صحيفة فرنسية: الإمارات تدفع بقوة لصراع مسلح بالمخيمات الفلسطينية بالضفة

باريس- خليج 24| أكدت صحيفة فرنسية أن دولة الإمارات العربية المتحدة تدفع بقوة لتأجيج الصراع المسلح في المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة عشية الانتخابات.

جاء ذلك في تقرير لصحيفة “لوموند” بعنوان “في مخيم بلاطة.. يجري الاستعداد لمعركة الخلافة في حركة فتح”.

وأشارت إلى الاشتباكات المسلحة التي يشهدها بين المسلحين الموالين للقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان المقيم بالإمارات.

وبين الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية التي يتزعمها الرئيس محمود عباس.

وأكدت “لوموند” أن صراعًا خافتًا طفى على السطح من جديد داخل الحزب الحاكم (حركة فتح) مع قرب الانتخابات.

ويقود دحلان ما يسمى “التيار الإصلاحي في فتح” حيث يعرف بأنه صبي الإمارات ورأس الشر في المنطقة.

الأكثر أهمية ما أكدته الصحيفة الفرنسية بأن أجهزة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تراقب الوضع بقلق.

وكشفت أنها تتوقع بدايات صراع عنيف داخل حركة فتح في ظل عدم توافق فتح على اختيار خليفة لرئيسها محمود عباس.

ويبلغ عباس من العمر 85 عامًا وليس له وريث “طبيعي”، لكن دحلان يحاول الإظهار أن الزعيم المقبل للفلسطينيين.

ووفق الصحيفة “فمنذ بداية فصل الخريف يعيش مخيم بلاطة (أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين بالضفة الغربية) على وقع حالة من الغليان”.

وأكدت أن ذلك يعود لرفع السلطة الفلسطينية من وتيرة الاعتقالات في صفوف أنصار دحلان الهارب في الإمارات.

وذكرت أنه “في كل توغل ينذر بتدهور الأوضاع بسبب عمليات تبادل إطلاق النار”.

ولفتت “لوموند” إلى أن هذه الاشتباكات تتكرر بشكل منتظم، حيث قتل في أكتوبر الماضي أحد المسلحين الموالين لدحلان.

وكشفت أن قادة المسلحين الموالين لدحلان يختبئون في مخيم بلاطة، مشيرة إلى استغلالهم للأطفال في مواجهة رجال أمن السلطة.

ولفتت إلى اتهامات محافظ نابلس لدحلان المقيم في الإمارات بإرسال أموال للضفة لإحداث اضطرابات في المخيم.

وقال المحافظ للصحيفة إن “دحلان يوزع الأموال في مخيم بلاطة لتمويل المشاريع الاجتماعية وشراء الأسلحة”.

واتهمه بتأجيج التوترات قبل الانتخابات، من أجل إيجاد مكان لنفسه في المشهد السياسي الفلسطيني.

واستعرضت “لوموند” ما وصفته “بالعمل القذر” لدحلان منذ إقامته في الإمارات.

وقالت “منذ ذلك الحين أعاد دحلان اكتشاف نفسه في الإمارات”.

وأضافت “قام السيد دحلان الموهوب، بالعمل القذر في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشرق أفريقيا، مع غزوات تجارية في البلقان”.

لكن إعلان التطبيع التاريخي للعلاقات بين الإمارات وإسرائيل في سبتمبر/ أيلول 2020 أضر كثيرا بصورته في فلسطين، تؤكد الصحيفة.

ومع ذلك يؤمن البعض- تضيف “لوموند”- بأن الرجل (دحلان) سيعود يوما إلى فلسطين ليقوم بدور المنقذ.

وكشفت أن المدعو جمال الطيراوي يتزعم تيار دحلان في المخيم، واصفة إياه ب”عراب دحلان”.

وقبل أسبوع، اعترف قيادي بارز فيما يسمى ب”تيار الإصلاح الديمقراطي” بحركة فتح الذي يتزعمه الهارب محمد دحلان بتدخل الإمارات القوي في الانتخابات الفلسطينية.

وأعلن عبد الحكيم عوض المقرب من دحلان عما أسماه “سلسلة مشاريع إغاثية لقطاع غزة بمساعدة دولة الإمارات “.

وجاء الإعلان عن هذه المشاريع قبل أشهر قليلة من الانتخابات الفلسطينية التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني”.

وقال إن “التيار يعمل على سلسلة من المشاريع الإغاثية والإنسانية والتنموية أبرزها محطة لتوليد الكهرباء بمساعدة دولة الإمارات”.

وذكر عوض أن “إنشاء محطة توليد الكهرباء بقوة 400 ميجا وات مرتبط بعجلة الاقتصاد في قطاع غزة وحياته الإنسانية والصحية.

وهذه دعوة مباشرة من عوض للفلسطينيين إلى انتخاب قائمة تيار دحلان في الانتخابات ليتسنى إنشاء هذه المشاريع.

واعترف “ذاهبون في برنامج إغاثي ممتد لشعبنا الفلسطيني، وخلال الأسابيع والأشهر الماضية قدمت الإمارات دعماً لهذا البرنامج”.

واعتبر عوض أن الإمارات “الطرف الرئيس والدائم والمهم فيه، والتي عودتنا بوقوفها دائما بجانب شعبنا”، وفق زعمه.

وأضاف “ذاهبون للانتخابات ولدينا برنامج واقعي وسنبذل كافة الجهود حتى نسجل اختراق في جدار الحصار”.

وادعى أن “هذا البرنامج الواعد فيه حلول لكثير من المشكلات من بطالة وخريجين والوضع الاقتصادي وسيراها ويلمسها شعبنا”.

وأردف عوض أن “القائد دحلان لديه الكثير من العلاقات الدولية والمحلية ستساهم في حل كافة هذه المشكلات”.

وكانت مصادر مطلعة كشفت لـ”خليج 24″ تفاصيل خطة الإمارات لفرض القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان في الانتخابات الفلسطينية المقبلة.

ويقود دحلان ما يسمى “التيار الإصلاحي في فتح” حيث يعرف بأنه صبي الإمارات ورأس الشر في المنطقة.

وأوضحت المصادر أن الإمارات رصدت عشرات ملايين الدولار لصالح تيار دحلان لاستخدامها في شراء الذمم بالانتخابات.

ولفتت إلى أن خطة أبو ظبي ودحلان تقوم على استغلال حاجات الناس الماسة بسبب تفشي فيروس كورونا.

وبينت أن “تيار دحلان” يستعد لتوسيع رقعة المساعدات التي يوزعها في المناطق الفلسطينية لتشمل عشرات آلاف الأسر.

ولن يقتصر الأمر على ذلك-بحسب المصادر- بل يخطط تيار القيادي المفصول من فتح لمشاريع زواج ومساعدة في الإنجاب.

إضافة إلى تقديم المساعدات لصالح حالات مرضية غير مقتدرة على العلاج بسبب قلة المال.

وأشارت المصادر إلى أن “تيار دحلان” وضع خطة لتطوير أدواته ووسائله الإعلامية عبر استقطاب عدد من الإعلاميين داخل غزة وخارجها.

كما سيعمل “التيار الإصلاحي” على تطوير عدد من المواقع الإخبارية والفضائية الخاصة به.

وأكدت أن دحلان يبذل قصارى جهده لتحقيق أي مكاسب في هذه الانتخابات، وذلك في تحدي لقائد حركة فتح الرئيس محمود عباس.

في السياق، وصلت قافلة لقاحات مضادة لفيروس كورونا إلى قطاع غزة مقدمة من الإمارات.

وتضم هذه القافلة التي وصلت عبر معبر رفح مع مصر نحو 20 ألف جرعة من اللقاح الروسي.

وقبل يومين، كشف مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية وجود تنسيق رفيع المستوى بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لدعم دحلان في الانتخابات المقبلة.

وأوضح المسؤول بالسلطة في حديث ل”خليج 24″ أن تقارير أمنية من جهاز المخابرات الفلسطيني وصلت الرئيس محمود عباس تؤكد ذلك.

ونبه إلى سعي الإمارات وإسرائيل لفوز دحلان وقائمته في الانتخابات المقبلة.

وبين أن الإمارات وإسرائيل تقدمان كل أشكال الدعم له، خاصة الاحتياجات الماسة للمواطنين.

ولفت المسؤول الفلسطيني الكبير لرفض السلطات الإسرائيلية طلبا للسلطة بإدخال كميات كبيرة من لقاحات فيروس كورونا لقطاع غزة.

وأضاف أن الرفض الإسرائيلي جاء لتكون الإمارات أول من يدخل كميات كبيرة من اللقاحات إلى قطاع غزة.

وأشار إلى أن إسرائيل سمحت للسلطة فقط بإدخال 1000 جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، لتمكين دحلان من إدخال أعداد كبيرة لغزة.

ونبه المسؤول في السلطة كذلك إلى سماح إسرائيل بدخول مبالغ مالية كبيرة لصالح دحلان في مدينة القدس المحتلة.

وأكد أن مبالغ مالية كبيرة أرسلت من قبل دحلان بدعم إماراتي إلى القدس وزعت على المواطنين الفقراء.

واعتبر أن دعم الإمارات وإسرائيل يأتي لأجل معاقبة الرئيس محمود عباس الذي رفض بقوة “صفقة القرن”.

لكن المسؤول أكد هذه المحاولات لن يكتب لها النجاح، وأن الرئيس لن يرضخ لضغوط عودة دحلان الصادر بحقه حكم قضائي.

وشدد المسؤول الكبير في السلطة على أن دحلان هو خيار إسرائيلي، مؤكدا أنه عراب التطبيع في المنطقة العربية.

ودعا الإمارات لعدم السباحة عكس التيار.

ووجه رسالة إلى أبو ظبي قائلا “الشعب الفلسطيني لن ينسى أي خيانة ولو قدمت الإمارات كل لقاحات كورونا ووزعت المليارات في القدس”.

وقبل أيام، أعلن دحلان الهارب إلى الامارات من تهم المشاركة في قتل ياسر عرفات إرسال “دفعة لقاحات أولى كمنحة من أبو ظبي”.

ويقود دحلان ما يسمى “التيار الإصلاحي في فتح” حيث يعرف بأنه صبي الإمارات ورأس الشر في المنطقة.

وقال دحلان على حسابه الرسمي ب”فيسبوك” “دفعة أولى من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في طريقها إلى أهلنا الصامدين بقطاع غزة الآن”.

وأضاف “هذه الدفعة منحة كريمة من دولة الإمارات الشقيقة تأتي بهذا الظرف الدقيق حيث يستهدف الوباء كل أحبتنا ولا يستثني أحداً”.

وذكر أن الدفعة الحالية تتضمن 20 ألف جرعة من اللقاح الروسي “سبوتنيك V”.

وأردف دحلان الذي أعلن المشاركة في الانتخابات الفلسطينية المقبلة أن اللقاح الروسي أثبت فعالية كبيرة وأمانًا عاليًا بكل التجارب.

وتابع “نأمل أن تخصص للطواقم الطبية التي تكافح الوباء وجهاً لوجه ببطولة، وكذلك للفئات والحالات الأكثر احتياجاً”.

وعلم موقع “خليج 24” أن الإمارات بدأت بضخ عشرات ملايين الدولارات لصالح القيادي المفصول من حركة فتح الفلسطينية.

وقالت المصادر إن أبو ظبي رصدت لقوائم دحلان وإنجاحها مبالغ ضخمة بعشرات الملايين من الدولارات.

الأكثر أهمية أن دحلان ينوي شراء ولاء شخصيات على مستويَي الضفة الغربية وقطاع غزة بالمال للمشاركة في قائمة موازية لقائمة فتح.

وأكدت المصادر أن محاولات الإمارات للتأثير على الانتخابات الفلسطينية المزمع إجراؤها بمايو المقبل لا تنفك.

ووصلت “قافلة مساعدات” مقدمة من الإمارات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري مع مصر.

وأعلن التيار الإصلاحي الذي يتزعمه المنشق دحلان تسلمه لهذه المساعدات.

وزعم الناطق باسم التيار عماد محسن أن القافلة تأتي “بإطار المساعدات المقدمة من الهلال الأحمر الإماراتي للفئات الأكثر احتياجا بقطاع غزة”.

وكان تيار دحلان بدأ قبل شهر توزيع المال المسيس بسبب قرب الانتخابات الفلسطينية.

ومع قرب الانتخابات يحاول دحلان استغلال المناطق المهمشة بتقديم دعم مالي من الإمارات لأجل التلاعب في الانتخابات.

وكشفت مصادر فلسطينية في القدس المحتلة أن تيار دحلان ضخ وبشكل مبدئي مبلغ يقدر بنحو 300 ألف دولار.

ولفتت المصادر إلى أنه يسعى إلى اقتناص “الفرصة الذهبية” لإثبات وجوده وثقله في الساحة خاصة مع الحملة الأخيرة للسلطة الفلسطينية.

لكن دحلان الذي يعد رجل الإمارات الأول في المنطقة يطمح للعودة للساحة الفلسطينية من خلال بوابة الانتخابات.

وأعلن تيار دحلان المدعوم من الإمارات رغبته في المشاركة في الانتخابات المقبلة المقرر أن تجري بعد عدة أشهر.

لكن بحسب القانون الفلسطيني لا يسمح له بالترشح بسبب الحكم القضائي الصادر بحقه بالسجن ثلاث سنوات.

وأدين عام 2016 باختلاس 16 مليون دولار.

وبحسب المصادر فإن رجل الإمارات سيشارك في قوائم رسمية في قطاع غزة.

فيما سيعمل على دعم شخصيات معينة لتشكيل قوائم تحت مسمى “مستقلة”.

ويضغط دحلان بقوة للمشاركة في الانتخابات ب”قائمة موحدة” لحركة فتح، في إشارة لرغبته بالمشاركة تحت اسم فتح التي طرد منها.

وهاجم بشدة في بيان الترحيب بالانتخابات رئيس السلطة القائد العام لحركة فتح محمود عباس.

ويقول دحلان إن عداوات شخصية بينه وبين عباس دفعت الأخير إلى فصله من فتح ومحاكمته.

وقال التيار في بيان له على إعلان مرسوم الانتخابات إنه “لا يمكن لحركة تعيش أزمة قرار وترهل قيادة كسب ثقة الناخب”.

وأضاف “متمسكون بوحدة حركة فتح، وخوض الانتخابات في قائمةٍ فتحاوية واحدة، لا تهميش فيها ولا إقصاء”.

وأردف تيار دحلان “يغادر من خلالها الفتحاويون مربع التفرد بالقرار الوطني والتنظيمي، ويختارون بكامل إرادتهم من يمثلهم في قوائم الحركة”.

ويعتبر رجل الإمارات-بحسب المصادر- المخيمات في الضفة ثقلا له، أبرزها بلاطة في نابلس، والأمعري في رام الله والبيرة، وجنين.

ولفتت إلى أن دحلان عمل خلال السنوات الماضية على شراء ذمم نواب وضباط متقاعدين في السلطة للعمل معه.

وكانت صحيفة “العرب” اللندنية المدعومة إماراتيا كشفت عن رفض الرئيس الفلسطيني عقد مصالحة مع دحلان.

ووفق الصحيفة فإن عباس ومحطيه “يعتبرون أنهم قادرون على منافسة حركة حماس في الانتخابات المقبلة”.

وذلك دون الحاجة إلى مثل مصالحة مع دحلان، معتبرة أن هذا الأمر يثير قلق مصر والأردن.

وعملت الإمارات مؤخرا وبحكم سيطرتها على مصر بإيفاد رئيس المخابرات المصرية عباس كامل إلى الضفة الغربية.

واجتمع كامل برفقة وكيل المخابرات الأردنية مع الرئيس الفلسطيني ورئيس المخابرات الفلسطينية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ماجد فرج.

وكشفت الصحيفة المدعومة إماراتيًا أن “دوائر فلسطينية مقربة من عباس رفضت الاستجابة لنصيحة مصرية أردنية حول توحيد حركة فتح”.

وذلك “لدخول الانتخابات المقبلة بصورة أكثر تماسكا، تمكنها من تقليص نفوذ حركة حماس في قطاع غزة”.

وبذلك أرجعت الدوائر المقربة من عباس الرفض إلى أن “جسم الحركة حاليا يستطيع المنافسة بقوة في الضفة الغربية مع حماس”.

وأردفت أنه “لن يكون لقمة سائغة بمواجهة حماس بغزة”.

ويعتبر عباس أن أي “مصالحة داخلية في هذا التوقيت ستفهم على أنه وفتح في موقف ضعيف”.

ونبهت الدوائر المحيطة بعباس إلى أن مصالحة مع دحلان ستظهر أن عباس مضطر لمصالحة مع شخصيات فُصلت الحركة.

وشددت هذه الدوائر على أن هذا يمنح انطباعات قاتمة عن قياداتها.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.