الرياض – خليج 24| سلط موقع مركز الخليج للدراسات والبحوث الضوء على العلاقات السعودية الإماراتية خلال عام 2022، على خلفية التأزم الذي وقع بينهما بقضايا عديدة.
وقال المركز في تقرير إن أبو ظبي والرياض ماضيتان بمزيد من الصراع وإن كان ذلك سرًا.
وأشار إلى أن دول الخليج انتهجت استراتيجية سياسية واقتصادية قائمة على المنافسة مع بعضها البعض.
علاقات السعودية الإمارات
وذكر المركز أن ذلك سيما الرياض وأبوظبي اللتان وضعتا خططهما لتأمين مصالح السياسة الخارجية وزيادة القوة مع صعود أسعار النفط عام 2022.
وبين أن إلقاء نظرة فاحصة على العلاقات بين السعودية والإمارات يظهر أنهما ذهبا بطرق منفصلة في الأشهر الأخيرة سعياً وراء مصالحهم الإقليمية.
وأشار المركز إلى أنه يمكن أن يدفع بعلاقاتهم المتوترة لمستويات أكثر برودة ويهيئ لتنافسهم السياسي والاقتصادي والعسكري والجيوسياسي.
بينما قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن الإمارات تنوي توسيع دائرة المنافسة بمجال استيراد البضائع من الخارج، لجذب استثمارات أجنبية بإطار “صراع خفي” مع السعودية.
وأوضحت الصحيفة في بيان أن أبو ظبي أبلغت عائلات الأعمال الرئيسية فيها بالسياسة التي بررتها بإطار جهودها لتعزيز المنافسة والانفتاح”.
وبينت أن الإمارات اقترحت تشريعات لوقف التجديد التلقائي لعقود العمل القائمة.
صراع السعودية والإمارات
وأشارت إلى أن ذلك “يمنح الشركات الأجنبية المرونة لتوزيع سلعها الخاصة أو تغيير وكيلها المحلي خلال انتهاء العقد”.
يذكر أن شركات العائلات تمتلك 90% من القطاع الخاص بأبوظبي، ما يمثل ثلاثة أرباع جميع العمالة في الدولة.
ونبهت الصحيفة إلى أن السياسة الجديدة هي أحدث الجهود التي تبذلها السلطات الإماراتية لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.
وقالت إن ذلك يأتي من خلال التغييرات القانونية والاجتماعية، لمنافسة السعودية على “صدارة المنطقة” في الاستثمار.
وذكرت أن السعودية تسعى لمنافسة الإمارات كأكبر مركز تجاري ومالي في المنطقة.
ولم يكن ظهور الخلاف الشديد بين السعودية ودولة الإمارات بمنظمة “أوبك بلس” حول كمية إنتاج النفط الخلاف الأولي بين البلدين.
وحاولت السعودية والإمارات خلال السنوات الماضية الادعاء بوجود تحالف استراتيجي بينهما على مختلف الصعد.
وكانت هذه الادعاءات بعيد تسلم الملك سلمان بن عبد العزيز ونجله الأمير محمد بن سلمان الحكم في السعودية.
وعلى مدار سنوات حاول كل من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وولي عهد السعودية محمد بن سلمان الإظهار كأنهما أكثر من حاكمين صديقين.
وعملا على مدار سنوات بشكل موحد في قضايا وملفات خليجية وإقليمية، وتماهى موقف الرياض وأبو ظبي بشكل كبير حولها.
لكن سرعان ما بدأت العلاقات في التضارب على خلفية المصالح الخاصة وتباين الرؤى بين حكام البلدين الخليجين.
بن سلمان بن زايد
وخلال السنوات الأخيرة وجهت الدولتان ضربات قوية لبعضهما في عديد الملفات الخليجية والإقليمية لكن دون الظهور إلى العلن.
غير أن خلاف السعودية والإمارات في إطار منظمة “أوبك بلس” حول تقاسم حصص الإنتاج العالمي من النفط أظهر حجم الخلاف والصراع.
في حين يؤكد مراقبون ومختصون في الشأن الخليجي أن الخلاف الأخير ليس سوى “جبل جليد” الخلافات، فالخلاف أكبر من ذلك، وأبعد مدى.
وعلى صعيد حرب اليمن، فقد دخلت السعودية والإمارات الحرب عام 2015 بأهداف مشتركة معلنة وبغرفة عمليات موحدة.
غير أنه سرعان ما افترقتا في هذه الساحة فالبلدين يسعيان وراء أهداف مختلفة.
وتباينت قائمة ترتيب الأعداء والتهديدات في حرب اليمن، فالرياض تنظر إلى الحوثي ذراعا لإيران (غريمها التقليدي في المنطقة)؟
في حين كانت تنظر دولة الإمارات إلى إخوان اليمن ممثلا ب”التجمع اليمني للإصلاح”.
كما اختلفت السعودية والإمارات في تحديد مدى “خطر إيران” في ساحة اليمن.
فبينما تراه الرياض تهديدا وجوديا، غير أن الإمارات لا تراه كذلك.
تهديدات أبو ظبي الرياض
بل إن أبو ظبي ورغم إعلانها العداء لإيران، إلا أنها واصلت علاقاتها وشراكتها الاقتصادية مع طهران بشكل ضخم.
وظهر جليا حجم الخلاف، بامتناع الحوثيين عن استهداف الأراضي الإماراتية بهجمات مسلحة.
فيما يواصلون بشكل شبه يومي مهاجمة الأراضي السعودية، وشن هجمات قوية ضد الرياض.
وعلى إثر ذلك، اندلعت “حرب الوكالة” بين السعودية والإمارات في منطقة جنوب اليمن.
وتسعى الرياض إلى تثبيت أركان الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والقوات الموالية لها.
في حين تسابق الإمارات الزمن من أجل سيطرة مليشيا المجلس الانتقالي الجنوب الذي تدعمه للسيطرة على جنوب اليمن.
كما اندلعت خلال السنوات الأخيرة حرب الموانئ، بسباق الطرفين للصراع على الموانئ والجزر الاستراتيجية في اليمن.
وكانت القشرة التي قسمت ظهر البعير في حرب اليمن، إعلان أبو ظبي بشكل مفاجئ انتهاء حربها في اليمن.
لكن ضغوط سعودية مكثفة حينها دفعت أبو ظبي للتراجع عن هذا التصريح، ما خلق أزمة كبيرة بين كل من ابن سلمان وابن زايد.
ولم تقتصر علاقة السعودية والإمارات على العمل في الملف اليمني ثم الافتراق.
بل عملا معا على مواجهة ثورات الربيع العربي، وتوحدتا في دعم “الثورات المضادة”.
حصار قطر
لكن الإمارات كانت أكثر بروزا وتحريضا ضد الربيع العربي، فيما عملت الرياض بتوجيهات ابن سلمان بالخفاء.
أيضا عملتا معا ضد دولة قطر، وفرضتا مع دول أخرى حصارا على الدوحة وخططتا لعمل عسكري ضدها.
غير أن المصالحة مع قطر في يناير 2021 كان بمثابة أحد أبرز أسباب الخلاف بين الرياض وأبو ظبي.
فحاول محمد بن زايد وضع العصي في دواليب الجهود الكويتية والأمريكية للمصالحة الخليجية.
لكن التطورات الغير متوقعة في الولايات المتحدة وخسارة دونالد ترامب دفعت السعودية إلى المسارعة في مصالحة قطر.
وعلى صعيد العدو اللدود للسعودية (إيران)، لطالما عبرت الرياض عن غضبها الشديد من علاقة الإمارات المشبوهة معها.
وسرعت التقارير والمعلومات والأرقام التي كشفتها الصحف ووكالات الأنباء العالمية حول علاقة البلدين في زيادة التوتر بين الرياض وأبو ظبي.
فلطالما عولت الرياض كثيرا على العقوبات والحصار الاقتصادي المشدد الذي فرضه دونالد ترامب على إيران بهدف إخضاعها.
لكن ما كشف من علاقات اقتصادية بين الإمارات وإيران ومساعدتها لطهران في تهريب النفط أغاظ الرياض كثيرا.
وعلى الصعيد الاقتصادي، برز التنافس الحاد بين البلدين الخليجيين، مع تزايد طموحات ولي العهد السعودي.
وسرعان ما اعتبرت أبو ظبي طموحات ابن سلمان تهديدات استراتيجيا لها ومحاولة الاستئثار بما تستأثر بها الإمارات حاليا.
وهذا ما دفع الإمارات إلى تسعير حربها الاقتصادية بشكل خفي ضد السعودية ومحاولة إفشال خطط ابن سلمان.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=41143
التعليقات مغلقة.