صهر ترامب الملياردير اللبناني الذي قد يشكل سياسة الشرق الأوسط

تعتبر شخصية مسعد بولس، الملياردير اللبناني وصهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، واحدة من أبرز الشخصيات التي يُمكن أن تلعب دورًا محوريًا في تشكيل سياسة الشرق الأوسط في الفترة المقبلة.

وتم تعيين بولس كمستشار رفيع المستوى للشرق الأوسط، مما يجعله أعلى مسؤول من أصل لبناني في البيت الأبيض منذ أن عيّن الرئيس رونالد ريغان فيليب حبيب كموفد له إلى الشرق الأوسط.

ويأتي هذا التعيين في وقت حساس تعاني فيه المنطقة من العديد من الأزمات، مما يضع بولس في موقع يمكنه من التأثير بشكل كبير على الديناميكيات السياسية.

بولس هو زوج ابنة ترامب، تيفاني، وقد كان له دور في الحملة الانتخابية لترامب من خلال توسيع العلاقات مع الناخبين العرب الأمريكيين. وبذلك، فإنه يجمع بين خلفيته التجارية الواسعة ونفوذه العائلي، مما يتيح له التأثير في القضايا السياسية والاقتصادية على حد سواء.

وُلِد بولس في عائلة من المسيحيين الأرثوذكس في كفر عكا شمال لبنان، وبرز كأحد أبرز رجال الأعمال في نيجيريا حيث يمتلك إمبراطورية تجارية تشمل سيارات سوزوكي والدراجات النارية الصينية. هذا النجاح في الأعمال يعكس الروابط القوية بين الجاليات اللبنانية في الخارج وبلدهم الأم، حيث يستمر رجال الأعمال اللبنانيون في لعب دور حيوي في الاقتصاد المحلي والدولي.

ورغم كونه شخصية جديدة نسبيًا على الساحة السياسية الأمريكية، إلا أن بولس يتمتع بعلاقات وثيقة مع أبرز الشخصيات السياسية في لبنان، فقد التقى بقادة من مختلف الأطياف السياسية اللبنانية، بما في ذلك زعماء الأحزاب المسيحية، مما يدل على قدرته على التنقل بين الأوساط السياسية المتنوعة في لبنان.

ومع ذلك، يواجه بولس تحديات كبيرة، فلبنان يعاني من أزمة اقتصادية خانقة منذ عام 2019، وقد فقدت البلاد الكثير من نفوذها في المنطقة لصالح القوى الكبرى. وفي ظل الظروف الحالية، يتعين على بولس أن يتعامل مع التعقيدات السياسية التي تعصف بالبلاد، بما في ذلك تأثير حزب الله والضغوط الدولية.

وبصفته مستشارًا للشرق الأوسط، من المتوقع أن يسعى بولس إلى تحقيق توازن بين مصالح الولايات المتحدة والعلاقات التاريخية مع لبنان. إنه يمثل جيلًا جديدًا من القادة اللبنانيين الذين يسعون للتأثير على السياسة الدولية من خلال شراكات استراتيجية.

كما أن هناك تساؤلات حول كيفية تأثير بولس على العلاقات الأمريكية اللبنانية في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قد يتعين عليه مواجهة تحديات تتعلق بكيفية تعزيز العلاقات مع الدول العربية بينما يحاول الحفاظ على دعم الناخبين الأمريكيين.

ويُعتبر مسعد بولس شخصية محورية في السياسة الأمريكية والشرق أوسطية. إذا نجح في تحقيق أهدافه، فقد يسهم في إعادة تشكيل العلاقات بين الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط، مما قد يؤدي إلى نتائج جديدة في السياسة الإقليمية. إن الدور الذي سيلعبه في البيت الأبيض سيكون محط أنظار الكثيرين في المنطقة، حيث يأمل الكثيرون أن يسهم في تحقيق الاستقرار والازدهار في لبنان والمنطقة ككل.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.