قطر تشارك تجربتها في كأس العالم 2022 مع السعودية

شاركت قطر تجربتها الغنية من كأس العالم 2022 مع المملكة العربية السعودية، وذلك في إطار استعدادات السعودية لاستضافة كأس العالم 2034.

جاء ذلك خلال منتدى ميسك العالمي 2024 الذي عُقد في الرياض، حيث قدم ناصر الخاطر، الرئيس التنفيذي لكأس العالم 2022 في قطر، رؤى قيمة حول التحديات والفرص التي واجهتها قطر خلال البطولة.

واعتبر كأس العالم 2022 في قطر “أفضل كأس عالم في تاريخ البطولة”، وفقًا لرئيس وحدة عرض كأس العالم السعودية 2034.

وقد حققت البطولة نجاحًا كبيرًا، حيث تم بيع 3.2 مليون تذكرة، مما يمثل زيادة بنسبة 17% عن البطولة السابقة في روسيا عام 2018.

الخاطر أشار إلى أن البطولة كانت الأكثر استدامة من نوعها، وهو ما يعكس الجهود الكبيرة التي بذلتها قطر في هذا المجال.

وتحدث الخاطر عن العديد من التحديات التي واجهتها قطر، بما في ذلك جائحة كوفيد-19، والتي أثرت على جميع جوانب البطولة، كما واجهت البلاد صعوبة في تنظيم حدث بحجم كأس العالم في دولة سريعة التطور، بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة برفاهية العمال.

وأكد على أهمية إدارة التصورات الإعلامية والتحديات التي واجهتها قطر من حيث السمعة، ويقول الخاطر: ” منذ مرحلة العطاء، كان التحدي هو عدم أخذ الناس لنا على محمل الجد، وعدم رؤيتنا كمرشح جاد”، مشيرًا إلى كيف تطورت صورة قطر كدولة مضيفة مع اقتراب الحدث.

ورغم التحديات، أشار الخاطر إلى أن العديد من الزوار أثنوا على سلامة قطر وكرم ضيافتها، حيث أكدت العديد من النساء شعورهن بالأمان خلال المباريات، ويضيف الخاطر: “كما تقول النساء لم نشعر يومًا بمثل هذا الأمان في مباريات كرة القدم في حياتنا’.

وأبرز الخاطر التأثير الإيجابي لكأس العالم 2022 على الشباب في قطر، حيث ساهمت البطولة في تعزيز الفخر الوطني والوحدة بين المواطنين، مما جعل الشباب يشعرون بتحقيق إنجاز جماعي، ويتابع الخاطر: “كان الشباب في قطر محظوظين لأنهم شهدوا بلدًا ينمو معًا ويعيش شعور الفخر الوطني”.

كما أكد على أهمية إشراك الشباب في التخطيط واستضافة الحدث، من خلال تقديم برامج في المدارس وتوفير فرص للطلاب للتطوع، وأضاف: “شباب الأمة هم أكبر سفرائها”.

من جانبه، حثّ الحماد البلوي، رئيس وحدة عرض كأس العالم السعودية 2034، الشباب السعودي على احتضان إمكانيات كأس العالم 2034 كفرصة للنمو الشخصي والمهني، مضيفا: “كأس العالم هو تمكين لجميع المشاريع المختلفة”.

كما نصح الخاطر الشعب السعودي بأهمية الحفاظ على منظور أوسع وسط ضغوط استضافة حدث كبير، “دائمًا احتفظ بالصورة الكبيرة في ذهنك”، مشيرًا إلى أهمية إدارة التوقعات والتركيز على الأهداف الاستراتيجية بدلاً من الانغماس في التفاصيل.

وتتجلى الدروس المستفادة من تجربة قطر في عدة جوانب، بدءًا من التخطيط والتنظيم، وصولًا إلى كيفية التعامل مع التحديات الإعلامية.

ومن الواضح أن النجاح لا يأتي بسهولة، بل يتطلب الكثير من الجهد والتنسيق بين جميع الأطراف المعنية.

وتُظهر مشاركة قطر لدروسها مع السعودية أهمية التعاون الإقليمي في استضافة أحداث عالمية مثل كأس العالم.

إن خبرات قطر يمكن أن تشكل نموذجًا يحتذى به للسعودية، حيث تسعى الأخيرة إلى تحقيق طموحاتها في استضافة البطولة، ومع الالتزام والرؤية، يمكن أن تحقق السعودية نجاحًا كبيرًا في كأس العالم 2034، مستفيدة من التجارب السابقة والمشاركة الفعالة للشباب.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.