عام 2024: الكارثة الإنسانية غير المكتملة في غزة
تقترب الحرب في غزة من شهرها السادس عشر، لا يزال المدنيون الفلسطينيون المحاصرون داخل القطاع المحاصر يواجهون حالة من اليأس، رغم الدعوات المستمرة من المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
في 11 ديسمبر، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارين رئيسيين، مطالبةً بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأسرى.
كما أعادت الجمعية تأكيد دعمها الكامل لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط (الأونروا)، والتي تُعتبر شريان حياة لملايين الفلسطينيين، وأدانت التشريع الذي أقره الكنيست في 28 أكتوبر والذي يحظر عمل الوكالة.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، عندما شنّت جماعة حماس هجومًا مفاجئًا على الأراضي الفلسطينية المحتلة أسفر عن مقتل 1200 شخص، وأسر 240 آخرين، واصلت القوات الإسرائيلية قصف غزة وفرضت قيودًا مشددة على تدفق المساعدات إلى القطاع.
وأدى القصف إلى استشهاد ما لا يقل عن 44,900 فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، ودمر المنازل والخدمات الصحية والتعليمية والصرف الصحي، كما شرد حوالي 90٪ من السكان — مع نزوح العديد من الأسر عدة مرات.
وفي ظل الحصار الإسرائيلي، الذي يمنع دخول أكثر من 83٪ من الإغاثة الإنسانية إلى غزة، أدى ذلك إلى حدوث نقص حاد في الغذاء، وأزمة جوع وصلت إلى مستويات كارثية تؤثر على أكثر من مليوني شخص.
وفي بداية ديسمبر، حذر برنامج الغذاء العالمي من أن “نظام الغذاء في غزة على وشك الانهيار”، مشيرًا إلى “خطر مرتفع للمجاعة” لجميع سكان القطاع.
في الشمال، حيث لم يصل أي مساعدات منذ ما يقارب ثلاثة أشهر، يواجه نحو 65,000 فلسطيني تهديدًا وشيكًا بالمجاعة.
وكانت لجنة المراجعة المستقلة للمجاعة قد حذرت في نوفمبر من أن “حدود المجاعة قد تكون قد تم تجاوزها بالفعل أو ستصل قريبًا إلى هذا الحد”.
وفي 1 أبريل، أفادت هيئة الصحة في غزة بأن 32 شخصًا، بينهم 28 طفلًا، قد توفوا بسبب سوء التغذية والجفاف في مستشفيات شمال القطاع.
وقدمت العديد من الحكومات والمنظمات الدولية مزيدًا من التحركات ضد إسرائيل، فقد خلص تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية إلى أن إسرائيل “ارتكبت وتستمر في ارتكاب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة المحتلة”.
واعتبرت جنوب أفريقيا من أولى الدول التي اتهمت إسرائيل بالإبادة الجماعية، حيث قدمت قضية ضد إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية، التي خلصت في يناير إلى أنه “من المحتمل” أن تكون إسرائيل قد ارتكبت أعمالًا تنتهك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية.
ومنذ اندلاع الحرب، استشهد العديد من قادة حماس، منهم يحيى السنوار المدبر للهجوم على 7 أكتوبر، الذي استشهد في 17 أكتوبر خلال اشتباك مع دورية إسرائيلية في رفح. وأُعلنت إسرائيل عن استشهاد عدة شخصيات قيادية في حماس على مدار العام، من بينهم صالح العاروري ومروان عيسى.
وفي الجنوب، حيث يمكن الوصول إلى المساعدات ولكنها ما زالت غير كافية، أفادت وكالات الأمم المتحدة في فبراير بأن 5٪ من الأطفال دون سن الثانية يعانون من سوء تغذية حاد.
وفي مستشفى كمال عدوان في الشمال، الذي تعرض لهجمات إسرائيلية متكررة، توفي العديد من المرضى في المستشفى بسبب تدمير المرافق والقيود المفروضة على الإمدادات الطبية.
وتتوقع المنظمات الإنسانية أن الوضع الإنساني في غزة سيتدهور أكثر في العام الجديد، مع دخول الحظر الذي فرضه الكنيست على عمل الأونروا حيز التنفيذ، مما يزيد من معاناة المدنيين في القطاع.
وفي غزة، زادت الانتقادات لحركة حماس سواء في الأماكن العامة أو عبر الإنترنت، حيث اتهم بعض الغزيين الحركة باستخدام المدنيين كدروع بشرية، وأُصدرت فتاوى تدين إطلاق الصواريخ من المناطق السكنية.
وعلى الرغم من الضغوط الدولية وارتفاع الأصوات المنادية بوقف إطلاق النار، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الحرب لم تنتهِ بعد، وأنها “بداية النهاية”.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69936