“علاقة تحت الاختبار”.. تغريدات تكشف عن بوادر خلافات سعودية وإماراتية حول اليمن

 

أبو ظبي – خليج 24| كشف تغريدات لشخصيات سعودية غاصبة من موقف الإمارات في اليمن عن بوادر تفجر خلاف بينهما بشأن الدولة التي يستمر فيها الصراع منذ سنوات.

وجاء ارتفاع الأصوات الغاضبة ضد المواقف الإماراتي الذي يدعم ميلشيات المجلس الانتقالي الجنوبي بظل خلافات كبيرة تعصف بعلاقات البلدين.

وأكدت شخصيات سعودية أن الرياض غاضبة من مواقف أبو ظبي وحديث انفصاليين جنوبيين عن “أطماع” للسعودية في اليمن.

فقد كتب مساعد رئيس تحرير صحيفة “عكاظ” السعودية عبد الله آل هتيلة: “لمن في قلوبهم مرض المملكة هي الدولة الوحيدة التي ليس لها أطماع باليمن”.

وقال: “مطمعها الوحيد أمن واستقرار اليمن بحكم الجوار ووشائج القربى بين الشعبين والمصالح المشتركة بينهما”.

وحذر آل هتيلة: “السعودية حكومة وشعبا لن تسمح لكائن من كان أن يعبث بأمن اليمن للإضرار بأمنها، فإن طال صبرها فله حدود”.

بينما أكد المحلل سليمان العقيلي: “إذا لم تساعد أبوظبي بتنفيذ اتفاق الرياض وظلت على تعطيله، فأعتقد أن العلاقات السعودية الإماراتية ستظل تحت الاختبار”.

وكتب حساب يماني السعودي: “لو صح كلامه عن أطماع السعودية كما يقول وحرصه على الأرض.. لماذا لا يتكلم عن أطماع الإمارات وهي محتلة الآن فعليا لميناء عدن وجزيرة سقطرة وميناء بلحاف؟”

وقال: “يعني باختصار شغلهم كله عبثي ضد اليمن والسعودية وخدمة لإيران لأنهم في النهاية تخرجوا من الضاحية الجنوبية”..

كما غرد المهندس سلطان الطيار: “هؤلاء الانتقالي مجرد أدوات تابعة للإمارات لا يتحركون من انفسهم وهذا ما تريده الحليفة حرفيا”.

وكتب آخر: “من يظن أن السعودية ستسمح بوجود كيان عنصري إرهابي مثل هذا باليمن (المجلس الانتقالي) يقوم بتطهير عرقي وأفعال إجرامية إرهابية”.

وقال: “هو لا يعرف عظمة وإنسانية وقيمة المملكة العربية السعودية”.

 

ولم يكن ظهور الخلاف الشديد بين شخصيات سعودية وإمارات العربية المتحدة في منظمة “أوبك بلس” حول كمية إنتاج النفط الخلاف الأولي بين البلدين.

وحاولت السعودية والإمارات خلال السنوات الماضية الادعاء بوجود تحالف استراتيجي بينهما على مختلف الصعد.

وكانت هذه الادعاءات بعيد تسلم الملك سلمان بن عبد العزيز ونجله الأمير محمد بن سلمان الحكم في السعودية.

وعلى مدار سنوات حاول كل من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وولي عهد السعودية محمد بن سلمان الإظهار كأنهما أكثر من حاكمين صديقين.

وعملا على مدار سنوات بشكل موحد في قضايا وملفات خليجية وإقليمية، وتماهى موقف الرياض وأبو ظبي بشكل كبير حولها.

لكن سرعان ما بدأت العلاقات في التضارب على خلفية المصالح الخاصة وتباين الرؤى بين حكام البلدين الخليجين.

وخلال السنوات الأخيرة وجهت الدولتان ضربات قوية لبعضهما في عديد الملفات الخليجية والإقليمية لكن دون الظهور إلى العلن.

غير أن خلاف السعودية والإمارات في إطار منظمة “أوبك بلس” حول تقاسم حصص الإنتاج العالمي من النفط أظهر حجم الخلاف والصراع.

في حين يؤكد مراقبون ومختصون في الشأن الخليجي أن الخلاف الأخير ليس سوى “جبل جليد” الخلافات، فالخلاف أكبر من ذلك، وأبعد مدى.

وعلى صعيد حرب اليمن، فقد دخلت السعودية والإمارات الحرب عام 2015 بأهداف مشتركة معلنة وبغرفة عمليات موحدة.

غير أنه سرعان ما افترقتا في هذه الساحة فالبلدين يسعيان وراء أهداف مختلفة.

وتباينت قائمة ترتيب الأعداء والتهديدات في حرب اليمن، فالرياض تنظر إلى الحوثي ذراعا لإيران (غريمها التقليدي في المنطقة)؟

في حين كانت تنظر دولة الإمارات إلى إخوان اليمن ممثلا ب”التجمع اليمني للإصلاح”.

كما اختلفت شخصيات سعودية وإماراتية في تحديد مدى “خطر إيران” في ساحة اليمن.

فبينما تراه الرياض تهديدا وجوديا، غير أن الإمارات لا تراه كذلك.

بل إن أبو ظبي ورغم إعلانها العداء لإيران، إلا أنها واصلت علاقاتها وشراكتها الاقتصادية مع طهران بشكل ضخم.

وظهر جليا حجم الخلاف، بامتناع الحوثيين عن استهداف الأراضي الإماراتية بهجمات مسلحة.

فيما يواصلون بشكل شبه يومي مهاجمة الأراضي السعودية، وشن هجمات قوية ضد الرياض.

وعلى إثر ذلك، اندلعت “حرب الوكالة” بين السعودية والإمارات في منطقة جنوب اليمن.

وتسعى الرياض إلى تثبيت أركان الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والقوات الموالية لها.

في حين تسابق الإمارات الزمن من أجل سيطرة مليشيا المجلس الانتقالي الجنوب الذي تدعمه للسيطرة على جنوب اليمن.

كما اندلعت خلال السنوات الأخيرة حرب الموانئ، بسباق الطرفين للصراع على الموانئ والجزر الاستراتيجية في اليمن.

وكانت القشرة التي قسمت ظهر البعير في حرب اليمن، إعلان أبو ظبي بشكل مفاجئ انتهاء حربها في اليمن.

لكن ضغوط سعودية مكثفة حينها دفعت أبو ظبي للتراجع عن هذا التصريح، ما خلق أزمة كبيرة بين كل من ابن سلمان وابن زايد.

ولم تقتصر علاقة السعودية والإمارات على العمل في الملف اليمني ثم الافتراق.

بل عملا معا على مواجهة ثورات الربيع العربي، وتوحدتا في دعم “الثورات المضادة”.

لكن الإمارات كانت أكثر بروزا وتحريضا ضد الربيع العربي، فيما عملت السعودية بتوجيهات ابن سلمان بالخفاء.

أيضا عملتا معا ضد دولة قطر، وفرضتا مع دول أخرى حصارا على الدوحة وخططتا لعمل عسكري ضدها.

غير أن المصالحة مع قطر في يناير 2021 كان بمثابة أحد أبرز أسباب الخلاف بين الرياض وأبو ظبي.

فحاول محمد بن زايد وضع العصي في دواليب الجهود الكويتية والأمريكية للمصالحة الخليجية.

لكن التطورات غير المتوقعة في الولايات المتحدة وخسارة دونالد ترامب دفعت شخصيات سعودية إلى المسارعة في مصالحة قطر.

وعلى صعيد العدو اللدود للسعودية (إيران)، لطالما عبرت الرياض عن غضبها الشديد من علاقة الإمارات المشبوهة معها.

وسرعت التقارير والمعلومات والأرقام التي كشفتها الصحف ووكالات الأنباء العالمية حول علاقة البلدين في زيادة التوتر بين الرياض وأبو ظبي.

فلطالما عولت الرياض كثيرا على العقوبات والحصار الاقتصادي المشدد الذي فرضه دونالد ترامب على إيران بهدف إخضاعها.

لكن ما كشف من علاقات اقتصادية بين الإمارات وإيران ومساعدتها لطهران في تهريب النفط أغاظ الرياض كثيرا.

وعلى الصعيد الاقتصادي، برز التنافس الحاد بين البلدين الخليجيين، مع تزايد طموحات ولي العهد السعودي.

وسرعان ما اعتبرت أبو ظبي طموحات ابن سلمان تهديدات استراتيجيا لها ومحاولة الاستئثار بما تستأثر بها الإمارات حاليا.

وهذا ما دفع الإمارات إلى تسعير حربها الاقتصادية بشكل خفي ضد السعودية ومحاولة إفشال خطط ابن سلمان.

 

للمزيد| تقرير “خليج 24”: صراع السعودية والإمارات على العلن.. وراء الأكمة ما وراءها

لمتابعة صفحتنا عبر فيسبوك اضغط من هنا

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.