسجيله في السجل المدني بعد استكمال عدد من المتطلبات، لإعطائه بطاقة هوية.

ويتم إنشاء ملف طبي وآخر جنائي لكل لقيط مجهول الأبوين وذلك منذ الإبلاغ عن الحالة ويدون اسم ثلاثي لوالدة اللقيط.

وأغلب اللقطاء في السعودية يتم العثور عليهم إما بجوار مسجد أو حاوية نفايات أو طريق عام.

ويعيش “البدون” في السعودية “حياة مجمدة” تفتقد إلى الخدمات الضرورية في مجالات الاستشفاء والتربية والزواج والمعاملات المالية.

وتطلق المملكة على البدون تسمية “القبائل النازحة”، حيث يخشون من استمرار عدم الاعتراف بهم منذ عقود طويلة.

وبحسب تقديرات المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة فإن عدد في السعودية يتجاوز الـ70 ألفا.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.