الرياض- خليج 24| صعدت المملكة العربية السعودية بشكل كبير يوم الجمعة ضد لبنان عقب أزمة تصريح وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي.
وأعلنت الحكومة السعودية عن قطع العلاقات الدبلوماسية واستدعاء سفيرها في لبنان من أجل التشاور.
كما أعلنت عن مغادرة السفير اللبناني لدى السعودية خلال الـ48 الساعة المقبلة.
أيضا قررت الرياض وقف جميع الواردات اللبنانية إلى المملكة.
وأوضحت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنه سيتم أيضا “اتخاذ عدد من الإجراءات الأخرى لتحقيق تلك الأهداف”.
كما أعادت حكومة الرياض تأكيدها على ما سبق أن “صدر بخصوص منع سفر مواطنيها إلى لبنان”.
وذكرت أن ما صدر من قرارات اليوم الجمعة هو “إرفاق للبيان الصادر من وزارة الخارجية بتاريخ 27 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري”.
وذلك “بشأن التصريحات المسيئة للمملكة الصادرة من قبل وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي”.
وقالت “تمثل هذه التصريحات حلقة جديدة من المواقف المستهجنة والمرفوضة الصادرة عن مسؤولين لبنانيين تجاه المملكة وسياساتها”.
فضلا عما تتضمنه التصريحات من افتراءات وقلبٍ للحقائق وتزييفها، بحسب بيان الحكومة السعودية.
وأوضحت أن “ذلك يأتي إضافة إلى عدم اتخاذ لبنان الإجراءات التي طالبت بها السعودية لوقف تصدير آفة المخدرات من لبنان”.
وأشارت كذلك إلى أن هذا يأتي “في ظل سيطرة حزب الله الإرهابي على كافة المنافذ”.
وكذلك عدم اتخاذ العقوبات بحق المتورطين في تلك الجرائم التي تستهدف أبناء شعب المملكة العربية السعودية، بحسب بيان الرياض.
كما اتهمت بيروت بعدم التعاون في تسليم المطلوبين للمملكة بما يخالف اتفاقية الرياض للتعاون القضائي.
وشددت الحكومة السعودية على أنها “لا تعتبر أن ما يصدر عن السلطات اللبنانية معبرا عن مواقف الجالية اللبنانية المقيمة بالمملكة”.
لذلك عبرت الحكومة عن “أسفها لما وصلت إليه العلاقات مع الجمهورية اللبنانية”.
وادعت أن هذا “بسبب تجاهل السلطات اللبنانية للحقائق، واستمرارها في عدم اتخاذ الإجراءات التصحيحية”.
ورات أن هذه كان يمكن أن “تكفل مراعاة العلاقات التي طالما حرصت المملكة عليها من منطلق ما تكنه للشعب اللبناني العزيز من مشاعر أخوية وروابط عميقة”.
وبحسب البيان “فسيطرة حزب الله الإرهابي على قرار الدولة اللبنانية جعل من لبنان ساحة ومنطلقا لتنفيذ مشاريع دول لا تضمر الخير للبنان وشعبه الشقيق”.
وشدد على أن شعب بيان يجمع بالمملكة بكافة طوائفه وأعراقه روابط تاريخية منذ استقلال الجمهورية اللبنانية.
واتهم بيان الحكومة السعودية حزب الله ب”توفير الدعم والتدريب لميليشيا الحوثي الإرهابي”.
في حين، ناشد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي القادة العرب للعمل والمساعدة بتجاوز الأزمة مع السعودية والحفاظ على التماسك العربي.
وقال ميقاتي عقب القرار إنه “لطالما عبّرنا عن رفضنا أي إساءة توجّه للمملكة ودعونا إلى تصحيح ما شاب العلاقات بين البلدين”.
وأضاف “شددنا في البيان الوزاري على أن من أولويات حكومتنا العمل على استعادة العلاقات والروابط التاريخية بين لبنان وأشقائه العرب”.
كما عبرنا وشدّدنا قبل يومين-يضيف ميقاتي- على أن موقف وزير الإعلام جورج قرداحي الذي أعلنه قبل توليه مهامه الوزارية لا يمثل رأي الحكومة.
وأردف “أكدنا حرصنا على العلاقات اللبنانية- الخليجية، وتمنّينا أن تستعيد العلاقات اللبنانية – السعودية خصوصا واللبنانية العربية عموما متانتها.
وعبر عن بالغ أسفه لقرار المملكة، مضيفا “نتمنى أن تعيد قيادة المملكة، بحكمتها، النظر فيه”.
وتابع “نحن من جهتنا سنواصل العمل بكل جهد ومثابرة لإصلاح الشوائب المشكو منها ومعالجة ما يجب معالجته”.
أيضا توجه ميقاتي “من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ومن ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بخالص آيات التقدير والاحترام.
وقال “نعرب لهم عن رفضنا الشديد والقاطع إلى كل ما يسيء للعلاقات الأخوية العميقة مع المملكة التي وقفت لجانب شعب لبنان.
كما أكد التمسك بكل الروابط الأخوية المتينة وعلى السعي الدؤوب من أجل الحفاظ على أفضل العلاقات الأخوية.
وتثبت سياسة السعودية مؤخرا أنها ماضية في تقديم لبنان هدية لإيران، حيث تدرس حاليا قطع علاقاتها بشكل كامل مع بيروت.
وأثارت تصريحات قرداحي التي قال فيها إن الحوثيين الذين يحارب التحالف العربي بقيادة السعودية يدافعون عن أنفسهم ضد الاعتداءات.
كما وصف قرداحي الحرب في اليمن بالعبثية والتي يجب أن تتوقف.
وأجاب على سؤال حول وجود اعتداء من السعودية والإمارات على اليمن، قائلا: “أكيد فيه اعتداء”.
وأضاف “ليس لأنهم السعودية أو الإمارات، ولكن هناك اعتداء منذ 8 سنوات وما زال مستمرا”.
ووجه قرداحي رسالة إلى السعودية “ما لم تكن قادرا على تنفيذه في عامين لن تستطيع تنفيذه في ثماني سنوات”.
وكان يشير إلى فشل المملكة في تحقيق أهدافها التي أعلنتها من هذه الحرب.
وقبل تصريحات قرداحي، كشف وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب عن سر خطير يتعلق بعلاقة بلاده مع السعودية.
وقال بو حبيب في لقاء تلفزيوني إن لبنان مهتم بتعزيز التقارب مع السعودية.
لكن الوزير اللبناني كشف عن أن “السلطات السعودية لا تبدي الرغبة في ذلك”.
وذكر في اللقاء “نحن نريد التقارب مع السعودية، لكن هم (السعوديون) لا يريدون ذلك”.
ولفت إلى أن “السعودية تعتبر العلاقة مع لبنان إقليمية”.
كما أعرب عن استعداده لزيارة الرياض في أي وقت، مضيفا “لكن ما في اليد حيلة”، في إشارة إلى رفض الرياض هذه الزيارة.
الأكثر أهمية ما أكده الوزير اللبناني بأن المفاوضات النووية لها تأثير على لبنان.
أيضا “المحادثات بين إيران والسعودية ستنعكس إيجاباً على لبنان”، بحسب بو حبيب.
وقبل أسبوعين، أكد معهد “كارنيغي” للدراسات الاستراتيجية أن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان أضاع كل أوراق المملكة في لبنان، مؤكدًا أن المملكة خسرت كثيرا بسبب ذلك.
وتساءل المعهد في تقرير له أنه ” أليس من المنطقي الاحتفاظ بالتحالفات هناك وخلق وسائل ضغط على حزب الله وطهران عند الضرورة؟”.
وأوضح أن سبب ذلك هو أن ولي عهد السعودية محمد ابن سلمان لا يتمتع بأي تجربة سياسية.
وذلك مقارنة مع الجيل السابق من القادة السعوديين، وهذا شيء مؤكد، بحسب المعهد.
كما أمسى ابن سلمان حساساً من استخدام القوة وبات مستعداً للدخول في حوار مع إيران.
وبينت أن السبب الآخر هو اعتقال ابن سلمان لسعد الحريري، فكان أمراً مهيناً وأثبت أنه يمكن الاستغناء عن الحريري.
ولفت المعهد أن خصومه استنتجوا بأنه فقد راعيه الإقليمي وبالتالي أصبح ضعيفاً جداً أمامهم.
لذلك خسر السنة في لبنان الكثير، وكذلك بالنسبة للسعودية أمام تضاعف نفوذ إيران.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=34180
التعليقات مغلقة.