نيويورك – خليج 24| طالب حقوقيون وساسة وأكاديميون وباحثون عرب ودوليون بالإفراج عن الداعية السعودي سلمان العودة المعتقل منذ أكثر من 3 سنوات في سجون بلاده.
جاء ذلك خلال مؤتمر عقده مركز الحقوق والبحوث العربية “آرك الفـُلْك” عبر تقنية الاتصال المرئي، على مدار يومي الخميس والجمعة.
وحمل اسم المؤتمر بعنوان “مصلحون معاصرون.. سلمان العودة نموذجًا”، بمشاركة 34 شخصية من دول مختلفة.
وأكد الرئيس التونسي الأسبق “المنصف المرزوقي” أن “المصلحين يتوجهون للحكام بالنصائح التي هي في مصلحتهم.
وقال: “عوضًا عن الاستماع إليهم يُلقون بهم في السجن، وفي آخر المطاف ما الذي يقع؟ يربح الحكام الوقت فقط”.
وأضاف المرزوقي: “النظام السعودي قد يربح 10 أو 20 سنة، ولكن في نهاية المطاف، النتيجة معروفة”.
لكن “الآن، بعد ثورات الربيع العربي، التي يظن البعض أنها انتهت، بينما هي بدأت للتو؛ فالمعادلة أصبحت معروفة: إما الإصلاح أو الثورة”.
وتابع: “نحن ندعو لهبة وعي: أطلقوا سراح سلمان العودة والمساجين السياسيين كافة في السعودية، واستمعوا لهم بدلا من المطبلين”.
وأكد أن ما وصفها بـ”الوضعية الكارثية التي يشهدها العالم العربي” هي نتيجة عدم الإنصات إلى المصلحين من أمثال “العودة”، وهم كثيرون.
واستطرد المرزوقي: “لن ننسى العودة ومَن معه، لن نتركهم إلى أن يُطلق سراحهم ويُعاد لهم الاعتبار”.
كما قالت المديرة التنفيذية لـ”مؤسسة الديمقراطية الآن للعالم العربي” سارة ليا ويتسون إن “من مفارقات محاكمة العودة هو مدى استعداد السعودية لاستخدام تهم الإرهاب ضد شخص دعا سلميا للإصلاح والتغيير والسلام”.
ودعت لتسليط الضوء على “المسؤولين الحكوميين المتورطين في محاكمة سلمان العودة .
ونبهت إلى أن ابن سلمان ما كان يستطيع فعل ذلك بمفرده.
وقالت إنه “ليس بمقدوره اضطهاد المواطنين السعوديين كلهم بنفسه”.
وأوضحت أن “من بين المسؤولين الذين نشير إليهم وكلاء النيابة والمحققون الذين وجهوا التهم إلى العودة”.
بالإضافة إلى “القضاة وحراس السجون. إنهم الأشخاص الذين تعتمد عليهم الحكومة لتنفيذ عملية القمع”.
من جانبه، شدّد نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأ “هيومن رايتس واتش” الحقوقية “آدم كوجل” على أن “حالة حقوق الإنسان بالسعودية تكشف عن تدهور كامل”.
وخص ما يتعلق باحترام الحقوق الأساسية خلال السنوات الأخيرة، لا سيما الحقوق المدنية أو السياسية”.
وأشار إلى أن درجة الاضطهاد في المملكة “لم يسبق لها مثيل.
ونبه إلى أن هناك عددا هائلا من الاعتقالات بين صفوف العلماء والمفكرين والمثقفين والاقتصاديين والناشطين في مجال حقوق المرأة”.
ولفت “كوجل” إلى أن السعودية تحاول “السير على النهج الإماراتي من خلال إنكار جميع الحقوق المدنية والسياسية”.
وقال إنها تسعى إلى “تسويق الدولة على أنها حديثة وتقدمية عبر إصلاحات اجتماعية وثقافية محدودة”.
وذكرت الباحثة السعودية بمنظمة “العفو” الحقوقية الدولية “دانا أحمد” إلى أن المحكمة الجنائية المتخصصة، التي يُحاكم “العودة” أمامها، تُشكّل “أداة ناجعة للقمع الحكومي”.
وأكدت أنها خلافًا للمحاكم الأخرى، فإنها تتمتع بصلاحية نظر القضايا المتعلقة بالإرهاب”.
وقالت أحمد إن إجراءاتها غير قانونية بشكل فادح إذ يُقبض على الأفراد دون مذكرة أو سبب.
وأشارت إلى أنهم يُحتجزون بمعزل عن العالم الخارجي دون السماح لهم بمقابلة عائلاتهم أو ممثليهم القانونيين.
وأوضحت أحمد أن “من أبرز إخفاقات المحكمة اعتمادها على الاعترافات المنتزعة تحت التعذيب”.
وأشار إلى “توثيق ذلك في عشرات القضايا لأفراد حُكم عليهم فيما بعد أو حتى أُعدموا”.
فيما أشار نائب مدير مؤسسة “القسط” لحقوق الإنسان، “جوشوا كوبر” إلى أن “عمليات الإعدام بالسعودية زادت منذ العام 2011.
وذكر أنها زادت خاصة منذ عام 2015 مع صعود الملك سلمان إلى السلطة.
إلا أن هذا –وفق كوبر- الارتفاع لا يعكس زيادة في الجرائم، بل هو ضمن إطار حملة قمع واسعة ضد حرية التعبير والمعارضين.
ووصف مؤسس “المعهد الأصولي” خالد أبو الفضل الداعية سلمان العودة بأنه “من أهم فقهاء وعلماء المسلمين في القرنين الماضيين، ومن أكثرهم تأثيرًا.
وقال إن “كل المؤشرات تدل على أن السلطات السعودية تتبع نهجا يهدف إلى قتله ببطء”.
وأضاف: “في السعودية والإمارات، ودول عربية أخرى، هناك هجوم منظم وممنهج ضد جميع أشكال التفكير الداعمة للتوفيق بين العقيدة والأخلاق الإسلامية من جهة والحكم الديمقراطي من جهة أخرى”.
وشدد أبو الفضل على أنه “منذ القرن التاسع عشر، تم استهداف واضطهاد كل مفكر إسلامي حاول الجمع بين الأخلاق الإسلامية والقيم الديمقراطية”.
وأكد “أن “عالم حقوق الإنسان سيظل في حالة نفاق دائمة طالما بقي أناس مثل سلمان العودة في السجن يواجهون مستقبلا مُظلما للغاية”.
من جهته، وجّه مدير أبحاث الخليج لدى “منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي”، “عبد الله العودة”، نجل الداعية المعتقل، التحية للعلماء والأكاديميين الذين ساهموا بوقتهم، وجهودهم لإنجاح المؤتمر الافتراضي.
وأضاف: “كان من المهم أن تعكس الأصوات المختلفة في كل من الجلسات الإنجليزية والعربية تنوعا في الفكر والأيديولوجيا والجغرافيا”.
غير أن هذا “التنوع هو أكبر برهان على الوحدة، وأقوى رد فعل على الشرعية التي تدّعي الحكومة السعودية أنها تتمتع بها، بينما تسجن والدي”.
وبحسب العودة: “يُمثل المتحدثون ملايين الأصوات في جميع أنحاء العالم، التي تدرك أن مطالب الحرية لعالِم إسلامي مثل والدي تعني أيضا الحرية لآلاف من سجناء الرأي في السعودية وحول العالم”.
ونوه إلى أن والده “إنسان متواضع وبسيط، يمكن وصفه بأنه كتاب مفتوح. طوال مراحل حياته المختلفة، ظل دائما وفيا لنمط من البساطة والتفاؤل على طريقته الخاصة”.
يذكر أن السلطات السعودية اعتقلت سلمان العودة” في سبتمبر 2017، مع دعاة بارزين، وناشطين في البلاد.
وأدرجت تهمًا له تتعلق “الإرهاب والتآمر على الدولة”، وسط مطالب من شخصيات ومنظمات دولية وإسلامية بإطلاق سراحهم.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=12065
التعليقات مغلقة.