ف.تايمز: السعودية ضاقت ذرعًا بنفوذ إيران بلبنان وتعاقب اقتصاده بشكل مأساوي

الرياض – خليج 24| قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن الأزمة بين السعودية- لبنان تسد آخر منفذ لتدفق النقد إلى البلد الفقير الذي يقترب اقتصاده من الانفجار الكامل.

وأكدت الصحيفة الشهيرة في تقرير إن دول الخليج ترفع من وتيرة الضغط على لبنان المفلس، ما يعزز من معاناته الاقتصادية، المتفاقمة أصلا.

وبينت أن السعودية وحلفائها نفد صبرها من دولة تعيش بظل إيران وحزب الله.

ووصفت الصحيفة الخلاف بين لبنان ورعاته السابقين في الخليج بـ”المأساوي”.

كما قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن السعودية دخلت في صراع جديد مع إيران بسبب تزايد نفوذ وهيمنة “حزب الله” المدعوم منه، على مقاليد الأمور في لبنان.

وأكدت الصحيفة في تقرير لها إن حلفاء الرياض عجزوا على مواجهة حزب الله، ما أفقدها الصبر على بيروت.

وبينت أن السعودية تتذرع بمفاقمة أزمات لبنان بحديث وزير إعلامه الجديد “جورج قرداحي” عن حرب اليمن.

وشددت الصحيفة على أن الإجراءات جاء بوقت يعاني فيه لبنان من أزمات طاحنة تنذر بتدمير الاقتصاد اللبناني الذي يعاني أصلا من وضع كارثي.

وأكد وزير خارجية لبنان عبد الله بوحبيب أن شروط السعودية لحل الأزمة عقب تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي مستحيلة.

وقال بوحبيب إن “السعودية تملي شروطًا مستحيلة من خلال مطالبتها الحكومة اللبنانية بالحد من دور حزب الله”.

ولفت إلى أن الوساطة القطرية لحل المشكلة مع السعودية هي الأمر الوحيد المطروح حاليا.

وأضاف أنه “يعتقد أن الحوار المتبادل بين لبنان والسعودية هو السبيل الوحيد لحل الخلاف الدبلوماسي بين البلدين”.

غير أنه لفت إلى أن الرياض لم “تُجر أي اتصالات مع الحكومة اللبنانية التي تشكلت قبل أكثر من شهر”.

وحول تصريحات قرداحي، ذكر بو حبيب “نحن أمام مشكلة كبيرة، جورج قرادحي أشعل المشكلة، هو كان مثل فتيل للأزمة”.

ويوم أمس، كشفت مصادر مطلعة لموقع “خليج 24” عن اتصالات وجهود مكثفة يجريها ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد لإفشال جهود قطر حل الأزمة بين لبنان والسعودية.

وأوضحت المصادر أن ابن زايد هاتف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان طالبا منه عدم التعاون مع وساطة قطر.

وقام ابن زايد بتحريض ابن سلمان على لبنان وحكومتها برئاسة نجيب ميقاتي، داعيا السعودية لمواصلة التصعيد ضد بيروت.

وحذر ولي عهد أبو ظبي ابن سلمان من أن استجابة السعودية لجهود قطر سيعطيها مزيدا من الثقل العربي.

كما أمر ابن زايد ملك مملكة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بالتصعيد الكبير ضد لبنان، وأيضا عدم الاستجابة لجهود قطر.

ولفتت المصادر إلى أن ابن زايد عبر لمقربين منه عن غضبه عقب إعلان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي عن وساطة قطر.

وكشفت عن أن الحاكم الفعلي لدولة الإمارات العربية المتحدة تعهد أمامهم بإفشال الوساطة القطرية.

ونبهت إلى دعوة البحرين اليوم لرعاياها في لبنان بضرورة مغادرة لبنان فورا.

ونوهت المصادر ذاتها إلى أن القرار جاء عقب اتصال هاتفي من ابن زايد بالملك.

كما يخطط ولي عهد أبو ظبي لإرسال وفد تضامني من الإمارات إلى السعودية.

ويوم الاثنين، أعلنت الحكومة اللبنانية عن تدخل إيجابي من قبل الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لمعالجة الأزمة المتفاقمة مع السعودية.

وجاء الإعلان عن ذلك ببيان رسمي أصدره مكتب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي.

وقال مكتب ميقاتي في البيان إن “أمير قطر سيتدخل لمعالجة الأزمة اللبنانية الخليجية”.

وصدر البيان عقب اجتماع بين ميقاتي وأمير قطر على هامش مؤتمر الأمم المتحدة الـ26 للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي في مدينة غلاسكو بإسكتلندا.

وأوضح أنه جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين لبنان وقطر.

وكشف البيان عن أن أمير قطر أكد أنه سيوفد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت قريبًا.

وذلك للبحث في السبل الكفيلة بدعم لبنان، ولاستكمال البحث في الملفات المطروحة، ولا سيما معالجة الأزمة اللبنانية – الخليجية.

وجدد ميقاتي شكره لأمير قطر “على موقفه الدائم الداعم للبنان”.

ورحبت لبنان يوم الأحد بموقف قطر وعمان من الأزمة مع السعودية.

وأكد وزير الخارجية والمغربين في لبنان عبد الله بو حبيب شكره لنظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بسبب جهود بلاده باحتواء الأزمة الحالية.

وقالت الخارجية اللبنانية إن “وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني”.

وأوضحت أنه شكر “جميع الجهود المبذولة لاحتواء التصعيد والتخفيف من حدة الأزمة الراهنة”.

كما رحب بو حبيب بالبيان الصادر عن الخارجية العُمانية حول الأزمة.

وكانت عمان “أسفت فيه لتأزم العلاقات بين لبنان وعدد من الدول العربية، مطالبةً الجميع بضبط النفس والعمل على تجنب التصعيد”.

وأكد بو حبيب “حرص لبنان الشديد على أفضل العلاقات مع إخوانه الخليجيين والعرب”.

وأثارت تصريحات قرداحي أزمة دبلوماسية تمثلت في سحب السعودية سفيرها من لبنان.

كما طالبت سفير بيروت بالعودة إلى بلاده، وأعلنت إيقاف جميع الصادرات اللبنانية إليها.

في حين تطورت ارتدادات الأزمة لتشمل عدداً من دول الخليج لتشمل الكويت، والإمارات، والبحرين التي اتخذت مواقف مشابهة.

فيما استنكرت قطر مواقف الوزير قرداحي مطالبة بتهدئة الأوضاع و”المسارعة إلى رأب الصدع بين الأشقاء”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.